تحقيقات وتقارير

حصائل صادر الماشية الحية.. هل ترجح ميزان النقد الأجنبي؟

شددت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية على مبادرة مصدري الماشية الحية (بيع حصيلتك للبنك)، وتحفظت الوزارة عن الافصاح عن جملة المبالغ بحسب رغبة بعض الجهات المختصة.
وكشفت عن رقم أولي للحصائل بقيمة 5 ملايين درهم، والتزمت بالإعلان عن جملة المبالغ في الأسبوع المقبل.
إلى ذلك أطلق مصدرو الماشية، أمس مبادرة تستهدف بيع حصائل الصادر للبنوك، مؤكدين تسليم الوزارة مستندات تظهر حجم الحصائل المودعة بالبنوك.

(الحصة وطن)
وزير الثروة الحيوانية والسمكية، حافظ إبراهيم عبدالنبي، قال إن عوائد صادر الماشية الحية عبر المصارف بلغت ٥ ملايين درهم منذ يوم الخميس الماضي.
وأكد حافظ أمس لدى مخاطبته مبادرة غرفة مصدري الماشية بتحويل حصائل صادر الماشية عبر المصارف تحت شعار( بيع حصيلتك للبنك)، التزام الوزارة بازالة كل المعوقات التي تجابه مصدري الماشية من خلال البرنامج الذي وضعته الحكومة مؤخراً، مشدداً على إيجابية المبادرة واعتبرها (حسن نية) ، لمبدأ الشراكة بين الجانبين، وخاطب المصدرين (زي ماجيتونا خطوة نحن حنجيكم عشر خطوات)، موضحاً أن مساهمة صادرات الثروة الحيوانية في الناتج المحلي الإجمالي تتراوح مابين ١٨-٢٠%، مقراً بوجود مشكلات إدارية وفنية تعيق المصدرين، من بينها المحاجر والموانئ ومياه الشرب للحيوان، منبهاً المصدرين لضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية والفنية واشتراطات الخدمات، وأن المبادرة جاءت في زمن مناسب وأن (الحصة وطن) ولا بد من إعلاء المصلحة العامة، لأن هنالك مشكلات إقتصادية تعاني منها الدولة، متوقعاً ان تسهم هذه الحصائل في أمر استيراد وتوفير السلع الاستراتيجية للبلاد، كذلك تأثير خطوة تعويم الجنيه على المصدرين، إلا أنه عاد، وذكر أن المصدرين التزموا بحل كل العقبات، وجدد التزام الوزارة (بتحفيز)المصدرين ، بتقديم التسهيلات وتوفير الخدمات لأداء دورهم جيدا ، وتابع (هذه ضربة البداية )، مشيرا الى ضرورة انضمام جميع المصدرين للمبادرة وتوريد حصائل الصادر لخزينة البنك المركزي.
نافذة الصادر
أقر وكيل وزارة الثروة الحيوانية والسمكية د.عادل فرح بوجود وتباين في أرقام وأعداد حصائل الصادر، ما بين جهات وزارة التجارة وهيئة الجمارك السودانية، وشدد الوكيل على ضرورة توحيد هذه الارقام مبينا انه لحل هذه المشكلة تم تكوين (نافذة موحدة) بالوزارة تم فيها اشراك الجمارك، وان حصائل الصادر تحسب وفقا للسعر التأشيري لبنك السودان المركزي، منوها الى امر احتكار بعض المسالخ وبيع الجزء الحكومي، قاطعا بعدم وجود قانون ملزم لهذه المسالخ بأن( تذبح لكل من يريد ذبيحا)،
اعلن فرح، عن وجود مسالخ جديدة من بينها “شاهين” تتبع للحكومة ، تم الزامها في العقد بتوفير 20% لصغار المصدرين، واضاف: هنالك منحة صينية لقيام مسلخ التي تم ارجاعها بعد ان اشترطت الحكومة السابقة في العهد البائد بادخال جهة أخرى ما اعتبره نوعا من الفساد، معلنا عن البدء في تنفيذ منحة الصين لعمل مسلخ على ان يكون تابعا للحكومة برعاية وزارتي الثروة الحيوانية والمالية، مؤكدا ان المسلخ سيخدم كل قطاعات المصدرين صغارا وكبارا معا .
واعترف بتأثير “كورونا” على صادرات الثروة الحيوانية وفي الفاكسينات وعلى الاسواق ، وافاد ان الاثر الأكبر كان( لفقدهم كوادر) مهنية في الثروة الحيوانية، وطالب بوجود نسبة للولايات من صادرات الثروة الحيوانية في اطار قسمة الموارد والسلطة اسوة بمورد النفط والمعادن، وجدد فرح، بضرورة وجود برتوكول تجاري لضمان انسياب الحصيلة لبنك السودان ، وتابع ( احد اسباب الخلل عدم وجود بروتوكول)، وقال ليس لدينا مشكلة في البروتوكول الصحي، وابدى استغرابه من رجوع البواخر ثم يتم اعادتها مرة اخرى دون اي تدخلات، واستهجن هذا الامر ما عده يتطلب ضرورة وجود بروتوكول تجاري، وشدد على ضرورة رفع نسبة المواصفات والضوابط الصحية الى مستوى (ارفع ) خاصة وان السودان سينضم لمنظمة التجارة العالمية، مشيرا الى ان الامارات طالبت بمستوى اعلى من السعودية ما يتطلب ضرورة رفع المستوى وتجويد العمل لزيادة للمنافسة.
