تحت الرماد
طال انتظاري في الاشارة الضوئية.. الكهرباء كالعادة غير موجودة.. والسيارات متكدسة.. وضابط المرور.. يبذل قصارى جهده في تسهيل الحركة.. بين صفوف السيارات يتحرك أكثر من شاب.. يبيعون الفواكه.. والمناديل.. و السلاح الأبيض.. اندهشت حقيقة.. سلاح أبيض بكل الأنواع.. سكاكين.. سواطير.. وسياط (عنج).. يتحرك بها الشاب.. ويعرضها كأنه يبيع (حلاوة قطن).
متى صار السلاح مبذولاً هكذا دون حسيب او رقيب ؟ في سالف الأزمان.. كانت المركبات التي تأتي بنا من الأرياف يتم توقيفها في حدود العاصمة.. حيث يجري تفتيش المركبة بدقة.. عن كل الممنوعات بما فيها الأسلحة.. نارية أو بيضاء.. كان من النادر جداً ان ترى شخصاً يحمل سلاحاً أبيض الا ان كان من الموروثات.. فما الذي حدث مؤخراً؟
حادثة الطالب الذي مات غدراً.. مأسوفاً على شبابه.. طالب برئ خرج من أجل تحصيل العلم.. زهقت روحه في الحرم الجامعي من أجل هاتف نقال لا يساوي شيئا في دنيا المال.. القتلة أيضاً صغار السن.. يحملون أسلحة بيضاء (عادي كداً).. في وضح النهار دون ان يطرف لهم جفن.. فهل الأمر محض صدفة ؟ ام أن هناك نار تحت الرماد.. بانت مؤشراتها في انفلات الامن الذي صار مألوفاً.. وأصبح (ونسة الجبنة) عند نساء الحي.
جلست لمتابعة المؤتمر الصحفي للشرطة.. والذي ظهرت فيه رتب عالية يعلنون فيه القبض على قتلة طالب امدرمان الأسلامية.. لكن هل هذا يشفي الغليل ؟ هل يطفئ نار الثكل عند الام.. او يبرد جمر الحشا عند الأب ؟ هل يبعث الطمأنينة في قلوبنا نحن.. الامهات اللاتي يرسلن أولادهن كل صباح الى الجامعات والمدارس.. ظانين انها مناطق آمنة.. واتضح انه من (مأمنه يؤتى الحذر ).. هل تقف مهمة الشرطة في القاء القبض على القتلة ام تكمن في بسط الأمن وحماية المواطن لمنع وقوع الحوادث؟
كانت الخرطوم بكل مآسيها آمنة.. كانت فيها الطمأنينة التي تميزها عن بقية العواصم.. وكان هذا آخر ما نتكئ عليه حين ندخل في جدل بيزنطي مع اولئك الذين فضلوا (السمبك) والعبور الى الضفة الأخرى من العالم.. كنا نقول لهم.. وأين تجدون هذا الأمان ؟.. هل فقدنا آخر الاوراق الرابحة ؟ ان كان كذلك.. فإنا لله وإنا اليه راجعون.
السيد وزير الداخلية.. .السيارات والدراجات البخارية التي تجوب العاصمة القومية بدون لوحات.. وبدون رقيب.. هل من توضيح لما هيتها ؟ ولماذا يسمح لهم بالسير بدون لوحات.. ؟ هل يعلم الوزير ان الكثير من الجرائم المرتكبة او التحرشات التي تحدث في الطريق العام أبطالها هم الذين يمتطون هذه المركبات التي لا يمكن ملاحقتها ؟
السيد وزير الداخلية.. هل كان الأمر يتطلب ان يفقد أحد الشباب روحه حتى تتحرك وزارة الداخلية و يخرج علينا أصحاب الرتب لتوضيح الأمر..؟
..كان البيع غالياً يا بني.. كان الثمن فادحاً صغيري.. شبابك الغض.. وعمرك الذي لم يغادر العشرينات.. وذلك الألم الموغل في الوجع.
السيد وزير الداخلية.. تقول الابيات الشعرية القديمة :
أرى تحت الرماد وميض نار.. وأخشى ان يكون لها ضرام
فان النار بالعودين تذكي.. وان الحرب أولها.. كلام
وأنا أقول ان الحرب أولها.. (تداول الاسلحة دون ضابط او رقيب ).
***********
صحيفة الجريدة
برافو عليك، كلام مرتب ، رصيد وعميق. ليتهم يشعرون. ويعملون بم تملى عليهم ضمائرهم.
برافو عليك، كلام مرتب ، رصين وعميق. ليتهم يشعرون. ويعملون بما تملى عليهم ضمائرهم.
طال انتظاري في الاشارة الضوئية.. الكهرباء كالعادة غير موجودة.. والسيارات متكدسة.. وضابط المرور.. يبذل قصارى جهده في تسهيل الحركة.. بين صفوف السيارات يتحرك أكثر من شاب.. يبيعون الفواكه.. والمناديل.. و السلاح الأبيض.. اندهشت حقيقة.. سلاح أبيض بكل الأنواع.. سكاكين.. سواطير.. وسياط (عنج).. يتحرك بها الشاب.. ويعرضها كأنه يبيع (حلاوة قطن).
سبحان الله … قبل 20 عام كنت في السودان وكانت السكاكين والسيوف تُباع علناً في الخرطومسودان وبنفس الطريقة التي تقولها هذه الصحفية المخضرمة … أم هي كانت خارج الخرطوم ؟ والله الواحد احتار وبديت اشك في الأمر هل أنا صحيح أم خطأ أنا كنت في العام 1997م بالخرطوم … وكنت أشاهد بأن هناك من يحملون السكاكين والسيوف و و و إلخ … والناس تشتري بكل أدب واحترام بس ما كانت فيء الفوضى الحاصلة اليوم لكن هذه السكاكين والسيوف ليست بالجديدة وبيعها في العلن ليس بالجديد ……
ثم تقول الصحفية المحترمة (ناهد قرناص)
متى صار السلاح مبذولاً هكذا دون حسيب او رقيب ؟ في سالف الأزمان.. كانت المركبات التي تأتي بنا من الأرياف يتم توقيفها في حدود العاصمة.. حيث يجري تفتيش المركبة بدقة.. عن كل الممنوعات بما فيها الأسلحة.. نارية أو بيضاء.. كان من النادر جداً ان ترى شخصاً يحمل سلاحاً أبيض الا ان كان من الموروثات.. فما الذي حدث مؤخراً؟ والله كنت وعلى ما أعتقد في نفس الأزمان التي تذكرينها نأتي من الأرياف والأرياف البعيدة جدا ما كان هناك أحد يوقف مركبة ويبحث عن سلاح ما حصل وطول ما كنت حي وعايش في السودان ما حصل واحد دخل وفتش مركبة عشان سلاح ما حصل يا أستاذة إنتي بتجيبي الكلام ده من وين ؟ يا أختي غالبية الشعب في السودان يدرعون السكاكين في أكتافهم كنوع من الشهامة والنخوة ….. وهذا شيء قديييم جداً … وبالله التوفيق ،،،