طه مدثر يكتب: القونه قمة بأقصر الطرق!!
(0) السودان ونظرية المؤامرة
في إحدى الأفلام الوثائقية، سمعتهم يتحدثون عن 72منطقة خطرة حول العالم، يحذرون الناس من العيش فيها، لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال، قلة المياه وعدم توفر الإمداد الكهربائي والدوائي، وشح المواد الغذائية والبترولية وارتفاع أسعارها وكثرة الأمراض وارتفاع أسعار الدواء ووجود هزات أرضية وغيرها من الأسباب، وجلست أحسب تلك المناطق (منطقة منطقة) وحدثت نفسي، وقلت (بعد المنطقة الجاية دي حيذكرو اسم السودان) ولكن خاب ظني، وخسئت توقاعتي، وانتهى الفليم الوثائقي، وهنا شعرت بالاحباط، وشعرت بشعور التي جاءت لتفرح فما وجدت لها مطرح!!، فنحن وبحسب الأسباب السالفة الذكر، مؤهلين وبشدة لنكون من ضمن تلك المناطق الخطرة، ولكنها نظرية المؤامرة ورب الكعبة!! ولكن وبسبب اتباع الحكومة لسياسات البنك الدولي، يصبح انضمامنا الى تلك المناطق الخطرة، مسألة وقت ليس إلا!
(1) لا للمقارنة
تربينا منذ نعومة أظافرنا، حتى وصولها إلى مرحلة الخشونة، تربينا على عدم قبول (أي حاجة تمر بخاطرك، قطعة حلاوة أو كيس ايس كريم أو كيس تسالي أو فول أو ترمس أو أي شيء مادي أو عيني من أي شخص غريب عنك) برغم أن هذا الغريب هو من بني جلدتنا أي من السودانيين ولكن لا قرابة اسرية تربطك به، ولكن أتى علينا حين من الدهر، فذهبنا بقضنا وقضيضنا وبذكرانا وانثانا، نطلب من الغرباء الأجانب، مساعدتنا (مادين لهم القرعة)عارضين عليهم (عاهاتنا ومصائبنا) ونحن الذين كنا نرسل المحفل ونكسي الكعبة المشرفة، وكنا وكان زمان!!فضلا ورجاءً أبعد عن المقارنة، بين أحوالنا ماضياً وحاضراً، فان المقارنة تجلب الهم، وتزيد من ضربات القلب، وترفع الضغط، وتهبط بالسكري، وتفقع المرارة، والله يجازي الكان السبب، وأصلو السبب هم هؤلاء الكيزان، سوس الأرض، الذين قضوا على الأخضر واليابس، ثم يدعون البراءة، والوداعة، وان الحكومة الانتقالية، ضيعت أقوان داخل خط ستة، واعتقد أن ظرافة المخلوع البشير، هي محاولة منهم للتغلب على علقم ومر وحنظل ثورة ديسمبر المباركة، الذي لم ينزل بعد من حلقوم المخلوع.
(2)القونة، قمة بأقصر الطرق!
بلا فخر ولا نفخة كدابة، نحن من بلد القهاوي فيها أكثر من الجامعات، وستات الشاي (لهن التحية) أكثر من حملة الشهادات الجامعية، وان تكدس الجثث في المشارح والثلاجات، أكثر من تكدس الناس أمام طلمبات الوقود، ونحن من بلد القدوة والمثال فيها للقونات!!واذا سألت أي طفلة وسط الزحمة منسية (انت ياشاطره لما تكبري عاوزه تبقى دكتورة وللا مهندسة وللا محامية والا ناشطة سياسية ؟)وبكل طفولة منزوعة الدسم والبراءة ، ترد عليك فتقول (دكتورة شنو ومهندسة شنو، ومحامية شنو وبطيخ شنو ياعمك؟انا لما أكبر عاوزه أبقى قونة، وأمي تلقط النقطة واخواني واحد عازف معاي والاثنين التانين يشتغلو لي بودي قارد، وابوي مبسوط مني)!!!ولكن برغم هذا الانتشار الواسع للقونات، فان مصيرهن الى زوال، وان الاذن السودانية الجيدة، والحسنة الذائقة تمرض ولا تموت، بل سريعاً ماتعالج داءها، وترجع الى حسن سيرتها، وتصغى الى الشعر الجيد واللحن الأجود والصوت الحسن ، وفقط دعوا القونات يأخذن حظهن من العرضة، ثم يذهبن الى جب النسيان، ملحوظة، ترديد الاغاني الهايفة، هو الصعود إلى القمة باقصر الطرق وأقل التكاليف، ولكن عواقبه وخيمة، وأقلها، نظرة الاشمئزاز ، وصافرات الاستهجان، لك أيها الهايف، او لك أيتها الهايفة.
طه مدثر
صحيفة الجريدة