تصفية علامات الثورة
في اقل من شهر واحد بعد مرور الذكرى الثانية لفض الاعتصام ، ظهرت حوادث إختفاء متكررة وسط الثوار ، ولم يتوقف الأمر عند الفقد فقط ، بل إنتهت سيناريوهاته بمقتل بعض المفقودين ، لم يبدأ الأمر عند مقتل الشهيد عثمان والشهيد مدثر ، وقد لا ينتهي بمقتل الشهيد ود عكر ، الذي يكشف مقتله عن ماهو أخطر ، فبعد إختفاء ود عكر , خرج النائب العام السابق تاج السر الحبر و صرّح للإعلام بأن جثث مشرحة التميز ( لا علاقة لها بالمفقودين او مفقودي فض الإعتصام ) اتفق معه في ذات الكذبة ، مقرر لجنة التحقيق في إختفاء الأشخاص قسريا وكيل النيابة أحمد سليمان العوض وقال إن جثث مشرحة التميز لا علاقة لها بالمفقودين , و أن تكدّسها هو مسؤولية هيئة الطب العدلي، وتوالت التصريحات المزيفة وقال لصحيفة (الجريدة) وقتها رئيس لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص قسرياً الطيب العباسي إنه متأكد من عدم وجود علاقة بين جثامين مشرحة التميز و أي مفقودين , بل ذهب إلى التأكيد بأن 30% منها تعود لأطفال حديثي الولادة.
كل هذه التصريحات مجتمعة ، نتيجتها قصد منها التضليل وإبعاد الاتهام عن الجهة المنظمة والمخططة لتصيد علامات الثورة وشبابها البارزين الذين يحملون الثورة في دواخلهم ويشكلون خطراً كبيرا على اعدائها ، والنائب العام السابق وبعض وكلاء النيابة شركاء في ازهاق ارواح شهداء الثورة وتاج السر الحبر رجل يجب ان يقدم الي المحاكمة لانه تقلد منصبه نائبا عاما من واجبه تحقيق العدالة ، ونصرة المظلومين والإيتاء بالقصاص ، لكنه نكث جميع عهود الثورة ومواثيقها وتسبب في إفلات كثير من المجرمين من العقاب لذلك لابد ان تتم محاكمته ليكشف انه لصالح من كان يعمل .
واختلاف النيابة العامة ولجنة التفكيك الذي وصل حد العداء هل كان بسبب تدخل اللجنة في عمل النيابة او العكس ، ام ان ثمة ماهو أخطر في بواطن هذا الخلاف ، وهل اللجنة تعرف عن الحبر اكثر من تخاذله وفشله في تحقيق العدالة ، ماهو دور الحبر بعيداً عن كونه نائباً عاماً ، وان كانت الإجابة ان اللجنة تعرف الكثير لماذا اكتفت اللجنة باستقالة النائب العام ولم تطالب بمحاكمته وكشف ملفاته الشائكة ، ام ان الحبر يعمل على حماية النظام البائد ، مطمئناً لأنه في حماية الحكومة الحالية.
ولكن قبل هذا لابد من سؤال صريح ماهي الجهة التي تتصيد الثوار وتعمل على تصفية أيقونات الثورة الذين مازالوا في الميدان وهل قتل الشهيد عثمان كان لانه يشبه ثائر آخر ، صاحب الفيديو الشهير الذي نشر بعد مقتل الشهيد عثمان ، ووصفه الناس ان هذا اخر فيديو للشهيد عثمان ، إذا هل اخطأ القاتل الذي قتل الشهيد عثمان وان المقصود كان الثائر صاحب الفيديو ، وهل حياة هذا الثائر الآن في خطر ؟ ليأتي بعد أقل من شهر اغتيال الشهيد ود عكر ، ايقونة ثوار الميادين ، وهل قتل علامات الثوار يتم بعناية وتخطيط وتدبير من جهة معلومة او مجهولة ؟ هل هنالك جهات ظلامية أخرى تقتل الثوار ، وكل الذي يحدث هل كانت النيابة ونائبها العام تاج السر الحبر وزمرته من وكلاء نيابة النظام البائد ستار يغطي قبحهم وظلمهم وبطشهم ، هل أعطى على عثمان كتائب ظله ، الأوامر بقتل الثوار في مواكبهم السلمية ومناسباتهم الثورية ، وهل هناك كتائب ظل داخل النيابة العامة ، ذهاب تاج السر الحبر من منصبه ، هل يعني زوال الخطر ، وأين تقف الشرطة من سيناريو الاغتيالات ، وهل توجد بعض كتائب الظل او البنيان المرصوص او غيره من الأجسام الكيزانية داخل اجهزة الشرطة والنيابة وغيرها ، وماذا عن البرهان الذي يتحدث للعالم الخارجي بأنه يعمل على حماية الثورة وشلالات الدماء لم تتوقف بعد وكيف لهذه الجهات التي نفذت الاغتيالات والتي ربما تنفذ غيرها في أيام قادمات ان تمارس نشاطها في قلب الخرطوم وهو المتربع على عرش الحكومة وقائد جيشها وأمنها ، رئيس الوزراء وحكومته كيف تمر عليهم هذه الاحداث دون ان يتخذوا موقفا صريحاً ، وهل هناك عار اكبر من قتل الثوار في ذكرى فض الاعتصام .
كتائب الظل هي الخطر أم الخطر في الأجهزة الرسمية والعدلية التي تعمل في عهد الحكومة الانتقالية ، والتي بها من الشخصيات ماهم كتائب ليل للعهد البائد ، وأصدقاء سوء نهاراً للحكومة الحالية من يعمل على تصفية الثوار ؟؟ جميعكم أم بعضكم شركاء في الخديعة والجريمة وسيناريوهات التصفية ، الايام القادمة تكشف الكثير .
طيف أخير :
خرجوا
وما نزع الرصاصُ قلوبهم
بل زاد جمرَ مُضِيِّهِم فتسعَّروا
سالوا دماءً
واستفاضوا أنفُسًا
وقَضَوا حياتهُمُ
.. ولم يتقهقروا
صباح محمد الخسن
صحيفة الجريدة