الطاهر ساتي يكتب.. بُشريات..!!
تغريدة شاعرية لوزير المالية جبريل إبراهيم، عقب زيارته لمشروع أمطار بالشمالية، بحيث كتب فيها بالنص: (الاستثمار الأجنبي أحال الصحراء الجرداء في الولاية الشمالية إلى حقول قمح زاهية يتبختر فيها طائر البقر، ثم ناشد المواطنين بوضع الاستثمار الأجنبي في مكانه الصحيح، دون تفريط في حقوقهم المشروعة)، وختم التغريدة بما رأه في أمطار: (ما رأيته في مشروع أمطار من إنتاج وفير يثلج الصدر ويؤكد أن للسودان مُستقبلاً واعداً)..!!
:: وكنت مُرافقاً لسيادته مع الوفد الإعلامي، لتدشين حصاد القمح بالشمالية، – وصدقاً – ما رأيناه هناك، يُسعد الأنفس ويزيل عنها الهم والغم واليأس، ويُبشر بالخير.. ليس فقط أرض مشروع أمطار، بل كل الأرض بالشمالية معطاءة، ورغم متاعب التمويل الذاتي وشح الوقود وارتفاع أسعاره، فإن إنتاج الفدان فيها دائماً هو الأعلى على مستوى البلاد.. ولا يقل متوسط إنتاج الفدان بالشمالية عن (15 جوالاً)، وكثيراً ما يتجاوز الأعلى (30 جوالاً)..!!
:: مشروع أمطار، شراكة ما بين السودان وشركة جنان الإماراتية (40% – 60%)، وهي من مشاريع البلد المثالية بالشمالية، على مساحة (118.000 فدان)، ولم تُزرع منها غير (30.000 فدان)، ولولا صبر أهل جنان وحكمتهم، لتركوه وغادروا، كما فعل أحمد بهجت والوليد بن طلال ومئات المستثمرين الذين توافدوا بعد حكومة نيفاشا، ثم هربوا بجلودهم خوفاً من مطرقة الأهالي وسندان مراكز القوى الفاسدة بالنظام المخلوع والمعارضة غير المسؤولة..!!
:: نعم، لقد دفع مشروع أمطار، الثمن غالياً حين وقع في براثن المعارضة غير المسؤولة ومراكز القوى الفاسدة بالنظام المخلوع.. بعض الذين أسماهم رئيس الوزراء الإثيوبي بالنشطاء في حكومة ما بعد الثورة، كانوا من المعارضين للنظام المخلوع، ولكنهم كانوا يعارضون (كل الأشياء)، بما فيها مشاريع الاستثمار التي من شاكلة (أمطار)، وكانوا يحرضون البسطاء على هذا المشروع، وكذلك كانت تفعل مراكز القوى الفاسدة بالإنقاذ..!!
:: وقد بلغ استعداء تلك المراكز والمعارضة غير المسؤولة – لمشروع أمطار – لحد الشتم واللعن ثم حرق (فسائل النخيل)، لنفقد أكبر مشروع لزراعة النخيل في تاريخ البلاد، وقد جذبته دولة جارة بعد أن وفرت له الأرض والمياه والحماية.. وعلى كل حال، لقد صمد المشروع وقاوم جهل الجهلاء وحماقة الحمقى، وصبر حتى أقنع الأهالي وحكومة الشمالية بالعطاء، ثم الوقوف معهم في الملمات والكوارث..!!
:: حجم العمالة المستديمة بالمشروع (350 عاملاً)، نسبة العمالة الوطنية (75%)، ثم خبراء وفنيون من جنسيات مختلفة، أما العمالة اليومية – وهي من أبناء المنطقة – يتراوح عددها (50 – 60).. متوسط إنتاج الفدان – في قمح هذا الموسم – بمشروع أمطار (20 جوالاً)، وقد يتجاوز الأعلى كالعادة (30 جوالاً)، وكانوا قد ورّدوا للمخزون الاستراتيجي في الموسم الماضي (60.000 جوال)، ومتوقع توريد المزيد في هذا الموسم بإذن الله..!!
:: وما يُبشِّر بالخير في الشمالية ليس فقط الإنتاج الغزير، بل هناك بُشريات أخرى.. فالأهالي ليسوا كما كانوا يعكرون مناخ الاستثمار بالمظاهرات والمطالب، بل صاروا الأكثر حرصاً على نجاح المشاريع، وقد تجلى ذلك في حشدهم لاستقبال وزير المالية والوفد المرافق له في احتفال تدشين الحصاد بمشروع أمطار.. فالأهالي كانوا سعداء.. غادرناهم، ونحن نتحسر على الفيافي الخصبة الممدودة على مد البصر، والقادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتمزيق فواتير الاستيراد، متى ما صح منا العزم..!!
الطاهر ساتي
الصيحة