زهير السراج

افتحوا المعابر .. اغلقوا المعابر !

* يستحلى الكثيرون تمثيل دور الضحية وخداع النفس، لذلك تجدهم يتناقلون بهمة ونشاط الرسائل المفبركة في الوسائط التي تتهم الآخرين بتدمير بلادنا وأكل حقوقنا، وبذلك تتحقق لهم الراحة النفسية المطلوبة من مشقة الاحساس القاتل بالدونية والفشل والكسل والتراخي والعطالة وعدم القيام بالواجب المطلوب من أجل التشييد والتعمير.. فما أسهل تمثيل دور الضحية وذرف الدموع وإلقاء التهم على الآخرين وما أصعب الاعتراف بالفشل والعمل الجاد والصعود الى أعلى!
* يقول سيد الطيب.. “متذكرين قبل شهور لما تم اغلاق المعابر مع مصر بسبب كورونا، كان هنالك كم بوست ومقال صحفي وفيديو ولايف لي كم زول ببكى وبقول افتحوا المعابر، وكم أسرة وكم تاجر وكم طالب قال أنا مصالحي اتضررت، وكم واحد قال نحنا مشينا للعلاج وحسبي الله ونعم الوكيل في الحكومة، ووزير الاعلام آنذاك (فيصل محمد صالح) بكى في مؤتمر صحفي من الرسائل الجاتو في تلفونه والدعوات عليه وعلى أسرته .. و التغطية على مدار الساعة العملتها قناة الجزيرة لحالة السودانيين العالقين في المعابر؟” !
* “طيب اذا متذكر الشخصيات الكانت بتقول افتحوا المعابر، حتلاقي عدد كبير منهم الايام دي في هاشتاق اغلاق المعابر مع مصر.. مصر بتنهب مواردنا مصر بتشيل الماشية حية بسعر رخيص .. مصر محتلة حلايب .. مصر مصر مصر” !
* “الحقيقة إنو أي دولة جارة او بعيدة لقت فرصة في موارد دولة تانية بتنهبها، لقت فرصة في أراضي دولة تانية بتحتلها، لقت فرصة في دولة بتبيعها بى شعبها في مزاد علني” .
* “لمتين نحن حنلعب دور الضحية .. في كم سوداني بشيل عملة صعبة وبمشي مصر عشان يستورد بيها حلاوة لبان وشيبس وشواحن وكفرات تلفون.. في كم سوداني بشيل عملة صعبة وبمشي مصر للعلاج او لشهر عسل او للدراسة او للتقديم للجوء طوال 30 سنة قبل سقوط المخلوع .. في كم سوداني عايش في مصر واشترى شقة او اجر واستقر هناك .. ادخل اقرب صيدلية في حلتكم واسأل الصيدلي في كم صنف دواء مصري في رف الصيدلية وفي كم صنف دواء سوداني؟”
* ” تحرير الارض والحفاظ على الموارد والتطور يتم عبر بناء العمل والبناء والشعوب الجادة والحكومات الوطنية لا عبر الشكاوى ولعب دور الضحية”.
* “هل في دولة منعت السودان من تشييد مصانع ادوية ومستشفيات تغطي حاجته .. ليه بنستورد الخميرة وابر الخياطة والمصلاية والعمة والمصحف والعمة والتوب وكل حاجة من الصين؟!”
* “هل في دولة منعت السودان من تشييد مسالخ كافية لإيقاف تصدير المواشي الحية، نحنا من زمن بعانخي لحدي زمن حمدوك بنقبض البهيمة من الخلا وبنصدرها حية .. هل العيب في دول الجوار؟!”
* “هل نحنا ضحايا اثيوبيا التي احتلت الفشقة منذ أكثر من 30 سنة .. هل نحنا ضحايا مصر التي احتلت حلايب منذ اكثر من 20 سنة وحتى اليوم .. هل نحنا ضحايا تشاد الاتربعت على عرش صادر الصمغ العربي البتهرب ليها من السودان .. هل نحنا ضحايا الامارات البنهرب ليها الذهب السوداني .. هل نحن ضحايا ارتريا التي يباع فيها البصل والسكر السوداني بسعر أرخص من السودان .. ام ضحايا فشلنا وتقاعسنا وتدمير مشاريعنا القومية وقدرتنا.. بأيدينا لا بأيدي غيرنا؟!”
* “من حق اي سوداني أن يغضب على احتلال ارضه ونهب موارده، ولكن قبل أن أخرج للتعبير عن غضبي ضد نظام السيسي المصري او آبي احمد الاثيوبي او الامارات او السعودية .. يجب أن أخرج ضد تقاعسي وفشلي وهواني وتفريطي في حقوقي وعدم قيامي بواجبي في حماية أرضي وتعمير وطني .. والقعاد اليوم كلو في الواتساب والفيس بوك .. افتحوا المعابر اغلقوا المعابر، وتمثيل دور الضحية وذرف الدموع “!
* شكراً السيد الطيب الذي خط يراعه هذا المقال الجميل، ولسامي طه ابوالقاسم الذي أرسله لي .. وبلاش تقاعس ودموع وافتحوا واقفلوا ومصر فعلت ومصر تركت .. وأوهام وخداع للنفس !

صحيفة الجريدة