محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: (الحبر) السري لقوات الدعم السريع!!

(1)
] البوليس (السري) في الأفلام العربية القديمة، يلبس (نظارة سوداء)، ويضع على رأسه (قبعة) سوداء، ويجلس في (المقهى)، يخلف رجلاً على رجل، يطلب (قهوة) ولا يشربها، ويحمل (صحيفة) ولا يقرأها، ولا يتحدث في السياسة، ويعامله (النادل) باحترام زائد، ولا يسأله عن حساب القهوة، فقهوته دائماً (مدفوعة)!!
] يحدث كل ذلك للبوليس (السري) حتى إنه لم يعد (سراً) كونه بوليساً (سرياً) القاصي والداني يعلمون ذلك، كل الناس يعرفون أنه (بوليس سري) من خلال هذه العلامات والسلوكيات التي يقوم بها، ولمن تأخر فهمهم للوصول إلى هذه النتيجة يقوم (البوليس السري) ومن تلقاء نفسه بإخبارهم أنه بوليس (سري) حتى يكتسب المزيد من الاحترام والتقدير.. وحتى يضمن أنه لن يدفع حساب (مشاربه)!!
] الحبر (السري) في الأفلام الأمريكية ذات الطبيعة (المخابراتية) استعمل في الحبكة الدرامية أكثر من استعمال أجهزة المخابرات له.. غير أن القوات النظامية في السودان، ومجلس السيادة على وجه خاص، استعمل (الحبر) سراً في كل المعاملات القانونية ليكون ذلك سبيلاً للمماطلة والتهرب من العدالة والتعدي على القانون!!
(2)
] منذ سقوط نظام البشير في 11 أبريل 2019، ونحن على مقربة من العام الثاني لذكرى سقوط البشير ولم تتم محاكمة عادلة بعد، وحتى الأحكام التي صدرت في عدد من القضايا لم يتم التنفيذ فيها وظلت أحكامها معلقة هكذا، كما في محاكمة قتلة الشهيد أحمد الخير، إذ يبقى الحكم كأنه صدر بـ(الحبر) السري انتظاراً لتكوين المحكمة الدستورية، التي سوف يظل تكوينها في حكم المجهول إلى أن يصدر عفو عن قتلة الشهيد أحمد الخير أو تصل السلطة الحاكمة إلى مخرج يجعل القتلة يفلتون من حبل المشنقة وإن كان ذلك عن طريق (هروبهم) مثلما هرب العباس وقوش وطارق سر الختم وغيرهم من رموز الإنقاذ المتهمة، وبعضها مدانة!
] أما الحكم الذي صدر في حق البشير بسبب (سمسرته) وهو رئيس جمهورية في العملات الصعبة، يبقى في حدود قول أبو نواس (دع عنك لومي فإن اللوم إغراء… وداوني بالتي كانت هي الداء).. اللوم أو العقوبة للبشير هنا مثل (الإغراء) الذي تحدث عنه أبو نواس، أو هو دواء من جنس الداء.
] لقد ظلت كل قضايا السلطة العسكرية الحاكمة الآن (محمية)، و(معفية) حتى من الإجراءات القانونية السليمة.
] هرب من البلاد كل المتهمين الذين يمكن أن يورطوا آخرين في السلطة الآن، تم ذلك إما خوفاً منهم أو مساومة معهم!!
] لا تنتظروا (العدل) من جهة هي (الخصم والحكم)، لذلك سوف تبقى لجان التحكيم والمحاكم في السودان تدور في حلقات مفرغة إلى أن تقيد القضية ضد (مجهول)، طالما كان ذلك المجهول في (القصر) الجمهوري محمياً بمنصبه الذي يشغله و(الحبر) الذي يستعمله!!
(3)
] وكلاء النيابة الاثني عشر الموقوفين عن العمل، كلهم تم إيقافهم بسبب مواقفهم (الثورية) وصدامهم مع النائب العام في قضايا تعتبر قضايا للشعب السوداني وليس قضايا لهم!!
] إذا عرضت عليكم مواقف أولئك الوكلاء وسبب صدامهم مع النائب العام، سوف تصابون بالدهشة.. عجيب أن يكون وكيل نيابة أحرص على تطبيق القانون من النائب العام نفسه!!
] لقد كان صدامهم مع النائب العام في إطلاق سراح متهمين في قضايا فساد كبرى، وفي مجزرة فض الاعتصام، وفي عدم حظرهم من السفر ليغادروا البلاد ويلاحقوا الآن بعد أن تم إخراجهم من البلاد عبر الانتربول، حتى يتم تخدير الشعب السوداني بتلك الملاحقات (المسرحية)!!
] بعض ملفات التحقيقات في قضايا حساسة تم سحبها من المحاكم، واختفت في ظروف غامضة!!
] هناك متهمون، تدخلت جهات عليا لحمايتهم وإبعادهم عن تلك القضايا، وشملت الحماية والإبعاد حتى لشهود يمكن أن تغير أقوالهم مجرى الكثير من القضايا، ويمكن أن تورط رؤوساً كبيرة!!
] لقد تم إيقاف بعض وكلاء النيابة وإبعادهم عن لجان التحقيق التي كانوا أعضاء فيها، لأنهم وصلوا إلى نتائج (مذهلة)، لذلك تم إيقافهم وإبعادهم عن لجان، كانت تحقيقاتهم وتحرياتهم فيها قوية وراجحة وتضع النقاط فوق الحروف والحبال فوق الرقاب.
] الأنكأ من ذلك، أن الشرفاء الذين أبعدوا عن تلك اللجان، استبدلوا بآخرين معروفين بانتمائهم للمؤتمر الوطني المحلول وعلاقتهم بالنظام البائد!!
(4)
] بغم/
] سوف يأتي اليوم الذي أحدثكم فيه عن الرجل الذي مات بسبب (تسمم) قطته المدللة!!

صحيفة الانتباهة