محمد عبد الماجد

محمد عبدالماجد يكتب: تقطع بس !

محمد عبد الماجد
(1)
وزير الطاقة قبل اكثر من ثلاثة اسابيع خرج في مؤتمر صحفي وتحدث عن استقرار في التيار الكهربائي بداية من شهر ابريل.
لم يحدث أي استقرار ولم يخرج الوزير ليعتذر او ليوضح أسباب ازدياد معدل القطوعات بعد شهر ابريل.
ثم أعلنوا عن تحسن الامداد الكهربائي في شهر رمضان المبارك… وحسبوا ان الاعلان عن قلة القطوعات في شهر رمضان بشرى للشعب السوداني الذي اضحى يتعامل مع (الكهرباء) مثل تعامله مع العنقاء والغول والخل الوفي.
إذا كانت الحكومة بكل هذه الخبرات والشهادات والجوازات الاجنبية والحركات المسلحة والثورة المجيدة عاجزة عن حل مشكلة الكهرباء – ماذا تنتظرون منهم بعد ذلك؟
ليس عندهم شيء يقدموه للشعب غير (الكذب).
لقد احتمل هذا الشعب الكثير، ولم يجد الجزاء غير المزيد من القطوعات والغلاء والتفلتات الامنية.
كلما ضاقت حلقاتها زادوا الضيق…. يبقى الفرج فقط في أن يذهبوا – أن يرحلوا.
لا تنتظروا شيئاً من حكومة جبريل وبلول وجادين ومريم الصادق المهدي غير المزيد من المعاناة.
كنا نشكو من فيصل محمد صالح، وعندما اصبح حمزة بلول وزيراً للثقافة والاعلام اكتشفنا ان فيصل محمد صالح يمثل (النعيم) كله مقارنة ببلول.
(2)
يبدو أن الحكومة الانتقالية رفعت شعار (تقطع بس) – بعد ان رفع الشعب السوداني سابقاً شعار (تسقط بس).
الحكومة لا تعلم أن هذه القطوعات سوف تؤدي إلى (تسقط بس).
لن تعمر هذه الحكومة كثيراً – إذا استمرت بهذا المعدل الرهيب نحو (السقوط).
الحكومة كلما سكت الشعب عن الزيادات في البنزين والجاز والجازولين فاجأوهم بزيادات جديدة.
كأنهم يختبرون صبرهم وجلدهم بالمزيد من الزيادات.
هذه أعظم خدمة يمكن أن يقدمها النظام الجديد للنظام القديم.
كرتي وغندور وطه وقوش.. لو أُطلقت أيديهم لما فعلوا ذلك بالحكومة الانتقالية.
حتى قطوعات الكهرباء ظل معدلها في ارتفاع مستمر – كلما زاد عدد اعضاء مجلس السيادة في الحكومة الانتقالية.
هذه الزيادات التي تحدث في عدد اعضاء مجلس السيادة تقابلها زيادات اخرى في اسعار المحروقات.
أما مجلس الوزراء فهو مع كل مخصصاتهم يبقى مجلساً بدون صلاحيات – إنهم أتوا فقط من اجل ان يبرروا للناس هذه الازمات.
ما الذي يجعل الناس تصبر على هذه الحكومة ومعدل كل الازمات في ارتفاع وتضخم مستمر؟
الأسعار في ارتفاع دائم.
القطوعات في الكهرباء تزيد يوماً بعد الآخر.
التفلتات الأمينة بلغت حتى شارع القصر.
العدالة ما زالت مفقودة.
أعتقد أن السودان لو كان بدون حكومة لكانت الأوضاع افضل مما هي عليه الآن.
(3)
في مثل هذا اليوم كان يفترض أن نكتب عن 11 أبريل.
كيف هب هذا الشعب؟
وكيف انتصر؟
كيف ثار؟
وكيف أسقط نظام البشير المستبد والفاسد.
لكن القطوعات والغلاء – والحكومة الانتقالية اوصلتنا الى اوضاع لا تختلف كثيراً عن الاوضاع التي كانت في العهد البائد.
إنهم يكذبون مثلما كانوا يكذبون في العهد البائد.
الفساد والظلم المحسوبية والقبلية ما زالت كما كانت عليه.
ما هو الجديد الذي حدث؟ – حتى يجعل الناس يصبرون على هذه المعاناة والضيق.
(4)
بغم /
الفشل والعجز.
أسوأ من الفساد.
فقد قيل قديماً في الشعر العربي (ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام).

صحيفة الانتباهة