إكرام يا كبدي
قبل دقائق معدودة دعوت قرائي هنا الى ممارسة الضحك والابتسام قدر الإمكان، وبعدها بنحو خمس دقائق تفجرت براكين الأحزان: إكرام بنت أخي الحاج عباس ماتت!! شجرة نضرة مورقة مزهرة تختفي من بستان العائلة، كما اختفى منه عبد الله عباس في أغسطس الماضي وفاطمة محجوب عباس قبلها بأقل من شهر
قبل يومين اتصلت بإكرام هاتفيا وقالت لي بصوتها الصداح: أنا كويسة يا عمي، وكان ذلك بعد نحو أسبوع من خضوعها لجراحة لإزالة التواء في المصران، وبالأمس أعادوها الى المستشفى لأن الجرح تلوث و- يا أحزان السودان اتحدي- تدهورت حالتها فكان ما كان، وهذا قدر أهل بلادي حيث لا تعويل على طب او طبابة في انعدام كل ما يعين على ممارسة المهنة
ما أقسى ان تكتب عن شخص مثل إكرام بصيغة الماضي، وأن تتخيل ان عينيها الجميلتان ستمتلئان بالتراب، وان ضحكاتها المجلجلة ضاعت في الأثير الى الأبد، ويا واحدا أحد مدد، مدد، أنزل على قبرها شآبيب رحمتك واسكنها الجنة مع أهل الجمال والكمال، وألهم أهلي آل فقير نسي المكلومين بفقد الحبيبة إكرام جميل الصبر
جعفر عباس
صحيفة التحرير