أشرف خليل يكتب: مرحباً حاكم مصر والسودان
—-
من المواقف التي لم يسبر الناس غورها ويقتلوها بحثا ومدارسة ذلكم الموقف العظيم للزعيم الأزهري في انحيازه إلى خط الاستقلال في لحظات مفصلية حادة وحاسمة من تاريخنا…
في (اللفة) تماما اختار الزعيم اسماعيل الازهري أن يستمع لصوت وجدانه الناصع وضميره الحي.
اختار شعبه بينما كان الإغواء والرشاوي والتحضيرات تمضي نحو التاج المصري..
المصريون قبلها نجحوا في اختراق فصيل سوداني مهم وحاسم في المصير والمستقبل السوداني حتي انه تلفح بإسم الوحدة مع مصر ولبس إهابها ورداءها فلما حان أوان القطاف وتدلت ازمنة عرج الصراط اختار السودانيون الحب!!
(أكلو توركم وأدوا زولكم)..
وهي لعبة نجيدها على نحو ما..
(شجرة كان ميل بتكي في خيو)..
مهما بدا علي عيوننا التغافل والاسترخاء فان (اوثمان) يعرف كيف تمتد بصيرته أبعد من أبواب العمارات التي يقبع تحتها!!
يعرف أوان الانفلات والتخارج..!!
يعرف من أين وكيف تؤكل الكتف..
حكاية الازهري مع الاستقلال والاتحاد مع مصر مطمئنة و(مُرحمَّتة) وتقطع خيوط الياس والقنوط المتشكلة جراء (الاندلاقة) الحاصلة في العلاقات و(الكبكة) و(جريت لي حفيانة)..
وكلما ضاقت عليكم الدنيا بما رحبت وظننتم بالبرهان ومريم الظنون تذكروا جدكم الازهري وكيف استحال إلى الشموس واختار أن يكون وجهه…
▪️من يومها والصفوة المصرية يدور في عقليتهم خيال وحيد وقاصر مفاده أنهم فرطوا في السودان وضيعوه واي فتى اضاعوا؟!..
السودان بالنسبة لهم مجرد ابق من ملك سيده ولا بد من استعادته عبر دس محافير التنمية ونشر خطوط النار في الأطراف..
ما تركت مصر وعبر حقب متعددة (جنبة نرقد عليها)!!..
وليتها اكتفت بما فعلته في (حلايب) و(شلاتين) و(حلفا دغيم ولا باريس)..
وليتها استمعت لصوت العقل والضمير والمنطق وهي تركض باتجاه دعم التمرد هنا وهناك..
كل مكان صالح للاشتعال اوقدته إلا المناطق القريبة من رجليها والسد العالي!!
الخطة المصرية تجاه السودان اضرارها على المصريين أكبر وأفدح..
كما انها انتجت اوضاعاً جديدة لن تتحرك حتى لو استدركت الصفوة المصرية و استفاقت من غفوتها..
و(البوقد نارا
بتدفابا)..
لمصر حليف سوداني لا يشق له غبار لا يتغذى إلا بالاحترام والتفاهم والتقدير…
الإصغاء لصوت العقل وتبادل المنافع علي غير من واذي هو ما يجب أن نتعلمه قبل ان يعيد الازهري وقوفه الباذخ مجددا في المجلس التشريعي متحرفاً لقتال ومتحيزا إلى فئة !!.
صحيفة الانتباهة