مقالات متنوعة

هنادي الصديق تكتب : بنسودا قبل الوداع !!

بينما تعد مدعية المحكمة الجنائية عدتها لمغادرة المنصب إذا، بن سودا تعرب عن شكرها للشهود والضحايا الذين تعاونوا مع المحكمة وجهودهم لتحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم التي ارتكبت في دارفور.
ولم تقف عن هذا التعبير الشفوي فقط بل كشفت بأنها سوف تعبر عن هذا الشعور الصادق عندما تزور السودان، بما في ذلك دارفور الأسبوع المقبل في آخر مهمة لها إلى البلاد كمدعية عامة للمحكمة الجنائية الدولية”.
وفي تقرير لها أمام مجلس الأمن في 10 ديسمبر 2020، كشفت بنسودا عن رغبتها العودة للسودان مرة أخرى قبل نهاية تفويضها في 15 يونيو وقالت انها ترغب في مقابلة الضحايا والإشادة شخصيًا بالشجاعة والصمود والصبر الذي أظهروه أمام مليشيات النظام المخلوع.
يحدث ذلك في حين أن عبد الرحمن كوشيب الذي كان يضع كمامة ويرتدي حلة سوداء عندما تلا موظف بالمحكمة 31 تهمة ضده لم يدافع واكتفى بالصمت، لكن فريق الدفاع عنه قال في مذكرات قضائية قدمها في وقت سابق إن عبد الرحمن ليس هو الرجل المعروف باسم علي كوشيب وذلك ضمن دفوع أخرى.
وقالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو في جلسة تلاوة التهم إنها ستثبت أن عبد الرحمن قاد هجمات على بلدات وقرى وأنه ضالع في أكثر من 300 حادثة قتل وغارات أرغمت 40 ألف مدني معظمهم من عرقية الفور على النزوح من ديارهم.
وقالت في الجلسة “تثبت الأدلة أن السيد عبد الرحمن كان مرتكبا لتلك الجرائم عن معرفة وإرادة وهمة”.
ووصفته بأنه كان “مرهوبا ومبجلا على حد سواء”، مضيفة أنه كان “قائدا كبيرا لميليشيا الجنجويد سيئة السمعة في محليتي وادي صالح ومكجر خلال تلك الفترة المشحونة”.
وأضافت: “اليوم نسعى لتحقيق العدالة لضحايا الجرائم، والأدلة التي سنقدمها بها كثير من الحقائق عن إجرامية هذه القضية”.
وتابعت: “هذه الأدلة جوهرية وهي تدعو للاعتقاد أن كوشيب ارتكب الجرائم المدعاة بحقه، أرجو اعتماد هذه التهم وإحالة القضية إلى المحكمة”.
ويبقى السؤال بعد أن نجحت فاتو بن سودا في (جرجرة) كوشيب إلى قفص الاتهام ، ما هي اجندة زيارتها القادمة لدارفور وهل بالفعل كما أوردت منظمة عدم الافلات من العقاب أن هناك أسماء لشخصيات الآن في هرم السلطة وردت أثناء التحقيقات مع كوشيب بأنها ضالعة في الجرائم ..يبدو أن خواتيم فترة عمل بنسودا أيضاً حبلى بالمفاجآت ..!!
وسلم علي كوشيب نفسه طواعية إلى المحكمة في جمهورية أفريقيا الوسطى، وجرى نقله إلى مقرها في 6 يونيو 2020، ليمثل أمام الدائرة التمهيدية الأولى في الـ 15 من ذات الشهر.
وقال مكتب المدعية العامة إن على كوشيب يُعد من كبار مليشيا الجنجويد في محليتي وادي صالح ومكجر بولاية غرب دارفور.
من جانبه، قال مينكوس وهو جزء من فريق مكتب المدعية العامة، إن الجيش ومليشيا الجنجويد هاجموا في أغسطس 2003 قرى مودغار، حيث جرى قتل واغتصاب العديد من الأشخاص كما نُقل آخرين قسريًا من مناطقهم، و قال إن أكثر “شخص مسؤول عن هذه الجرائم هو علي كوشيب”.
وتضم الدائرة الابتدائية الثانية للمحكمة الجنائية الدولية ثلاثة قضاة، هم رئيسها الإيطالي روزاريو سالفاتوري والكونغولي أنطوان كيسيا والياباني توموكو أكاني.

صحيفة الجريدة