رأي ومقالات

اعلان مبادئ جوبا بداية الطريق نحو تفكيك أسس بناء الدولة الوطنية السودانية

هناك جوانب عديدة يُمكن إثارتها حول اعلان المبادئ المُوقع بين البرهان رئيس مجلس السيادة في الحكومة الانتقالية وبين عبدالعزيز الحلو رئيس فصيل من فصائل الحركة الشعبية،وهي إحدى الحركات المسلحة التي ترفع السلاح وتتخذه وسيلة لتحقيق مطالبها.
هذه الجوانب متنوعة وتدور حول: الجوانب السياسية لهذا الاعلان من حيث مصالح البرهان الذي تحرك بتوجه منفرد يُذكرنا بتحركاته نحو التطبيع، ومن حيث مكاسب عبد العزيز الحلو السياسية من هذا الاتفاق ولماذا تم في هذا التوقيت ؟ ولماذ إتخذت فيه الحركة منحى تكتيكي يعكس وجود إطمئنان وثقة في تحقيق أهدافها ؟ من أين تأتي هذه الثقة ؟ ما هو دور الشخص المشبوه (ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي) وهو رجل كثير الظهور في اتفاقيات السلام السودانية، والمعروف بعلاقته الودية الداعمة لعبدالعزيز الحلو ومعروف بعلاقته مع وكالة المُخبارات المركزية الأمريكية CIA ؟ هذه أسئلة حول السياق السياسي للاتفاق، ثم لابد من مناقشة سياسية مباشرة لدلالات بنود الاعلان التي تحتوي على ستة مبادئ مٌفصلة على نقاط فرعية.
هنا سنصوب النظر نحو هذه المبادئ الستة، مع استصحاب السياق السياسي الكلي بالقدر الذي نحتاجه لنخلص لكشف الأهداف الاستراتيجية وراء هذا الاعلان.

الحركة الشعبية لتحرير السودان -فصيل الحلو- عُرفت بموقفها المتطرف في مسألة مهمة هي مسألة العلمانية وضرورة النص عليها في الدستور وفي حال عدم ذلك ستذهب لحق تقرير المصير، وتُقدم الحركة لدعم هذا المطلب خطابا آيدلوجيا حول التهميش والظلم من الثقافة العربية والإسلامية الموجه نحو من تُطلق عليهم المهمشين ثقافيا. كذلك لها موقف مُتطرف في رفض آلية المؤتمر الدستوري عبر أي طريق لأنها تؤكد أن هذه المبادئ هي مبادئ فوق الدستور. من أهم مطالب الحركة الشعبية التي تُكررها في كل خطاب هي ضرورة ربط السودان وقوانينه جميعها بمنظومة المعاهدات الدولية حول المرأة والطفل وحقوق الانسان وغيرها. نُذكر القارئ الكريم بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان هي فصيل منتشر في حدود جبال النوبة فقط، وهو فصيل يستغل الرابطة العرقية وسط قبائل النوبة في الجبال للسيطرة والتجنيد وهو فصيل كحال كل الحركات المسلحة مدعوم بأموال طائلة من الخارج، جزء منها عبر آليات مخابراتية من ال CIA أو عبر علاقاته مع دولة الكيان الصهيوني ودولة الامارت العربية و مناطق الحركة الشعبية التي تُسيطر عليها ينتشر فيها اقتصاد المنظمات الدولية وطرقها في توفير الكساء والدواء. للحركة مخزون بشري مُستغل عرقيا وتمارس الحركة الوصاية والتحدث بإسمه، ولها مخزون دعم دولي وإقليمي لتحقيق أهداف معينة. اعلان المبادئ مع البرهان عكس حس تكتيكي هادئ من الحركة الشعبية، وهنا يكون السؤال هل تراجعت الحركة أم لديها إطمئنان معين بقرب تحقيق الأهداف، إطمئنان نابع من ظروف أخرى؟

الإجابة هي أن الحركة الشعبية تاريخيا تُحقق أهداف ومخططات أبعد من مجرد شعار العلمانية، وهنا فإن النقد الفكري حول العلمانية سيكون بمثابة ملاحقة فقاعة كاذبة لأن الهدف الجوهري هو: (تحقيق ضربة قاضية للأسس التي ستبني الدولة الوطنية السودانية وللأسس التي تخلق منها قوة إقليمية لا تدور في فلك الغرب) دور الحركة الشعبية مهم في هذا الأمر مع جملة أدوار أخرى يقوم بها آخرون في الحكومة المدنية وفي القيادة العسكرية، ولنؤكد هذه المسألة دعونا نبحث نقاط الاعلان واحدة تلو الأخرى:

