مقالات متنوعة

كيف هو مستوى الصحافة لدينا وهل تلعب دورها

سهيل أحمد الأرباب

الصحافة السودانية أمام تساؤل إذا ماكانت تلعب دورها فى رفع الوعي بالقضايا العاجلة وتسليط الضوء عليها وبالتالي قياس درجة اسهامها في البناء الوطني والتحديات القومية وبالتالي فعاليتها وثراها الثقافي والموضوعي.
وذلك من حيث تنوع المواضيع وعمق الطرح والمساهمة في الوصول إلى حلول والذي ينعكس بالضرورة في مستوى إنتشارها ومبيعاتها اليومية.
والناظر لصحافتنا اليوم لاشك في أنه يتفق على ضعفها من ناحية كم الأوراق المطبوعة ودرجة الجودة بالطباعة والإخراج مقارنة مع الصحافة بالبلدان المجاورة للسودان وربما التي بدأت بعد صحافتنا ربما بربع قرن وبعدها بنصف قرن فنجد أن الفرق شاسع ويعلل بالفقر وعدم الإمكانات المادية وظروف العمل السيئة من التجهيزات والوسائل المساعدة.
ولكن إذا أبحرنا داخل الصحف من حيث جودة المحتوى الإعلامي والشمولية والتغطية أيضاً نكتشف الفارق الكبير فى مستوى الكتابات لأصحاب المقالات من مفكرين وأدباء ومهتمين بالشأن العام والمتخصصين والذين يجدون مساحات واسعة لإطلاق آرائهم النقدية والفكرية بربع أو نصف صفحة نتاج للعدد الكبير المتاح من صفحات مقارنةً بصحافتنا محدودة العدد التي تضطر إلى إختزال المساحات لتوفر أكبر مشاركات وأوسع تغطيات مما يخل بالمستوى والفكرة بالإختزال والإبتسار في أحيان كثيرة مما لايشجغ لصحاب الفكر والرأي والبحث العلمي على الكتابة.
وشكلت الظروف الإقتصادية وإنتشار القنوات الفضائية الإخبارية والترفيهية والثقافية المتخصصثة والرياصية خصماً على رواد الصحافة المقرؤة وتراجع نسب التوزيع إلى أرقام مخيفة مقارنة بصحافة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حتى المتمثلة بصحيفتي الصحافة والأيام ومجلة أو مجلتين زمانها.
ولعبت الصحافة الصفراء والمتمثلة بصحف الجريمة والفضائح والصحافة الرياضية وشعبيتها المرتفعة دوراً سلبياً بالإهتمام بالاستثمار بالصحافة الجادة والأخبارية والمحترمة وأصبحت بلادعم على المستوى الرسمي وبلاجاذبية على التوسع وضخ مزيد من الأموال في استثمارات ناجحة ومربحة من القطاع الخاص.
وعلى الدولة في ظل نظام يعبر عن الثورة والوعي البحث في السبل الكفيلة بترقية الصحافة وتوسيع إنتشارها لتلعب دورها المطلوب في الإرتقاء بالوعي العام بالقضايا الوطنية وحشد الجماهير والشعب ودعمم لبرامج الدولة وبذل الجهود لإنجاحها والعبور بالوطن إلى مربع خارج مربع الأزمات المستفحلة والمتراكمة والمترادفة والمستمرة.
وعلى الأقل أن تدعم الدولة الصحافة بالإعفاءات الجمركية لمدخلات الإنتاج ومستلزمات الطباعة من معدات ووسائل حركة وإتصالات وأن توفر دورات لتأهيل الصحفيين ببرتكولات تعاون مع الدول المتقدمة وتوفير مشاراكات بمعارض الكتب والمكتبات والدورات الأكاديمية وترقية الإهتمامات الثقافية ودورات اللغات بتسهيل الحصول على الكتاب والمواد وتتنظيم الدورات المتخصصة مما يرتقي بمستوى ولغة وعمق الطرح والأسلوب الصحفي لدينا.

صحيفة الانتباهة