مقالات متنوعة

الوساطة بدأت وأديس لم ترفض!!

دون ضوضاء وتسليط للضوء الاعلامي وصل الخرطوم المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث على رأس وفد يضم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ونائب وزير الخارجية لشؤون المحيطات والبيئة، بعد جولة شملت مصر وإثيوبيا والكنغو التي يرأس رئيسا الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي.. لم يتحرك المبعوث الامريكي لوحده في مهمته الجديدة بل معه المبعوث الاوروبي روبرت فاندول.
أبدى المبعوثان الأميركي دونالد بوث والأوروبي روبرت فاندول، بعد إجرائهما سلسلة مباحثات في الخرطوم ، استعدادهما للتوسط في أزمة سد النهضة ، وأكدا إيمانهما بضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي بشأن الخلاف حول السد الإثيوبي وفق مقاربة ترضي الأطراف الثلاثة، تضمن لإثيوبيا التمتع بالكهرباء وللسودان سلامة أراضيه وتأمين سدوده ولمصر حقوقها المائية.
والتقى الوفد الأميركي الأوروبي رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ووزيرة الخارجية مريم المهدي ووزير الري والموارد المائية ياسر عباس.
وفي المقابل أبلغت إثيوبيا المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، أنها ستمضي في عملية الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المُقبل، استمرارًا لتعنّتها وتحديها تحذيرات مصر والسودان من التداعيات السلبية المُحتملة للسد.
وخلال المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي، قال أمس إن أديس أبابا أبلغت المبعوث الأمريكي للسودان، بأنها ستمضي في الملء الثاني لبحيرة سد النهضة وأنها جزء من عملية بناء السد المُخطط لها.
وأشار إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، دمقي مكونن، أجرى محادثات وصفها بـ”الناجحة” مع المبعوث الأمريكي، تناولت فرص مساهمة الولايات المتحدة في دفع مفاوضات سد النهضة المتعثرة وفقا لإعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاثة في مارس 2015.
وأوضح أن مكونن أطلع المبعوث الأمريكي على حاجة إثيوبيا للاستفادة من مواردها للتنمية، لافتًا إلى أن أكثر من 60 بالمائة من الإثيوبيين محرومون من الكهرباء.
من الواضح أن أثيوبيا تناور وتريد أن تقول لبوث نحن مصرون على موقفنا وذلك لفرض الأمر الواقع وهذا هو ديدنها في التفاوض في كل مراحله ، ولكن السؤال هل رفضت أديس أبابا الوساطة الرباعية (مقترح السودان) والتي بدأت فيها الولايات المتحدة بالفعل؟
ما يحدث الآن هو أن الولايات المتحدة تتعرف على تفاصيل الخلاف لدى الأطراف وبالتالي طبيعي أن تستمع للموقف الأثيوبي بكل (تعنتاته) دون أن تبدي رأي مادام أن أديس لم تقدم حتى الآن اعتراضاً على الوساطة الرباعية بعد تدخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الخط.
الولايات المتحدة تفرغت من افغانستان والعراق وبدأت عملية اعادة نفوذها على منطقة البحر الأحمر التي وجدت الصين الفرصة فيها سانحة فتدخلت عبر جيبوتي وتحاول روسيا ايجاد مؤطئ قدم فيها عبر اتفاقات سابقة مع المخلوع البشير ، ومن قبل كان لتركيا أطماع أيضاً ، فأمريكا بالنسبة لها السودان دولة محورية ولن تسمح بأية (جوطة) في المنطقة ، كما أنها ستستمر في رعاية الانتقال وحكومة حمدوك ، وبالتالي مهما تظاهرت أثيوبيا بالاصرار فهذه المرة الأمور مختلفة واهتمام المجتمع الدولي بالقضية واضح وغدا لناظره قريب.

***********

صحيفة الجريدة