مقالات متنوعة

الغالي شقيفات يكتب : استحقاقات السَّلام

أصدر رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك أمس، وعملاً بأحكام الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية وبعد الاطلاع على قرار مجلس الوزراء الانتقالي رقم (104) لسنة 2021م، وبناءً على اتفاقية جوبا لسلام السودان بين حكومة السودان الانتقالية وأطراف العملية السلمية، أصدر قراراً أعفى بمُوجبه – السيد محمد عبد الله الدومة من منصبه كوالٍ لولاية غرب دارفور. والسيد محمد حسن عربي من منصبه كوالٍ لولايات شمال دارفور.

كما قرَّر رئيس الوزراء تعيين:

– السيد خميس عبد الله أبكر والياً لولاية غرب دارفور، وهو رئيس التحالف السوداني وكان قائداً في حركة جيش تحرير السودان.

والسيد نمر محمد عبد الرحمن والياً لولاية شمال دارفور، وهو من حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي ورفيق الشهيد محمد عبد السلام طرادة.

والسيد أحمد العمدة بادي والياً لولاية النيل الأزرق، وهو رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي قيادة مالك عقار.

ووجّه القرار كلاً من وزارات شؤون مجلس الوزراء والحكم الاتحادي والمالية والتخطيط الاقتصادي والعمل والإداري والجِهَات المَعنية الأخرى، باتّخاذ إجراءات تنفيذ القرار. ويأتي هذا القرار تنفيذاً لاستحقاقات اتفاق جوبا للسلام بين قِوى الكفاح المُسلّح والحكومة الانتقالية، وقد ترأس وفد التفاوض الحكومي الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام بجوبا التي تُوِّجت بالاتفاق، وبهذا تكون الحركات المسلحة أصبحت جزءاً أساسياً وأصيلاً في السلطة ومُطالبة الآن أن تتعامل مع الشعب على أساس أنها جزء من الدولة وتشارك الشعب همومه وآلامه، والولايات التي تولاها القادة المذكورون ولايات ذات حساسية عالية تتطلّب الدراية والحكمة، فولاية غرب دارفور أي ميول أو أي أجندات قبلية تفشل الحاكم، مهما كان وزنه وتحرقه سياسياً واجتماعياً، كما هو الحال بالنسبة للنيل الأزرق، وولاية شمال دارفور تختلف من كافة الولايات، فهي الولاية التي تنطلق منها الكفاح المسلّح وقدمت آلاف الشهداء وهي ولاية قائدة ورائدة ومنبع السلاطين والملوك والنُّظّار، فهي تحتاج إلى والٍ حصيفٍ ومُفتِّح عيونو ومنفتح على المكونات الاجتماعية، وتحتاج أن تتشارك كل المُكوِّنات الاجتماعية في كل شئ، والوالي القادم مُواجهٌ بتحديات كبيرة سياسية واجتماعية، إضافةً لقضايا النازحين وبسط الأمن، فالوالي لا خيار له إلا أن يتعامل مع كافة الأطراف ويتجاوز مَرارات الماضي.

صحيفة الصيحة