م.نصر رضوان يكتب: الجهل بدور المحتسب لدى اعداء النظام العام
المختصر المفيد .
.
——————————-
تميزت الحضارة الاسلامية بممارسة فضيلة ( الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ) التى يجهلها للاسف كل العالمانيين من الذين نالوا تعليما جامعيا او فوق الجامعى فى السودان وذلك لانهم وفقا لعلمى نشاؤا فى اسر تمارس الدين الاسلامى ولكنها لاتفقهه ولذلك فانهم سموا انفسهم بالعالمانيين واللادينيين وغير ذلك وكل تلك التسميات يمكن جمعها فى تعريف يجمعهم وهو ( مقلدوا الغرب) الذين يحاكوا قشور الحضارات الغربية فى المظاهر لكنهم عاجزين عن محاكاة تلك الحضارات فى الاصول لان الحضارات تبنى على اصول ارث ثقافى ومعلوم ان الحضارة الغربية قامت على ارث مسيحى بدليل ان اعلام الدول الغربية كلها تحتوى على صليب السيد المسيح وتنص دساتيرهم على مرجعياتهم الكنسية فى كل دولة وفقا لمذهبها المسيحى ولقد اصطلح مفكرو الغرب على ( فصل سلطة الكنيسة عن الدولة ) وليس فصل الدين المسيحى عن الدولة وذلك لاننا كما اسلفنا ان الانجيل كتاب ليس فيه نصوص محكمة منزلة من الله تعالى مثل القران مما جعل القساوسة يتحالفون هناك مع الحكام ويشرعون قوانين اضرت بشعوب اوربا حينها ،وهذا غير ممكن فى دولة الاسلام مما جعل اهل العلم دائما مناصحون للحاكم لا يشرعون له لان الدين كان قد اكتمل ولم يبفي غير اجتهادات يجب ان يؤخذ فيها برأى الاغلبية فلقد فرض الله الشورى على حكام المسلمين قبل الشعوب المسلمة . لذلك فان العالمانيبن فاشلين فى العلم والبحث العلمى التطبيقى وعلوم الادارة واتقان العمل والاخلاص فيه والانضباط فى المواعيد والصدق فى القول وغير ذلك من مميزات تلك الحضارات المسيحية التى قبلت ان تتحول لمدنية دنيوية ولكنهم مقلدون مستعبدون لمظاهر الغرب وذلك مما يجعل الغرب يتخذ منهم مطية لنهب ثروات بلادنا .
لقد ابتلينا بطبقة ممن خدعوا فى انفسهم قبل ان يتعلموا دينهم وقرأوا قصاصات من علوم الغرب فاصبحوا يرددون ما لايفهمون .
فى مجال النظام العام وفقه تغيير المنكر لقد سمعنا وقرأنا للكثيرين ممن يملؤون وسائل الاعلام وتنفح فيهم سفارات الغرب اقوال تدل على جهلهم بأسس الدين الاسلامى مما جعلهم يتحولون لاعداء للدين حيث ان الانسان عدو ما يجهل كما قال حكماؤنا القدامى وكما قالوا : من العيب ان تعلم قبل ان تتعلم .
دعونا ننظر لمن عادوا قانون النظام العام واسموه بالقانون المقيد للحريات، هل هم اهل علم او فقه فى الدين ؟ ان كانوا كذلك ،فلماذا لم يجتهدوا علميا ويصلحوا تلك القوانين ان كان بها عيوب؟ اليس من الغباء ان يستغل بعض الجهلة والجاهلات جوع الشعب ويقودوه للفوضى والتظاهر ويصرفوه عن العمل والانتاج ويسوقوه ليصير عاطلا لدى البنك الدولى ينتظر قروضة ومنحه بل حتى تعليماته الادارية ،فليضربوا لنا مثلا بدولة تطورت وهى بدلا من ان تكل امرها لله تعالى تكل امرها الى البنك الدولى . حتى لا يطول المقال راجعوا ما قاله مهاتير محمد عن مساؤي الاعتماد على البنك الودلى وتحذيرة من ذلك وكيف انه نهض بماليزيا اعتمادا على تعليم وتطوير شعبها غير مهاتير راجعوا اقوال رؤسا باكستان والبرازيل وكوريا وتركيا وفنزويلا فى ذلك الشأن . اولئك رجال طوروا بلادهم ونحن ابتلانا الله بوزراء يعلنون انه لابد من ترك الجهلة على جهلهم بل وزيادتهم جهلا بتركهم يشربون الخمور البلدية ويعبدون الاوثان ويمارسون طقوسهم المتخلفة حتى في المدن .