1- في البند الأول فإن اتفاق الطرفين على الوحدة تعبير عن الهدف الاستراتيجي الذي نشأت عليه الحركة الشعبية منذ مرحلة جون قرنق وقبل إنفصال السودان, ففي نهاية حقبة النميري ومع أسباب إندلاع التمرد في الجنوب المتمثلة في فشل نظام الحكم الذاتي لأسباب الفشل الاقتصادي والسياسي، برزت الحركة الشعبية كحركة هدفها الاستراتيجي الأول إعادة هندسة وتصميم الدولة السودانية بشكل يٌقلم أظافر الهوية الاسلامية العربية بالنمط السوداني جنوب الصحراء، بشكل يمنعها من التداخل نحو جنوب البلاد وعمق افريقيا الإستوائية. وهذا هدف إستراتيجي للصهيونية العالمية، ونابع من عداء ثقافي تاريخي للأوروبيين والغربيين لكل صلة بين الثقافة العربية وافريقيا والسودان نموذج لهذا التساكن القديم جدا، فهذه الثقافة هي معطى أصيل غير عرقي متصل بتركيب هذه الأرض. الهدف الاستراتيجي اذن هو ضرب البعد الاسلامي والعربي في السودان لا بالشكل العرقي أو المناطقي بل بالبعد المُشكل لوطنية حضارية سودانية ستكون غير تابعة للغرب، ومضادة للمركز الصهيوني والإمبريالي.الحركة الشعبية اذن حركة وحدوية في الأساس تعمل على (إخصاء السودان) كله وفي حال عدم نجاح الهدف الأول في ظل الوحدة يُمكن الإكتفاء بالهدف الثاني وهو تقسيم السودان، والدعوة لحق تقرير المصير عبر الحشد والتعبئة الإثنية. بمعنى أنك سيدي القارئ سترى دوما نسخة من حركة شعبية متطرفة تُزايد على الجميع بالعلمانية وحق تقرير المصير طالما كان الهدف الاستراتيجي الأهم بعيد المنال لتخلق أسبابا إضافية للحرب، وهذا الإبتزاز كان يتم للحكومة في الخرطوم وكذلك للنخب السياسية التي توصف بالأحزاب الشمالية المختلفة في الدرجة فقط وهذه الأحزاب دوما كانت قابلة للإبتزاز. ثم إنك عزيزي القارئ ستجد نسخة هادئة مُهذبة من الحركة تظهر بمظهر الحمل الوديع حين تشعر بأن الهدف الأهم قيد التحقق، وهذه هي النسخة التي تُمثلها الحركة الشعبية الآن هذه دلالات البند الأول حول العمل على وحدة السودان والسيادة بشكل مشترك بين الطرفين.

2- قبل أن نتحدث بالتفصيل عن البند الثاني والخامس كأكثر البنود خطورة في الاعلان نكتب في هذه الفقرة عن البنود بالترتيب الآتي (الثالث-الرابع-السادس): فالثالث يتعلق بالجيش الموحد مع عملية دمج متدرجة بطيئة تُساعد الحركة الشعبية علي خلق الفوضى والنزاع متى شعرت بأن الهدف الاستراتيجي يجد مقاومة شعبية أو سياسية وذلك شيء لا يُمكن مع عملية دمج سريعة، الرابع إجرائي حول ترتيبات إنتقالية مع الإشارة ضرورة الإتفاق على آليات وميزانية ومهام للمرحلة الانتقالية الجديدة، وهذا يفتح المجال لشكل حكومة جديدة ولميزانية جديدة تحتاج لدعم (تذكروا الغرب جيدا هنا). السادس إجرائي يُشير إلى وقف إطلاق النار مع الترتيبات الأمنية وهذا شيء مستقبلي وبذلك فإعلان المبادئ لا يقول شيئا مُلزما بهذا الخصوص، وعلى الأرض فالأمور أصلا هادئة لإنجاز المكاسب السياسية خصوصا والبلاد في طريقها نحو فصل الخريف.

3- أخطر البنود هي: البندان الثاني والخامس في الاعلان، هذان البندان يكشفان بوضوح عن الهدف الإستراتجي للحركة الشعبية وهو ضرب كل الأسس التي يُمكن أن تخلق الدولة الوطنية السودانية القوية بعيدا عن فلك المصالح الغربية.

