حكومة تبحث عن ظل في الهجير!!
*مازال أهل السودان يذوقون الأمرّين في هذا المشهد السياسي المأزوم، ولعل الأزمة المستفحلة تشير بشكل كامل الى حقيقة أساسية هي إفتقار القوى السياسية لبرنامج واضح المعالم وفلسفة حكم رشيدة، فإن بلادنا كانت تعاني من هذا اليباس البرامجي الذي جعلنا نخرج من اخفاق لنقع في اخفاق أكبر، والعالم كله عندما انصرف الى حل قضاياه الحياتية وحتى الرفاهية ظللنا نحن في نفس الدائرة نعاني من ندرة تحقيق الحقوق الاساسية مثل حق الحياة وحق الحرية، واذ تفتقر بلادنا للأدوية المنقذة للحياة والعلاجات المستمرة فإن صحة الانسان السوداني تبقى مهددة بالفناء في إية لحظة وحاجات المعدة نفسها نجدها غير موجودة ، ثم اليس أمرا ذو بال أن لا نجد في بلادنا قطعة خبز الا بشق الأنفس؟! ولنا ان نسأل أكثر من هي الجهة التي عملت بشكل متصل على تغيير النمط الغذائي لاهل السودان؟! فإن من عملوا على تحويل غذائنا من الذرة والدخن الى القمح هم نفس الاشخاص الذين دخلوا بلادنا لنهبها من خلال بوابة القمح، وهم نفس الجهات التي عملت على بث السموم في العقلية السودانية بتحقير نهج التعليم الفني وهي نفس الجهات التي فكرت ذات يوم في اقامة الدولة السودانية الموازية والتي تأصلت هذه الفكرة فيها، تجربة العهد المباد عندما قامت سيئة الذكر الانقاذ بخلق الاجسام الموازية فكان مقابل الجيش، الدفاع الشعبي، ومقابل الشرطة الشرطة الشعبية، ومقابل الأمن الأمن الشعبي وهكذا حتى صارت الدولة السودانية مشوهة.
*فالثورة المجيدة عندما قامت كانت في الاصل ثورة ضد التشويه ولكن المسيرة لتعديل هذه الصور الشائهة ليست من السهولة بمكان، فإنه لا زالت هنالك أصابع خفية تعمل على اضعاف القوات المسلحة وما زالت فلول النظام السابق تبث سمومها في الحياة المدنية والعسكرية، بل ان هنالك من يصرون اصراراً غريباً على ترك القوات المسلحة في الجبهة الشرقية تواجه الاعتداء و لم تجد سندا شعبيا الا من قلة من المؤسسات التي تنادت لمؤاذرة القوات المسلحة في الشرق، والناظر اليوم لحكومة حمدوك الثانية يجد انها تعمل في جو اقل ما يمكن ان يقال عنه انه مزعج فما بين حرب الاشاعة و خلافات السياسة تتأرجح الحلول في الافق السياسي بين إعادة بناء الدولة السودانية وشبح انهيارها فإننا نجد أن تكوين المجلس التشريعي للفترة الانتقالية يقع تحت مصدات هوائية تجعله متجاوزاً للتوافق وقي الحقيقة لا مجال الا بالتوافق وفي ظل ضعف الحكومة الحالية لا بد من أن يتم اختيار مجلس تشريعي قوي، وفي نفس الوقت نجد ان مشكلة تعيين الولاة تطل برأسها مع البعد الآخر والجديد الا وهو تقسيم البلاد الى أقاليم، في الحالتين نحن محتاجين لقانون اتحادي يوفق بين كل هذه الحاجات ويقصر الظل الاداري ويقلل النفقات الباهظة التي كان يفرزها الحكم الاتحادي من هنا وهناك وهنالك نبقى جميعاً نبحث مع الحكومة عن ظل في الهجير..وسلام يااااااااوطن.
سلام يا
*أحزان الكورونا التي اخذت أعزاء علينا انتقلوا الى الجانب الآخر وتركوا فينا قلوباً تتفطّر وتقطر دماً من فرط الآلام، وحزناً كبيراً، ولم نتمكن وقتها من الكتابة عنهم لنبيِّن شمائلهم وقيمهم العالية ، ومكارم أخلاقهم فكلما تمر الذاكرة على أختي أماني عبده شريف نجد اننا محتاجين للتوقف أمام مقدرتها الفائقة على صناعة الخير والجمال الأبهى رحمها الله رحمة واسعة وجعلها مع ومن المتقين، وجعل الله البركة في ذريتها وزوجها وأبي عبده شريف واشقائها دندراوي وأيمن وعباس وأشرف فإن لم نعزيهم قبل الآن ذلك لأني الاحوج للعزاء !! وسلام عليها في الخالدين .
***********
حيدر احمد خير الله – صحيفة الجريدة