الصحة العالمية: السعودية حصلت على تقييم عالٍ بالتعامل مع جائحة كورونا
كشفت منظمة الصحة العالمية في تصريح صحافي لـ”العربية.نت”، أن ما يميز الإجراءات الاحترازية التي طبقت مع بداية الجائحة ولا يزال بعضها سارياً في السعودية، أنها اتخذت في ضوء تقييم علمي للمخاطر، والتي قيمتها السلطات الصحية للتعرف على الوضع القائم مع تحديد الاحتياجات الواجب تلبيتها والفجوات المطلوب رأبها على نحو أفضل.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بمنطقة الشرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري، إنه بناءً على نتائج التقييم المعمول بها في المنظمة، فإن السعودية قامت بعمل جيد منذ بداية الأزمة بتعزيز الترصُّد الفعَّال في جميع نقاط الدخول إلى البلد والمستشفيات والمراكز الصحية، وتطبيق التحرِّي عند الدخول على جميع المسافرين القادمين من البلدان الموبوءة، وتدريب العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية، وتتبُّع المُخالطين وعزلهم في الحجر الصحي، وعزل حالات الإصابة المؤكدة وتدبيرها علاجيًا، وتوعية العامة.
ظهور اللقاحات
كما أضاف: “السعودية من خلال مجموعة العشرين العام الماضي كان لها دور قيادي في تعزيز الاستجابة الدولية للجائحة، واليوم مع ظهور اللقاحات وتوزيعها السعودية أصبحت من أوائل البلدان التي قامت بتأمين احتياجاتها من اللقاح، ونحن نأمل أن تواصل دورها في دعم البلدان ذات الدخل المنخفض أو التي تعاني من الصراعات والأزمات في الإقليم من خلال المساهمة في تغطية الاحتياجات العاجلة لهذه البلدان من اللقاحات”.
وفيما يخص مأمونية لقاح أسترازينيكا أوضح قائلاً: “لقد استعرضت اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بمأمونية اللقاحات التابعة للمنظمة المعلومات المتاحة عن لقاح أسترازينيكا في الآونة الأخيرة، وأفادت بأن العلاقة حدوث جلطات دموية مصحوبة بانخفاض الصفيحات الدموية، قد يكون أحد الآثار الجانبية النادرة الحدوث، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاستقصاء، ولا تزال المنظمة تُوصِي بأن منافع اللقاح تفوق مخاطر هذه الآثار الجانبية النادرة للغاية”.
وحول الفوارق اللقاحات المستخدمة في أميركا وبريطانيا، أكد المدير الإقليمي للمنظمة، أن هناك اختلافاً في اللقاحات على أساس المنصة المستخدمة. إذ توجد لقاحات اعتمدت ما يسمى بالحمض النووي الريبي المرسالMRNA ولقاحات اعتمدت الطريقة التقليدية أي الفيروس الكامل سواء ميتاً أو مضعفاً. وكلاهما لديه القدرة على تحفيز مناعة الجسم ضد الفيروس المسبب لكوفيد-19، وأن وجود عدة لقاحات مضادة لكوفيد-19 هو أمر إيجابي للغاية كما أنه طبيعي في ظل وجود المئات من الشركات المصنعة للقاحات وأيضاً في ظل الحاجة لكميات من اللقاحات تغطي البلايين من الأشخاص.
واللقاحات لا جنسية لها ولا يفترض الالتفات إلى هذه النقطة عند تقييم اللقاح للتأكد من سلامته وفعاليته، مضيفاً أن منظمة الصحة العالمية قد رخصت باستعمال عدة لقاحات للاستخدام الطارئ وفي طريقها لترخيص المزيد. وأن اللقاحات المضادة هذه لم تحصل على موافقة المنظمة إلا بعد استكمال ملف موثق بكافة المراحل التي مر بها اللقاح والتجارب السريرية ونتائجها فضلاً عن توثيق المعايير التي طبقت خلال كل مرحلة. وتقوم اللجنة المعنية بتقييم اللقاحات التابعة للمنظمة بفحص هذه الملفات والتأكد من تطبيق كافة المعايير العلمية المتعارف عليها عالمياً.
وضع نهاية للجائحة
أما فيما يتعلق بمدى استمرارية جائحة فيروس كورونا المستجد تابع قائلاً: “لا يمكن الجزم بالمدة التي ستستمر خلالها الجائحة مع ظهور اللقاحات ووصولها إلى العديد من دول العالم، وكذلك دول إقليم شرق المتوسط انتعشت الآمال باقتراب وضع نهاية للجائحة والعودة شيئاً فشيئاً للحياة الطبيعية، وبالفعل تعاظمت الآمال عندما سجلنا انخفاضاً ملحوظاً في أعداد الإصابات ونسب الوفيات ولكن بعد مرور عدة أسابيع من الانخفاض في المنحنى الوبائي لاحظنا عودة المنحنى الوبائي للارتفاع مرة أخرى حتى إننا نسجل ارتفاعا في الحالات للأسبوع السابع على التوالي وارتفاعاً في نسبب الوفيات للأسبوع الرابع على التوالي، ومن ثم نحذر من التواكل على اللقاح والاعتقاد بأنه الحل السحري، فرغم أهمية اللقاح إلا أنه لا يفي وحده بتحقيق الوقاية الكاملة من الإصابة إلا إذا ترافق معه تفعيل كافة الإجراءات من قبل الحكومات و الالتزام بكافة التدابير الوقائية من قبل الأفراد والمجتمعات، وهذا أمر على جانب كبير من الأهمية خاصة في المرحلة الحالية حيث لم يصل اللقاح إلا إلى نسبة محدودة من السكان في معظم البلدان ومن ثم لا يزال خطر انتقال العدوى ماثلاً ، كما أن التحورات الجديدة قد غيرت من بعض صفات الفيروس وجعلته أسرع انتقالاً وأوسع انتشاراً، بالتأكيد ستكون هناك بلدان ستخرج من الجائحة قبل غيرها، وإذا كنا لا نعرف من هي تلك البلدان إلا أننا نعرف مواصفاتها: فهي البلدان الأكثر التزاماً وجدية في مكافحة الجائحة من حيث مواصلة الجهود التي بدأت طوال العام الماضي لاكتشاف الحالات واختبارها وتتبع المخالطين وتوفير الرعاية العلاجية والتخفيفية لهم، وهي البلدان التي حرصت على وصول اللقاح إلى الفئات ذات الأولوية والأكثر عرضة للخطر، وهي التي تحرص على إشراك المجتمع والأفراد في جهود الاستجابة للجائحة جنباً إلى جنب مع جميع القطاعات الحكومية، وهي البلدان التي تحارب الشائعات وتنشر التوعية ويحرص مواطنوها على استقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة. ومن شأن الإجراءات التي تتخذها الحكومات والأفراد خلال الأسابيع القادمة أن تُحدِّد مسار الجائحة في الأشهر المقبلة”.
العربية نت