منوعات

مفكر مصري تنبأ قبل (30) عاما بحرب مع إثيوبيا

مع كل أزمة تمر بها المنطقة ومصر، نكتشف أن المفكر المصري الراحل فرج فودة كان متوقعا ومتنبأ بها، وعبّر عن ذلك في مؤلفاته وكتبه ومقالاته قبل أكثر من 30 عاما فقد كان الراحل سابقاً لعصره ويمتلك قدرة كبيرة على قراءة واستشراف المستقبل. ففي مقال له بمجلة أكتوبر نشره قبل أكثر من 30 عاما توقع فودة أن يحدث نزاع حول مياه النيل قد يصل لمستوى الصراع المسلح، وقال إن حصة مصر من المياه مهددة بسدود جديدة تسعى بعض دول حوض النيل لإنشائها في إثيوبيا وفي السودان وفي غيرهما من الدول. وكشف أن مصر تتغلب على عجز المياه بإعادة استخدام مياه الصرف وأنها أغلقت فرع دمياط بحيث لم يعد يصب في البحر المتوسط، وتحكمت في مصب إدفينا بواسطة القناطر وسحبت من المياه الجوفية حتى الحد المسموح به لدرجة انخفاض بعض مناسيب الآبار، مؤكدا أن بلاده يجب أن تتوسع في الأراضي الجديدة باستخدام وسائل الري الحديثة التي يصعب بل يستحيل استخدامها في الأراضي القديمة ومع المحاصيل التقليدية لأسباب فنية وهو ما تفعله بالفعل مصر حاليا. كما قال المفكر الراحل إنه لا أمل في متر مكعب واحد من المياه، أو توسع كبير في استصلاح الأراضي إلا باستكمال قناة جونجلي مع السودان، حيث يمكن أن تقدم 9 مليارات متر مكعب من المياه لكلا الدولتين لتعويض العجز الذي قد يحدث في المياه في حالة إنشاء سدود جديدة. وقالت ابنة فودة بحسب العربية نت إنها ستجمع كل مقالات والدها والتي قدم فيها خلاصه فكره وجهده وقراءاته للمستقبل وتعيد نشرها من جديد تحت سلسلة بعنوان “رواه فودة”، مضيفة أن والدها كان تركيزه في مقالاته وأفكاره ينصب حول المستقبل وكيفية استعدادنا له من خلال قراءة معطيات الواقع الذي كنا وما زلنا نعيشه واستخلاص العبر والدروس من الماضي لمحاولة تلافيها. توقعات حدثت في العراق وإيران يشار إلى أن المفكر الراحل توقع من قبل ما حدث في العراق وإيران حيث تنبأ بسقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وقال إن صدام كتب نهايته بنفسه وبيديه عقب غزو الكويت، كما توقع سقوط العراق في قبضة الميليشيات، وتنبأ بما ستحدثه إيران من فتنة في العالم الإسلامي والعربي واستخدامها ورقة الدين لمحاولة تصدير ثورتها وتوسيع إمبراطوريتها، واعتمادها على الميليشيات المسلحة. صعود الإسلاميين كما حذر فودة قبل أكثر من 30 عاما من خطر الثورة الإسلامية لعدم امتلاك الإسلاميين برامج سياسية أو اقتصادية حيث توقع أن يؤدي ذلك في النهاية إلى انهيار الدول ونشر الفتن والانقسامات والقتل والخراب. وتوقع فودة ما حدث في مصر وتونس والسودان وصعود الإسلاميين ثم سقوطهم بعد ذلك في ظل غياب تام للمعارضة المدنية؛ كما وصف زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي بأنه مثل “الخميني”، الذي يحلم بالعودة لبلاده على كرسي الحكم، وهو ما يحدث الآن. اغتيال على يد متطرفين يذكر أن المفكر الراحل قدم للمكتبة العربية عدة مؤلفات منها الحقيقة الغائبة، وحوارات حول الشريعة، والطائفية إلى أين؟ والملعوب ونكون أو لا نكون ، وحوار حول العلمانية و قبل السقوط. والدكتور فرج فودة من مواليد بلدة الزرقا بمحافظة دمياط في أغسطس 1945، حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في يونيو 1967وعمل معيداً بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، ثم حصل على درجة الماجستير في الاقتصاد الزراعي عام 1975، ودرجة الدكتوراه في الفلسفة والاقتصاد الزراعي من جامعة عين شمس في ديسمبر 1981، وكان عنوان رسالته: اقتصاديات ترشيد استخدام مياه الري في مصر. كما عمل مدرساً بجامعة بغداد في العراق، ثم خبيرا اقتصاديا في بعض بيوت الخبرة العالمية، ثم أسس مجموعة فودة الاستشارية المتخصصة في دراسات تقييم المشروعات بالتوازي مع مهنة التدريس، واغتيل على يد متطرفين في 8 يونيو من العام 1992.

الخرطوم ( كوش نيوز)