هاجر سليمان تكتب: اللجنة القومية للمخدرات.. في بريد الحكومة
اللجنة القومية لمكافحة المخدرات من اهم المؤسسات المدنية التى وجدت اهمالاً من قبل الحكومات السابقة وحتى الآن مازالت مهمشة، وتعانى من جهل الحكومات بدورها الاساسي فى استقطاب الدعم للدول الذى يمكن من محاربة تفشي المخدرات والحد منها .
ما جهلته الحكومات السابقة وتجهله الحكومة الانتقالية الآن، هو ان اللجنة الوطنية او القومية لمكافحة المخدرات ذات صلة مباشرة باللجنة الدولية لمكافحة المخدرات التى مقرها فيينا، وان كنتم لا تعلمون فإن مسؤول اللجنة الدولية يتبع مباشرة للامين العام للامم المتحدة، بل مسؤولها هو احد اهم مساعدى الامين العام، ويكون دائماً مسؤولا من ملفين وهما مكافحة المخدرات دولياً ومكافحة الجريمة، وهذه الاخيرة مقرها روما .
ما تجهلونه ايها السادة هو ان الامم المتحدة بمختلف منظماتها لا تقدم دعومات للاجهزة الرسمية والنظامية المعنية بمكافحة المخدرات على مستوى الدول، وذلك لان الامم المتحدة لديها بعض التحفظات على الاجهزة الرسمية والنظامية للدول، اذ انها تعتقد ان تلك الاجهزة لا تحسن استغلال الدعم استغلالاً امثل لمكافحة المخدرات، لذلك لا تمنح الدعومات الا للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التى يكون رئيسها شخصاً مدنياً واعضاؤها مدنيين، وتكون ذات صلة واهتمام بملف المخدرات، ويكون مسؤول المخدرات بجهاز الشرطة او الامن لأية دولة عضواً فيها، ولا بد ان يكون لتلك اللجنة مقر ثابت ومعروف، وذات ميزانية ولديها لائحة تنظم عملها، اضف الى ذلك انه من الضرورة بمكان ان يشارك اعضاؤها في كل الانشطة ذات الصلة بالمخدرات عالمياً واقليمياً ومحلياً لمواكبة ما يحدث في هذا الصدد، باعتبار ان المخدرات من اخطر الجرائم على مستوى العالم لانها تعد السبب الرئيس في وقوع الكثير من الجرائم .
ان اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات انشئت منذ السبعينيات من القرن الماضى او قبل ذلك، وتعاقبت على رئاستها شخصيات بارزة امثال وزير الداخلية الاسبق ابارو والوزير الاسبق عباس مدنى وغيرهم من الكفاءات، الى ان ترأسها د. الجزولى دفع الله، والآن يتوجب اعادة تشكيلها بصورة عاجلة عقب مراجعة تاريخها ولوائحها، ويتوجب على رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك او رئيس المجلس الانتقالى فريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، ان يصدر قرارات عاجلة بانشائها وتسمية شخوصها وتخصيص ميزانياتها والرقابة على عملها، حتى تكون اداة فاعلة تسهم فى جلب الدعم للدولة ليساعد اجهزة مكافحة المخدرات فى اداء مهامها. وعادة ما تكون الدعومات فى شكل دعم لوجستى من اجهزة اتصال ومركبات وغيرها من اشكال الدعم الاخرى .
ونحن الآن بحاجة ماسة للدعم لمحاربة ظاهرة المخدرات التى تفشت فى الاونة الاخيرة، حيث تأتى الاموال التى يتم تداولها فى تجارة المخدرات في المرتبة الثانية عالمياً بعد تجارة السلاح ان لم تكن تقاسمها نفس المرتبة، وعادة يعد العاملون في مجال محاربة المخدرات من اكفأ العناصر واقواها، ويصعب اختراقهم واغراؤهم من قبل عصابات المخدرات.
والوقت الآن مواتٍ فى ظل المدنية، وهو انسب وقت لدعم هذه اللجنة التى ان تم اختيار عناصرها من الاكفاء فعلاً، فإنه من السهل وقتها ان تجلب هذه اللجنة دعومات كبيرة للبلاد تسهم فى محاربة المخدرات .
اضغط هنا للانضمام لمجموعات الانتباهة على تطبيق واتساب
صحيفة الانتباهة