الطيب اثر ومآثر(2)
1
حين تقتفي أثر الطيب مصطفى تجد بصمته في كل زوايا الأمكنة التي مر بها والوظائف التي شغلها والمواقف التي اتخذها ،بصمة ليست عابرة في زمن عابر بل هي مؤثرة من أى زاوية من الزوايا نظرت منها.قالوا إن الإنسان في آخر عمره تأتيه التفاته ، في تلك الانتباهة إما أن يجد خلفه فضاء أخضر لكونه عمل وكدح وانتج وعمر الدنيا بصالح الأعمال فتلوح منه ابتسامة وهو يودع الدنيا ، أما إذا وجد فى تلك الانتباهة خلفه أرضاً بلقع لم تعمر بشئ ولم تزين بعمل صالح فتلك هي لحظة فراق الدنيا ولو عاش بعدها سنوات. صاحب ( الإنتباهة ) ذهب إلى ربه بنفس راضية مرضية ، مشى مشوار دربه الأخضر لأنه عمر الدنيا بكل الأعمال الصالحات وترك بصماته في الحياة الدنيا كأروع واعمق ماتكون ومضى إلى الكريم ضيفا عزيزا لأنه والد شهيد… رحمة الله عليهما.ومين زيو.
2
أذكر مرة أنني استهللت مقالاً لى لاذكره بالاية ( لِّيَسْـَٔلَ ٱلصَّٰدِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ وَأَعَدَّ لِلْكَٰفِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا.) اتصل بي الطيب منزعجا وقال لى كأني اقرأ هذا الآية أول مرة أرعبتني….فإذا كان الصادقين يسالون عن صدقهم فما سنفعل نحن ؟ قلت له أظنك من الصادقين وستسأل فشد حيلك وضحكنا ضحك طفلين . كان ذلك ( الصدق) ما حببه إلى نفسى على الرغم من تعاركنا الذي امتد لسنوات عبر الصحف، الطيب لا يعرف كذب السياسيين الدجالين الذين يكذبون كما يتنفسون إلا من رحم ربي.كانت مدار مساجلاتنا حول الموقف من وحدة السودان ومعلوم عن موقف الطيب أنه يرى ألا أمل فى وحدة ظل دمها يقطر اكثر من خمسين عاما دون أن تتحقق وأن الحرب انهكت البلاد والعباد فبدلا من هذا الهدر علينا أن نقبل بفراق بإحسان ، كان موقفي ولا يزال أن هناك طريقا ممكنا للحفاظ على السودان موحدا وأن الانفصال ليس حلا لمشاكل السودان.كان ذلك أساس الخلاف المتطاول قديما والآن وبناء على ما جرى يستطيع أى شخص تقييم من منا اتخذ الموقف الصحيح .لا أريد أن أبعث ذلك الجدل الآن مع قناعتي الكاملة أنه موقفه عليه الرحمة كان خاطئا أثر فى تداعيات انفصال الجنوب.
3
تلزمنى الإشارة وتقرير حقيقة أن موقف الاستاذ الطيب من وحدة السودان لم يكن يصدر من موقف ديني أو عنصري.إذ لم يكن يدعو للانفصال لأن الجنوبيين مسيحيين او لادينيين، بالتأكيد…. لا ، كان يصدر عن موقف سياسي يرى ألا جدوى من إكراه الجنوبيين على وحدة لا يريدونها وأن الحرب التي تطاولت دمرت الشمال والجنوب،ولايمكن أن يقال على موقف كهذا أنه ديني، كما لا يمكن وصفه بالعنصري وإلا دمغنا ملايين من السودانيين بالعنصرية بما فيهم الذين صوتوا لصالح انفصال الجنوب بنسبة 98% .!!.
4
ظل الجدل حول وحدة السودان قائما بين السودانيين منذ قانون المناطق المقفولة في 1922. فالطيب لم يأت بجديد فى موقفه من الانفصال ولم يعزف على هذا الوتر منفردا،.موقف الطيب مصطفى لم يكن معزولا بدليل أن الجريدة التي أصدرها ( الانتباهة) لدعم خطه الانفصالي ظلت تتربع على عرش الصحافة السودانية لأكثر من عشر سنوات ولاتزال بل كانت الأكثر توزيعا فى جنوب السودان!!.فالذين يحاولون الآن تحميل استاذ الطيب وحده مسئولية انفصال الجنوب جهلة بالتاريخ ويهدفون لتبرئة الجنوبيين الذين صوتوا بنسبة 98% من المسئولية واتهام الشماليين الذين دعموا الانفصال بأنهم عنصريين وانفصاليين!.تلك حيلة بائسة لن تطلى على احد.
عادل الباز
صحيفة اليوم التالي
لادينيون وبتاعين مريسة وغير منتجين ومابشبهوا الشماليين خلقة وأخلاق ده كان رأي,,الهالك,,في الجنوبيين. وهالك وصف بيها كل مرحوم مخالف له في الرأي..وضحكنا ضحك طفلين..بعضهم يجري الكذب في دمائهم فيكذبون دون حوجةللكذب وسوف تحشرون في زمرة الكذابين..
سبحان الله !!!
البعض تظهر كوزنته في مرحلة متأخرة من عمره
الذين اسهبوا في ذكر محاسن الراحل الطيب مصطفى متحدثين عن كريم أخلاقه وطيب معشره .. فعلوا ذلك بحكم معاشرتهم له وتعاملهم معه على أرض الواقع كما زعموا . ولكن ماذا يفعل الذين ما عرفوه إلا من خلال ما خطته يداه من هجوم لفظي عنيف على كل من يختلف معه فكرياً . يخوض في الاساءات الشخصية بأفحش ما في قاموسه الزاخر بكلمات السب والشتم واللعن . وكانت إساءاته تطال حتى من مات من خصومه السياسيين .. وكان لا يخفي شماتته وفرحه بموتهم وكان يطلق على الواحد منهم كلمة (الهالك) .. وهذا فجور بالغ في الخصومة لا يؤدي الى شييء سوى تعميق الكراهية والبغضاء . فمن لا يعرف الراحل الطيب مصطفى معرفة شخصية ولم يتعامل معه في واقع الحياه كما فعل الذين مدحوه وعددوا مناقبه .. غير مُلام إن حكم حكماً سالباً على شخصيتة .. فهو عرفه فقط من خلال ما قرأ له من مقالات .