مقالات متنوعة

طه مدثر يكتب : صديق تاور أنتم سبب التراخي

(0)
ما أتعس الإنسان الذي لا يتعلم من تجارب الآخرين، وأشد منه تعاسة، من يقوم بتجربة فاشلة، وينتظر أن تأتي بنتائج طيبة.
(1)
واذا كانت الحكومة، قد استطاعت، والى حد ما تثبيت سعر الصرف، فمن يثبت ناس صديق تاور وحميدتي والهادي ادريس والطاهر حجر، وآخرين كثر نراهم يجوبون مدن وقرى السودان، ؟سواء كانوا مبشرين بالسلام، او مبشرين ببرامجهم الانتخابية، او حتى باحثين عن تفويض من الشعب يحكمون بموجبه البلاد، وهذه الفرق الجوالة، يعلمون علم اليقين، ان غالبية دول العالم، ضربتها الموجة الثالثة من كورونا والتي تم وصفها بالعنيفة، ويعلمون ان الخرطوم هي أكبر بؤرة للكورونا بالسودان.
(2)
وبدلاً من يتم ايقاف كل النشاطات والتجمعات، واتخاذ المزيد من التدابير والاحترازات الصحية، حماية للناس وللحد من انتشار الجائحة ، في دولة تشكو من شح في الأوكسجين وقلة الأسرة ، وتزايد حالات دخول المستشفيات، فنرى تلك اللقاءات تزداد يوماً بعد يوم، وبدلاً من ان يخرج علينا سعادة البروف صديق تاور رئيس لجنة الطوارئ الصحية (قبل كم يوم انت ذاتك ماكنت في مروي؟)، ويعلن (ان الوضع الصحي مقلق ، وهو يأسف لهذا القول ، وأنه حدث تراخي في تنفيذ الاشتراطات الصحية)، فمن بدأ التراخي هم انتم ، وبدلاً من كل ذلك كان عليكم منع سفر هؤلاء المبشرين، عملاً بقول الرسول الكريم: (إذا سمعتم الطاعون بارض فلا تدخلوها واذا وقع بارض وانتم فيها فلا تخرجوا منها).
(3)
ومعلوم عدد حالات الإصابة بكورونا، التي أصابت عدداً من العاملين بمجلس السيادة أو مجلس الوزراء، ومنع اللقاءات الجماهيرية، هو منع لتزداد حالات الإصابة أو نقلها إلى خارج الخرطوم، ونرجو من هؤلاء المبشرين بالتوقف عن السفر الى الولايات، اذا لم يكن خوفاً من تفشى كورونا، فليكن خوفا عليهم من إصابتهم بالبواسير، او جلطة القدم أو القضروف، أما إذا أصروا على السفر للولايات، لحاجة في نفوسهم، وارضاءً لغرورهم (المتورم) فعليهم أن يبينوا لنا، انهم قد أخذوا لقاح كورونا، فقد سئمنا، من هذه اللامبالاة، التي تصدر من قادة، كان من المفروض أن يكونوا قدوة للناس، ولكن ياهو دا السودان.
(4)
ملحوظة، قد يقول قارئ، انك تنفخ في قربة مقدودة، فأقول اطمئن أيها القارئ العزيز، فاننا وجدنا خرماً كبيراً في القربة، وقمنا برقعه!

صحيفة الجريدة