مبارك الكودة يكتب: واعتبروا يا أولي الابصار
—————————
واضح جداً ان الفريق البرهان يراهن علي عامل الزمن وطولة البال في تحقيق الذي يرجوه ، وأظنه بحسه العسكري الاستراتيجي الأمني والسياسي وصل الي حقيقة أن كل أوراق التوت التي تُغَطِي بها اللآفتات السياسة بمختلف مسمياتها عوراتها وأجندتها ستسقط لامحالة ، لأنها لا تمتلك مقومات البقاء وشعار ( حرية سلام وعدالة ) وسيراها الشعب السوداني عاريةً تماماً امامه بعد سقوطها ( أم فكو ) وهو الذي بكل أسف كان يعول عليها كثيراً ، وقد صدق حدس الفريق البرهان فها هو تجمع المهنيين الذي صنعه الإعلام وجعل منه أيقونة للثورة يروح شمار في مرقه ، لانه في الحقيقة مجرد اسم لشبح ليس له أصل ثابت ولا وجود علي ارض الواقع ، وهاهي قحت كذلك تتصدع وتخرج من المولد بدون حمص لأنها زوبعة في فنجان وزبد لا يقوي علي مقاومة الحقيقة المجردة ( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض )
ويبدو لي أن حركات سلام جوبا قرأت هذا الواقع قراءة واعية ومتأنية ثم فكرت وقدرت وسجلت نفسها لاعباً اساسياً بقوتها في حلف البرهان حميدتي ، واستطاع هذا الحلف الثلاثي ان يفرض قوته ويتسيد الموقف باستقطابه للطرق الصوفية والقبائل رغم السلبيات التي يمكن تجاوزها إذا كانت فعلاً النوايا سليمة ، ورغم هذه السلبيات يبقي هذا الحلف نتفق أو نختلف معه الأقوي في الساحة السياسية والاجتماعية ٠
وأقول لهذا الحلف بقيادة الفريق البرهان إن الشعب السوداني يتطلع لفترة انتقالية توفر له الاساسيات لحياة كريمة تتوفر فيها الحرية والسلام والعدالة وحاجات المعاش والامن والخدمات ، كما ينتظر منكم الوفاء بالعهد الذي قطعتموه مع الثورة بتهيأت البلاد لنظام ديمقراطي وإقامة دولة مدنية ، وليتنا جلسنا لتأسيس متطلبات مرحلة مابعد الانتقال التزاماً بالعهد والميثاق الذي ستسألون عنه في الدنيا والآخرة ، فإن لم تفعلوا ذلك فأذنوا بذات السقوط الذي سقطه الذين هم من قبلكم ، وتلك سنن الله في خلقه ولن تجدوا لسنته تبديلاً ولا تحويلاً !! وإنّا لمنتظرون ٠
واعتبروا يا أولي الابصار .
صحيفة الانتباهة