محجوب مدني محجوب يكتب: عيد بأية حال عدت يا عيد
ها هي الثورة تكمل العامين وما زالت الآمال معلقة، والآلام زايدة، ولم تجد الثورة سوى تكرار المآسي والمرارات، ولم يتوقف من يطمع في النيل منها، وما زال يكرر نفس المشاهد يقتل الشهيد وراء الشهيد، وفي كل مرة يرسل رسالته ألا ثورة وألا تغيير.
عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد؟
ارتبط العيد بالفرحة، وارتبط عيد الثورة بالأحزان والآلام.
ارتبط العيد بعودة الأحباب، وارتبط عيد الثورة بالغدر بالأحباب.
ارتبط العيد بتجديد الأفراح، وارتبط عيد الثورة بتجديد الأحزان.
أتى العيد، وما زالت الحقيقة غائبة، وما زالت مستهانة ومستهتر بها.
متى يأتي العيد وتظهر الحقيقة؟
متى يأتي العيد ويميز بين الجاني والضحية؟
متى يأتي العيد ويميز بين الثائر والخائن؟
أتي العيد ولم يقتنع عدو الثورة بقيمتها وعظمتها.
أتى العيد ولم يظفر الثائر بتطلعاته وأحلامه.
اتى العيد وسقط الشهيد تلو الشهيد.
ألهذه الدرجة كرامة الشعوب غالية؟
ألهذه الدرجة الحرية غالية؟
إلى متى سيظل أهل السودان يستقبلون العيد، وهم حزينون ضعيفون فاقدون؟
تتكرر المشاهد والتضحيات والمجرم واحد لا استنفد فرصه، ولا تم القضاء عليه.
إلى متى يقدم الشارع ولا يحصل على شيء؟
انتهاك المناسبات المقدسة لم تحسن حال السودان.
انتهاك المناسبات السعيدة لم تحسن حال السودان.
ماذا تبقى لأهل السودان من شيئ لم يفعلوه ليفعلوه؟
بذلوا لرفض الظلم أغلى ما يملكون في أعظم المناسبات، ولم يستطيعوا أن يتخلصوا من عدوهم.
يبدو أن حجم التضحيات لا علاقة له بإزاحة الظلم.
لا بد من توفر أمر ما لإزاحة الظلم.
لا بد من توفر امر ما حتى تنجح الثورة.
لا بد من توفر امر ما حتى يقف هذا الظالم عند حده.
التضحيات ما زادت إلا تضحيات، وبذات الألم، وبذات الغدر.
إن كان الظلم والقتل وانتهاك الحرمات يرخص الإنسان، فماذا يحتاج الإنسان حتى يحقق العدل والحياة والاحتفاظ على الحرمات؟
للذين يتحدثون عن عدو خارجي ماذا ترك العدو الداخلي له؟
أثمة غدر أعظم ممن يدعي بأنه يدافع عنك ويحميك؟ وإذا به هو العدو الذي يقتلك بالرصاص الذي يحمله مدعيا أنه يسعى لحمايتك به.
للذين يتحدثون عن عدو خارجي قادم ماذا نفعل مع العدو الداخلي الجاثم على صدرنا؟
وكل عيد يفاجئنا بأن ما سبق ما هو إلا مقدمات بما هو آت.
من يحدثنا عن العدو الخارجي، ولا يعبه برصاص آخر ليلة من رمضان هذا الرصاص الذي خرج من المؤسسة العسكرية التي يخشى عليها من التفتت والضياع.
هل سيجد العدو دعما لمخططاته أكثر من رصاص يسدد في خاصرة قصيدة الوطن؟
صحيفة الانتباهة