– البند الثاني يدعو للحل السياسي ونبذ الحل العسكري عبر التأكيد على مبادئ معينة، فيتناول الاعلان مسألة التنوع داخل البلد بهذه المفاهيم (العرق-العنصر-الدين-الثقافة) وعلى ما تُثيره هذه المفاهيم من إشكالات نظرية وعلمية، فإن الصياغة تعكس نظرة إنقسامية للتنوع وتضخيما مٌتعمدا للفروقات وكأن السودان هو جنوب أفريقيا زمن التفرقة العنصرية بين البيض والسود، هناك فرق مهم بين النظر للتنوع كأمر طبيعي تاريخي يعكس تداخلا طبيعيا وتماثلا واختلافات في ظل تركيب ينزع نحو الوحدة والتمازج كما هو حال السودان، وبين النظر للتنوع كمُعطى صراعي وإنقسامي وتمييزي وعنصري. مُصطلح عنصر RACE الوارد في الاعلان مضلل فكل البشر متنوعين في العنصر بل حتى داخل القبيلة الواحدة ومن الجهل الربط بين الفروقات الثقافية والسياسية وبين العنصر الوراثي البيولوجي، مصطلحات عرق ETHNICITY وكلمة ثقافة ودين كذلك يُنظر لها بمدخل تقسيمي مٌتعمد يضع عدسة مٌكبرة على كل فرق ويتجاهل كل تداخل و وحدة. لأن الهدف الأساسي هو ضرب أسس التداخل الضرورية لبناء الدولة الوطنية وتثبيت نظرة للثقافة العربية كثقافة مماثلة لثقافة البيض في امريكا زمن الرق أو ثقافة البيض في جنوب أفريقيا زمن الفصل العنصري. وكذلك فإن الإعلان يذهب في مصلحة هدف الحركة الشعبية حين يقول بضرروة الاجابة على سؤال الهوية الوطنية بعد إلغاء كل مداخل التمازج والتوحد. ويستخدم الإعلان تعبير MUST BE ADRESSED بمعنى أنه يجب الوصول أوالإشارة لاحقا لتعريف الهوية الوطنية, وهذا يعني وكأن السودان والسودانيين اليوم في حالة ضياع عن هوية غائبة لم تكف قرون طويلة مرت على هذه الأرض لخلق بذورها وأسسها, السودانيون عدم وفراغ في نظر الاعلان. وهذا إدعاء يسقط مع كل حقائق التاريخ والجغرافيا وحركة التجارة واللغة. وهنا فالحركة الشعبية نجدها تسحب حق تقرير المصير وتشير لحكم فيدرالي لامركزي والقارئ المنتبه سيتذكر جدلية متي تتطرف الحركة ومتى تكون هادئة مسالمة.

يتناول البند الثاني كذلك مسألة ضرورة فصل الدين والهوية الثقافية عن الدولة لجعلها مدنية ديمقراطية, وهنا تعبير مدنية يبدو مخففا مقارنة بالعلمانية لكنه أكثر خطورة من ناحية سياسية, فمفهوم الحركة الشعبية للمدنية هو تلك العلمانية المضادة تحديدا للمظاهر الاسلامية في المجتمع السوداني, وتحديدا المظاهر العامة في الحياة السياسية والفضاء العام لأن كل دولة في العالم تتخذ مظاهر رمزية وسياسية ذات جذر ديني وتعكس البعد الحضاري للمجتمع في الأعياد والقوانين العامة المُنظمة لحياة المجتمع في الفضاء العمومي. دولة مثل بريطانيا نجد إنتشارا لهذا النوع من الترميز والطقوس في الأعياد وفي الخطاب الرسمي, أمريكا من أكثر الدول التي يحضر فيها الدين رمزيا وسياسيا ودستورها يبدأ برمز ديني . المسألة هنا لا تتصل من قريب أو بعيد بعدم فرض دين بالقوة على شخص فالسودانيون متسامحون يتعايشون معى كل صاحب دين مختلف, والسودانيون يذهب منهم للمسجد من يذهب بدون فرض ولا جبر, هذه الروح العادية البسيطة لا تشغل بال مخطط الحركة بل هي معنية بما هو بيعد من ذلك, والحقيقة هي أن (علمانتيهم) تعني مزيد من إنتشار المظاهر الثقافية المٌتصلة بالغرب وذلك من أجل تجفيف تام للبعد الحضاري للهوية الإسلامية ووصمها بالتطرف والإرهاب. هذا الأمر الأخير يظهر في إشارة البند الثاني لقوانين الأحوال الشخصية للمسلمين ووضع شرط لها قائم على قبول معايير إتفاقيات العالم حول المرأة والطفل وحقوق الإنسان وكل المعاهدات الدولية من إتفاقية سيداو حتى الإتفاقايات المٌحتملة حول حقوق المثلية الجنسية والتي يدافع عنها (لوبي) بقيادة هولندا. كلمة مدنية في الاعلان هي علمانية حضارية وسياسية تٌفرغ السودان من جميع عناصره الوطنية والمحلية والدينية وتجعله مهيأ تماما للتماثل التام مع قيم الغرب الثقافية وذلك شرط مهم للتبعية الشاملة. الحركة عبر الاعلان تؤكد على ضرورة أن يشتمل الدستور على هذه المبادئ كاملة وهنا نذهب لمناقشة البند الخامس المهم أيضا.
في البند الخامس يقول الإعلان : ( يُعتبر ما تم الإتفاق عليه بين الطرفين من ضمن عملية تطوير الوثيقة الدستورية لكي تُصبح دستورا دائما بنهاية الفترة الإنتقالية ). وهذا نص صريح على أن الحركة الشعبية تسعى لإنزال مبادئها وأهداف داعميها من محاور وقوى الخارج, لتصبح ملزمة دستوريا بنهاية المرحلة الإنتقالية بدون أي مشاورة شعبية وإنتخابات, وبدون أي إستصحاب لرؤى مغايرة. الأمر هنا هو (عطاء من لايملك لمن لا يستحق). لا البرهان ولا عبد العزيز الحلو لهما الحق في تقرير دستور دائم للبلاد, وهنا فالبند الخامس رغم بساطته إلا أنه بند خطير.