فى مقال قادم سوف افصل فى مواقف البعض ضد جزئيات قانون النظام العام الذى هو قانون تنظيمى لم يغير فى مواد القانون الجنائي ولكن الجاهلات بشرع الله مثلا وهن القلة الجاهلة من نساء السودان يقلن : فلتلبس المرأة ما تشاء وعلى الرجل فى الطريق ان يغض بصره ولا يتحرش بالمرأة وينكرن مسئوليات الحاكم فى ضبط الشارع العام وهن قد لايكن سمعن من قبل بقوانين الحسبة فى دول الحضارة الاسلامية وكيف تطورت منذ دولة المدينة وبعدها فى دولة الخلفاء الراشدين ثم الدولة الاموية والعباسية الى ان وصلت الى الاندلس التى اخذ منها الغرب كل القوانين التى تنظم حركة المجتمع الغربى وبالذات الامريكى ولكن مشكلة معظم الذين يذهبون منا للغرب يهتمون بان ياتوا من هناك بلقب علمى يكتبونه امام اسماءهم وهم لا يتبحرون فى فهم اسس حضارة تلك الشعوب وكيف نهضوا ، فلقد جاءت الشعوب الاوربية الى امريكا ماشية على الاقدام ثم انهم استعملوا الخيول ثم استعبدوا السود الذبن سرقوهن من غرب افريقياة وسحقوهم فى حقول الانتاج ثم صنعوا الالات وهكذا ،اما من نبتعثهم نحن الى هناك يأتون كسالى مقلدون اذا اقترحت عليهم ان يوطنوا فى بلادنا كفاءات مسلمة لتطوير البلاد فى الزراعة مثلا يقولون: لك كلا حتى لا يسرقوا بلادنا مع انهم هم من يدعون منظمات الامم المتحدة لتسرق بلادنا وتعطل شعوبنا عن الانتاج بعد ان ترمى لهم بقايا القمح والذرة وانا هنا اطلب من احد الطلاب ان يحضر شهادة عليا عما حدث ويحدث فى منطقة كاودا من تحريض الامريكان على التمرد واثارة نعرات الحقد ضد الدولةو تغييب وعى شعب المنطقة هناك وصرفهم عن الانتاج التحضر والتقدم والتطهر بتعاليم دين الاسلام الذى نهض بالدول المتخلفة وحولها لدول منتجة منافسة للغرب ولذلك فان الغرب الانانى الذى يخاف من المنافسة يستعمل انصاف المتعلمين من العالمانيين فى الخرطوم لينوموا معه اهالى كاودا وامثالها فى مناطق السودان النائية ، وليوضح لنا فى بحثه ما علاقة الحلو ببيزلى وكيف تسمح حكومة دولة مستقلة ذات سيادة باجنبي لان يقيم فى منطقة متمردة بل وتعتبره الحكومة وكأنه حاكما لتلك المنطقة ووسيطا لما يسمى السلام ، وعلى بيزلي قس من هم غيره ممن ظهروا علنا بعد ثورة ديسمبر بعد ان كانوا لا يجرؤون على الظهور ايام حكومة الاسلاميين . ولا غرابة بعد ان صار السودان يحكمه امريكان متسودنون تتخذهم امريكا كادوات لتنفيذ صفقة القرن واتفاقية ابراهام . اخيرا سانقل بعض مختصرات من اقوال اهل العلم عن الاحتساب لعل الله يهدى به من يشاء من ادعياء علوم السياسة الذين لا يعلمون شيئا عن السياسة الشرعية الاسلامية كل ما لديهم ان يتهجموا بجهل على علماء السياسة الشرعية فيصفونهم بالاسلامويين مرة المتاسلمين مرة اخرى مع اننا طالبانهم مرات ونكرر هنا الطلب بقولنا : ان كان لديكم علم اسلامى افضل واكثر مناسبة لعصرنا هذا فبينوه الناس وطبقوه فى انفسكم اولا ،ولكنهم يهدمون ولا يينون ويصادرون كل مشروع منتج بلا بينه ولا حكم قضائى ويحطمونه بتركه معطلا ويظلوا يخدعون السذج بدعاوى الانتقام واستعادة اموال الشعب .
(اهتمت الدولة الإسلامية في عهد الخلافة الراشدة والأموية والعباسية بالعلوم والمدنية كما اهتمت بالنواحي الدينية فكانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة. فالإسلام دينٌ عالمي يحض على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه، وتنوعت مجالات الفنون والعلوم والعمارة طالما لا تخرج عن نطاق القواعد الإسلامية؛ لأن الحرية الفكرية كانت مقبولة تحت ظلال الإسلام، وامتدت هذه الحضارة القائمة بعدما أصبح لها مصارفها وروافدها لتشع على بلاد الغرب وطرقت أبوابه، وهذه البوابة تبرز إسهامات المسلمين في مجالات الحياة الإنسانية والاجتماعية والبيئية، خلال تاريخهم الطويل، وعصورهم المتلاحقة).
(بالرغم من أن الفقهاء تاريخيا حددوا سلطات المحتسب، إلا أن الماوردي ذكر أن الحسبة واسطة بين أحكام القضاء وأحكام المظالم، فالحسبة موافقة للقضاء في وجهين ومختلف عنه أيضا في وجهين. أما الوجهان في موافقتها لأحكام القضاء فأحدهما: جواز الاستعداء إلى المحتسب وسماعه دعوى المستعدي عليه في حقوق الآدميين ولاسيما فيما يتعلق بالمكاييل والموازين والغش والتدليس وتأخير الدين. أما الوجه الثاني: فإنه يحق للمحتسب إلزام المدعى عليه للخروج من الحق الذي عليه. وبالنسبة إلى الوجهين المختلفين للحسبة عن القضاء فأحدهما قصورها عن سماع عموم الدعاوى الخارجة عن ظواهر المنكرات، من الدعاوى في العقود والمعاملات وسائر الحقوق، والوجه الثاني أن الحسبة مقصورة على الحقوق المعترف بها، فلا يجوز للمحتسب أن يسمع بينة على أثبات الحق ولا أن يحلف يمينا على نفي الحق).
صحيفة الانتباهة
قلت يا سيدي : فى مجال النظام العام وفقه تغيير المنكر
بعد اذنك افتينا في هذا :-
(اطلق الرئيس عمر البشير وبقرار جمهوري -بالرقم 206/203 – سراح “الفكي” نور الهادي عباس نور الهادي الذي اغتصب احدي الطالبات بعد تخديرها، ماصدقت الملايين وان يحدث هذا في زمن البشير (المؤمن الذي حج واعتمر15 مرة)!!، والذي كان ودومآ يؤكد ان الشريعة الاسلامية هي التي تحكم البلاد!!…