أحمد يوسف التاي يكتب: في محك الإختبار
من حكاوي التأريخ أنه وبينما الناس كانوا يتحلقون حول جنازة يستعدون لمواراتها الثرى، سأل أحد الواعظين الناس: أترون ماذا سيفعل هذا الميت إذا اُعطيتْ له فرصة جديدة للحياة؟، قال أحدهم: (سيتقي الـله ويعبده كما لو أنه يراه، ولن يفعل إلا ما يرضي الـله)…. فقال الواعظ :”فكن أنت مكانه”..
كانت هناك فرصة عظيمة للجبهة الإسلامية القومية بزعامة الترابي لتقديم نموذج جيد لتجربة الإسلام السياسي في الحكم رغم جريمة الإنقلاب، ولكنها أخلدت إلى الأرض وإنغمس كوادرها في الشهوات وملذات السلطة ونشوة الحكم، فسكروا حتى الثُمالة فترنّح نظامهم حتى سقط على الأرض جثةً هامدةً بعد
أن إجترحوا السيئات وكل ضروب الفساد..
الآن مات نظام الجبهة وشيّعه الجميع إلى مثواه الأخير ورجعت قوى الحرية والتغيير مع المشيّعين، والإسلاميون في غمرة الحزن والحسرة يتمنون لو أن الزمان استدار لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وإدراك ما يمكن إدراكه، ولكن هيهات!. ولابأس فلتكن قوى الحرية والتغيير مكان هذه (الجثة) الهامدة التي تتمنى
أن لو تكون لها كرة لعمل كل المراجعات اللازمة، أتُراها هل تعتبر وتستفيد من دروس نظام الجبهة، أم ستعيد نفس الأخطاء وتقع في حبائل الشيطان وتضعف أمام السلطة؟..
الآن وقبل فوات الأوان وحينما لا ينفع الندم، أمام قوى الحرية والتغيير فرصة ثمينة جداً لتقديم نموذج لحكومة إنتقالية في نسختها الثانية ، حكومة نزيهة عفيفة اللسان لا تقول إلا ما يُرضي الـله ويستحسنه الناس، حكومة طاهرة اليدين لا يسرق منسوبوها المال العام ولايثروا به، حكومة مستقيمة السلوك فلارفث
ولافسوق ولافجور ولاكذب ولانفاق. حكومة رشيدة لاتُسرف ولاتُهدر ولاتبدد موارد الشعب..
على قوى الحرية والتغيير أن تسعى باستمرار لتقديم أفضل ماعندها من الكوادر من حيث الأمانة والصدق والخبرات والنزاهة والاستقامة، وإلا فلن تكون مؤهلة أخلاقياً لمحاسبة رموز النظام السابق، ولا يحق لها حتى إنتقادهم، عليها أن تقدم للناس دروساً في الوطنية والمسؤولية وتعيد سيرة رواد الحركة
الوطنية، وتعيد للشعب السوداني الثقة التي فقدها في نظام (الإنقاذ)، وإلا هم والإنقاذ سواء..الـلهم هذا قسمي في ما أملك..
نبضة أخيرة
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الـله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
نادي ان ناديت حيا ولا لاحياة لمن تنادي……ز وبالمثل القائل اذا لم تستحي (من الله) فافعل ما تشاء …. وهؤلاء يختشون من اصدقائهم ويتوددون اليهم من باب تحسين العلاقات ولكن اصدقائهم لايحبون من يختشي من الله….فكيف سيخالفون اصدقائهم….. (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) التوبة (67)
كتب أحمد التاي :
(كانت هناك فرصة عظيمة للجبهة الإسلامية القومية بزعامة الترابي لتقديم نموذج جيد لتجربة الإسلام السياسي في الحكم رغم جريمة الإنقلاب، ولكنها أخلدت إلى الأرض وإنغمس كوادرها في الشهوات وملذات السلطة ونشوة الحكم، فسكروا حتى الثُمالة فترنّح نظامهم حتى سقط على الأرض جثةً هامدةً بعد
أن إجترحوا السيئات وكل ضروب الفساد..)
……
هل كنت تنتقد (الاسلاميين) بذات العبارات الحادة أيام حكمهم .. أم كنت تدين لهم بالولاء المطلق وتستحسن كل ما يفعلون !؟
………
* تُقر بأن الإنقلاب جريمة .. فكيف لمن وصلوا الى الحكم بارتكاب جريمة أن يقدموا تجربة نموذجية في الحكم !؟
أم أن الانقلاب العسكري عندما يقوم به الاسلامويون يكون جريمة لها مبرراتها ؟