الصاروخ الصيني وشعب السودان
منذ أن أعلنت التكهنات احتمال سقوط بقايا الصاروخ الفضائي الصيني في السودان، ارتفعت موجة من السخرية والضحك بين السودانيين، فالكثيرين كانوا في انتظار (النيزك) حسب الأحاديث الشعبية الساخرة التي كلما ظهرت أزمة او ضائقة في البلد صرخوا (يارب نيزك)، ولكن بدل النيزك جاءتهم الانباء بصاروخ فضائي.
كل من سمع لأول مرة بخبر احتمالية سقوط الصاروخ الصيني الخارج عن مساره في السودان سيندهش غصبا عنه، وسيفتر وجهه عن ابتسامه ساخرة تقول (هو السودان ناقص، مش كفاية الفيهو)، وهذه حقيقة فالسودان وأهله غارقون في ظروف بالغة التعقيد، وكل ما حولهم على الأرض نار، السلع، نار الدواء الوقود المواصلات الخبز نار نار نار، الأرض تحتهم تحترق ثم بعد ذلك يقولون لهم وهناك نار ستسقط عليكم من السماء!! هذا بالطبع سيثير الضحك والسخرية وسيتذكر الجميع مقولة: (شر البلية ما يضحك)، وقد ينشد البعض التعديل السوداني الشهير على بيت الشعر للامام الشافعي: ( ضاقت فلما استحكمت حلقاتها (تاني ضاقت)).
الولاية الشمالية قالت ان الحكومة الانتقالية أخبرتها بأن هناك احتمال أن يسقط الصاروخ فيها، ولم تقصر حكومة الولاية (يقصر الملح)، على الفور (تحزمت وتلزمت) واطلقت صفارة الإنذار وبوق الطواريء، حيث تم تكوين لجنة لإدارة الأزمة الصاروخية من وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بالولاية والقوات النظامية ووزارة المالية ولجان المقاومة والحرية والتغيير والأجهزة الإعلامية وممثل منظمات المجتمع المدني بالولاية، حتى اللحظة لا أدري ما هي الطرق التي اتفقت عليها اللجنة المذكورة لمواجهة خطر الصاروخ المحتمل؟ بالطبع لن تستطيع اللجنة إسقاط الصاروخ (وفرتقته حته حته) لحظة دخوله سماء الولاية الشمالية وذلك لأن الولاية لا تملك أسلحة متطورة لمثل هذه المهمة، كما أن إحداثيات سقوط الصاروخ لن تكون سهلة المعرفة وبالتالي كيف تحدد اللجنة مكان سقوطه لتقوم بالاستعداد؟ لكن (برضه) نشكر الولاية الشمالية على هذه الهمة، فهم أرادوا على الأقل ان يكونوا منظمين في رد الفعل اذا سقط الصاروخ عندهم، ولا عليهم من المزدرين الذين شبهوهم باستراتيجية الدفاع بالنظر لصاحبها عبدالرحيم محمد حسين.
سقط الصاروخ اخيرا في المحيط الهندي وتنفس أهل الشمالية والسودان الصعداء، سقط الصاروخ في المكان الذي يجب أن يسقط فيه وهو مياه المحيطات، المياه تغطي ٧٠% من مساحة الكرة الأرضية فلماذا يترك هذا الصاروخ المفتري كل هذه المساحة الشاسعة المأهولة بالمياه ليسقط في السودان المسكين الذي لا يمثل من مساحة الكرة الأرضية الا ما يقدر ب ٠،٠٠٦% (دي كان تكون عين وصابت)، سقط الصاروخ وفقد السودانيون احد مواضيع (الونسات) والحوارات في زحمة استقبال العيد، والآن سيتفرغون للخبيز والعيدية، فقد كفاهم المحيط الهندي شر الصواريخ والصينين. سينسى السودانيون سريعا صفحة الصاروخ الصيني ولكن هل سينسون (النيزك)؟ لا اعتقد، (النيزك بس).
يوسف السندي
صحيفة التحرير