مايزال الطلب مستمراً
واكد امين مال الغرفة القومية للمصدرين، محمد سليمان،(وطنية المصدرين) في دعم الاقتصاد، وإيجابية الشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، معلنا عن تلقي طلبات جديدة لتصدير ٢٥٠ الف رأس من الضأن ، وقال ان قطاع صادر الماشية الحية عانى من تحديات كثيرة، جاءت في مشكلات الفاكسين ونسبة المناعة والبواخر، واضاف: المرحلة تتطلب تعزيز مفهوم مبدأ الشراكة ، لإدارة هذا المورد الحيوي، موضحا ان الغرفة وضعت رؤية متكاملة وفق قطاعات متخصصة لمعالجة كل المشكلات، منوها الى ان متوسط صادرات الماشية تتراوح سنويا مابين 800 الى مليار دولار، ولكن في العام الماضي شهدت تراجعا بسبب جائحة كورونا ومشكلات توقف الصادر نتيجة تداعيات مرض حمى الوادي المتصدع .
عهد والتزام
واعلن حسن محمد ابراهيم رئيس شعبة مصدري الماشية،عن التزام جميع مصدري الماشية بتحويل حصائل صادر ماشيتهم عبر البنك المركزي، داعيا جميع مصدري الماشية واللحوم إلى التحويل عبر البنوك والبنك المركزي،وقال انهم سيواصلون الدفع بالمبادرات الواحدة تلو الاخرى، واعتبر أن قطاع الزراعة بشقيه الزراعي والحيواني هو الداعم الحقيقي للاقتصاد السوداني.
دعم وإسناد
وشدد رئيس اللجنة التسييرية لشعبة مصدري اللحوم د خالد مقبول، على استمرار الشراكة بين القطاع العام والخاص، وضرورة ( التنسيق والتناغم) بين الشعبة والوزارة ، واصفا مبادرة (بيع حصيلتك ) بـ(المهمة جدا) لتوفير حصائل الصادر للبنك المركزي، وقال ان المصدرين والحكومة (جناحان لطائر واحد)، منوها الى تكوين دائرة تنفيذي لكل قطاعات الصادر، تسعى لحلحلة مشكلات الصادر مع الجهات المختصة كافة.
واكد عضو مصدري الماشية صلاح صالح، ان المبادرة جاءت( لدعم توجه الدولة ) في سياستها الأخيرة بتعويم الجنيه ، وقال إن الاقتصاد خلال الفترة السابقة( مر بظروف عصية) مشددا على أهمية نجاح تلك السياسات، لانها ستؤدي الي نتائج إيجابية حال (احسنت ) الدولة استغلالها والعكس يمكن ان يحدث ، مبينا أنه سيتم إعلان الحصائل بالمستندات خلال الفترة المقبلة بأرقام مضاعفة، مؤكدا أن قطاع الثروة الحيوانية لديه مساهمة كبيرة في الناتج القومي تقدر بـ٤٠% ، الأمر الذي يتطلب وقوف كل مصدري الماشية( لدعم ومساندة ) الدولة للنهوض بالقطاع والمساهمة في الخزينة العامة.
واوضح عضو شعبة مصدري الماشية الحية حامد وردي، ان المبادرة تستهدف محاربة (ضعاف النفوس ومضاربي العملة)، داعيا كل قطاعات الصادر لاسناد هذه المبادرة، وقال ان سعر العملات بالبنوك صار ينافس السوق الموازي فعليا بتقديم اسعار محفزة ، موضحا ان الشعبة لديها العديد من المبادرات خلال المرحلة المقبلة، ابرزها مبادرة (بيع اللحوم في السوق المحلي) بخفض اسعارها بنسبة ٢٠ ٪، مشيرا الى ان المصدرين حريصون على تحقيق هدف استقرار سعر الصرف خلال العام الجاري
واشار المصدر خالد محمد حسين، الى المساهمة الفعالة لقطاع صادر الثروة الحيوانية في رفد الخزينة العامة بالعملات الصعبة ، ونفى (تلاعبهم) بحصائل الصادر، وقال انه حال وجود ذلك هذه مسؤولية الجهات المختصة، مشددا على ضرورة الالتزام بضوابط الصادر، داعيا الى اهمية توحيد رسم المواشي الحية ، وايجاد معالجات لمشكلات المسالخ ، للتوسع في صادر الذبيح، وتابع (لا يمكن أن يكون هنالك صادر ذبيح فقط) ، مما يتطلب العمل في مسارين الماشية الحية والذبيح، لان كليهما لديه سوق وطلب.

صحيفة السوداني