العيكورة يكتب: خطاب السيسي و مزيكة اولاد حسب الله
بقلم/ صبري محمد علي (العيكورة)
وكما توقعنا فى مقال الامس ان زيارة الرئيس المصري للخرطوم لن تقدم جديداً ولن تخرج عن عباءة أدبيات الخطاب المتبادل بن رؤساء البلدين على مدار العقود الماضية. لم يختلف الخطاب فى طعمه عن (مزيكة) اولاد حسب الله الشهيرة بمصر عزفها السيسي كما كان حسني مبارك والسادات من قبله فطربنا له تحت تأثير الطبول والعزف الراقص وانتهت النشوة بمغادرة الرئيسين للمنصة . كانت مدة الكلمتين فى المؤتمر الصحفى المشترك هي عشرة دقائق وستة واربعون ثانية اكتفى منها الفريق البرهان باقل من دقيقتين ونصف . يبدو أن المصريين أدركوا حساسية الزيارة ومطالب الشارع السوداني لذا جاء خطابهم بعيداً عن حلايب والتطبيع والتبادل التجاري (المفصل) واضع تحتها خطاً فجاء كلام السيسي قافزاً فوق تلك المسميات فى (جملة التبادل التجاري) بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين الشقيقين ! ولكنه لم يقل لنا أن شعباً يجنى من هذه التطلعات الدولارات الخضراء والشعب الاخر يجنى (حلل الالومنيوم) خطاب السيسى فى دقائقه الثمانية ذكر كلمة (الشقيق والاشقاء) سبع مرات ، لا اعتقد ان الخطاب الذي جاء مكتوباً من القاهرة قد اشتمل كل ما تم تناوله داخل الاجتماع المغلق مع رئيس مجلس السيادة فهل يعقل ان كل هذه الساعات من عمر الزيارة كانت حول سد النهضة ؟ فما اورده الرئيسان فى كلمتيهما عن السد يمكن قوله فى نصف ساعة ! (برأيي) أن اللقاء تفادي عمداً الحديث عن إدارة المعابر وتجارة الحدود ولا استبعد اختصار تجارة العجول فى جملة السيسي مداعبا جماعتنا مشبكا بين الابهام والسبابة (ده انتو عندكو حتة كبدة إنما ايه) . ولم يتطرق المؤتمر المشترك للحرب الدائرة بشرق السودان ولا من قبيل ابداء حسن النوايا المصرية اتجاه السودان او لربما ان السودان تعمد عدم التطرق لذلك بحجة انه ليس هناك ما يدعو لذلك و ما قام به السودان هو حق طبيعي فى صيانة وحماية أراضيه .
(برأيي) أن المصريين هذه المره قرأوا الوقع السوداني جيداً لذا جاء خطابهم متوازناً بعيداً من مسببات العطاس والكُحة السياسية للشارع الملتهب وكأنهم يقولون لنا (ياعمي ولا تزعلو نفسكو بلاش عجول ودهب) ، اشاروا الى الربط الكهربائي والسكك الحديدية مشروع ظللنا نسمع به منذ ايام الرئيس الراحل (نميري) ، المصريين تجنبوا كذلك هذه المرة ذكر جملة الامكانات الضخمة التى يتمتع بها السودان كما كانوا يكررونها فى السابق واستبدولها بعبارة (بالتي يتمتع بها الشعبين الشقيقين) فى محاولة منهم لمساواة (حلّة الالمنيوم) بالعجل السمين وسعياً منهم لتغبيش اى حقيقة تتحدث عن تهريب الثروات السودانية الضخمة الى مصر عبر صحراء الحدود وليبعدوا عن انفسهم تهمة الانانية وحب النفس أقصد (حب اللحم) .
وأخيراً(برأيي) ان هدف الزيارة لم يكن سد النهضة بأي حال من الاحوال بقدر ما هو دعوة لغداء (كارب) و ونسة ومناقشة توسيع التجارة الحدودية ولكنهم لم يقولوها . ايضاً لم يصدر فى كلمة الرئيسين اي حديث عن مشاريع او (بروتوكولات) تم الاتفاق عليها واحالتها للجان المختصة لدراستها كما تعودنا مما يدل على ان خطاب الامس للرئيسين لن يتجاوز ادراج القصر الجمهوري فى كلا البلدين .
قبل ما أنسي : ـــ
خلاصة الزيارة أن البرهان قد احرز هدف التعادل فى الشباك المصرية (بس كلفتنا غداء ومصاريف كتيرة) وذلك بإرساله لعضو مجلس السيادة الفريق الركن مهندس ابراهيم جابر لاستقبال و وداع الرئيس (بلحة) تماماً كما استقبل وزير الزراعة المصري البرهان نيابة عن السيسي بمطار القاهرة فى اكتوبر الماضى ودقة بدقة والبادي أظلم . و رقصني يا جدع علي مزيكة أولاد حسب الله ! تررم تررم تررم .
صحيفة الانتباهة
يعني .. في شوية تحسن في الحالة بتاعتك يا عيكورة …