الخلاصة :
-هذه الاتفاقية ببساطة جزء من أهداف قديمة لضرب أسس بناء دولة وطنية سودانية قوية مؤثر إقليميا ونامية والإسلام مُستهدف من هذه الناحية الحضارية. وهذا جانب خطير يتم إخفاءه بعبارات مثل حرية الدين وحرية العقيدة.
-ملامح طريق مقاومة هذا التوجه هي :
1-ضرورة وحدة السودان، فهذا المخطط لن يتوقف بالدعوة للإنفصال خصوصا حين نتذكر الهدف الثاني الحركة الشعبية حول التقسيم، لذا من الخطأ ربط المخطط بجبال النوبة ومواطنيها، فهو مخطط يخص الحلو ونخبته من عملاء الخارج مرتادي فنادق كمبالا ونيروبي،بذلك فإن المقاومة يجب أن تتم بأفق وحدوي إستراتيجي وطني يسعى لجمع كافة السودانيين ولا يتعامل مع عناصر الثقافة الإسلامية والعربية كعنصر عرقي مناطقي بل كعنصر وطني مع جملة الروافد المحلية الأخرى النازعة نحو الوحدة.
2- الرهان على تعدد أشكال المقاومة، لأن هذا المخطط ليس مخططا ثقافيا أوسياسيا فحسب بل هو مخطط شامل مُتلازم مع خارطة طريق لسياسات اقتصادية، ستزيد فقر الشعب السوداني في كل مكان، بما في ذلك بسطاء الناس في جبال النوبة والغرب والشرق والشمال والجنوب، وهنا فإن المقاومة التي تكشف أبعادا اضافية في الصراع من شأنها خلق روح جديدة وإيمان بمصير مشترك بين السودانيين.
3- السعي لتثوير المكونات الأهلية والتقليدية والمثقفين الوطنيين والقواعد بتنوع طبقاتها لمواجهة هذا التوجه الثقافي ،وعزله من التمدد شعبيا لأن السلطة طارئة مؤقتة مهما كان مقدار زمان حكمها، والخطير هو التمدد الشعبي.
#اعلان_جوبا
#اعلان_الخونة

هشام عثمان الشواني

‫5 تعليقات

  1. مقال ممتاز….ارجو البدء لعمل معاكس لما تطرحه الحركه الشعبيه وهى مسؤلية كل القوى الوطنيه..هنالك فرص كبيره لايقاف هذا العبث بهوية الدوله قبل ان نضطر للمطالبه بالانفصال.

  2. اتضح بما لا يدع مجالا للشك ان الكيزاااان هم الجهة الوحيدة المؤتمنة على هذا البلد.. اما البقية فخانعون مخنثون و اولهم البرهان و قبله ابن عوف اما حمدوك فليس منهم لانه عميل تافه ينفذ دوره في تدمير الوطن السوداني باحترافية و خبث.
    شكرا حمدوك على فوز الفريق القومي.

  3. بسم الله الرحمن الرحيم ياجماعة الخير نحن ليه متمسكين بخيار الراجل دة باي شكل وكيفما اتفق ماهي مصلحة السودان اذا كان الراجل ده عاوز ينفصل ما اظن فى مشكلة حسب علمى المتواضع مالو مايتوكل على الله ويمشى فى حال سبيلو بدون وجع راس

  4. الآن ستعلن الولايات المسلمة تقرير مصيرها وتنفصل كدولة تشمل البحر الأحمر والشمالية ونهر النيل وكردفان ماعدا جمهورية كاودا والنيل الأبيض والجزيرة وكسلا والقضارف وسنار الحضارة وشمال النيل الأزرق والجزيرة الخضراء وجنوب وشرق دارفور وريما وسط وغربها أيضا لأن الشعوب غير الحركات، وسيعترف بها مضطرا من يجاورها من الدول لتشكل دولة محترمة خالية من الخلافات والعقد.
    كل هذا بسبب حركة تمرد صغيرة في محليتين تم التنازل لها عن دين الأغلبية عطاء من لا يملك لمن لا يستحق.