أحمد يوسف التاي يكتب: مستهبلون
(1)
تمعنتُ كثيراً في سلوك حكومة الثورة فوجدتُ أن الاستهبال والاستغفال والاستهتار مشتركات أصيلة في تعاملها مع الشعب مُفجر الثورة وصاحب الحق الأصيل، وهذه بلا أدنى شك صفات وممارسات تضع الحكومة على حافة السقوط، فما تحتاجة أي سلطة هو بناء الثقة والشفافية والمصارحة مع المواطنين وليس زعزعة الثقة بالكذب والإلتفاف والإستغفال والإستهتار…
في إدارة الدولة الحديثة تعتمد الحكومات في الإدارة على منهج المصارحة مع شعبها والواقعية والتصرف على نحو شفاف وهذا ما يسمونه بـ(الشفافية) وذلك من باب احترام الشعوب وعلى أساس مفاهيم تقوم على ركيزة أساسية : أن الشعوب هي السلطة العليا الجديرة بالاحترام والتضحية وهي رمز السيادة والكرامة الوطنية والمصلحة العامة وهي السلطة التي يجب أن يُعمل لها ألف حساب.. وهذا على النقيض تماماً من إدارة الشعوب المضطهدة داخل الإقطاعيات في الزمن الغابر… فقد انتهى عصر الإقطاع والنبلاء وتحررت الشعوب وانعتقت بنضالاتها وانتفضت ضد الظلم والقهر والطغيان في عهد ثورات الوعي والاستنارة…
(2)
حكومة ثورتنا الحالية للأسف وعلى الرغم من أنها جاءت من صلب ثورة الوعي إلا أنها لا تعي شيئاً مما سبقت الإشارة إليه، فهي لا تزال تدير الدولة بطريقة وعقلية الإقطاع والنبلاء في العصور الوسطى، حيث الاستهبال والاستغفال والاستهتار…
أما الاستهبال والاستغفال فقد رأيناه في رفع الدعم عن المحروقات والمواد البترولية بطريقة «أم غُمتي» و»الدغمسة» وكامل السرية ودون مُصارحة الشعب المنهوك… زادت فاتورة المياه والكهرباء والاتصالات ما بين 300% إلى 600% بـ(الليل) جاءت متخفية في العتمة ووضعت الزيادات واختفت ليتفاجأ الشعب في الصباح بالزيادات التي لا تُطاق بلا مشاورات ولا تنوير ولا استئذان..
وأما الاستهتار فهي كما تبدو لا تعبأ بشيء ولا تشعر بالمعاناة ولا بعظم المخاطر الأمنية والانزلاق الذي بات أقرب من حبل الوريد وهي التي حملها الشعب على الأكتاف بسبب هذه الضائقة المعيشية وانعدام الخبز والوقود والنقود والغلاء بل تُسعِّر النيران التي حرقت أيدي (الإنقاذ) الباطشة..
(3)
حكومتنا ذات «الشفافية العالية» حتى بعد أن عومت الجني تمارس ذات التسويف والاستغفال والاستهبال وتقول إن هذا الإجراء ليس بتعويم بل هو إجراء لمنح البنوك المرونة في تحديد سعر الدولار ومش عارف إيه، مثل ما فعلت عندما رفعت الدعم عن المحروقات وسمته ترشيد الدعم وليس رفع الدعم ووضعت سعرين هذا تجاري وهذا مدعوم وذاك خدمات إلى أن استوى الأمر، كل ذلك يتم بطريقة ليس فيها احترام للعقول وبشيء من الاستغفال.. صارحوا الشعب واحترموه فهو الأحق والأجدار بالاحترام والصراحة…
(4)
الشعب قد يتقبل الجراحات المؤلمة في سبيل غايات كبرى وربما يتحمل كل صنوف المعاناة والضائقات ولكنه لن يتحمل الكذب والاستغفال والاستهبال والاستحمار والاستهتار فتلك حِيل لا تنطلي على شعب يزخر بالعلماء في كل المجالات… اعلموا أنكم تحكمون شعباً على درجة عالية من الاستنارة والوعي والمعرفة بالأشياء من حوله فلا بد من احترامه والصدق معه والتعامل معه بشفافية ووضوح فأنتم أقل قامةً منه وأقل وعياً ومعرفة اعلموا ذلك جيداً قبل فوات الأوان….. اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
ود التاى .. السلام عليكم و رحمة الله ..
حقيقة لفد أصبت كبد الحقيقة و وضعت نفسك فى المكان الذى يحب ان يراك فيه الله . فكن سيفا مسلطا على الكذب و الخداع و كل المفردات اللغوية التى تندرج تحت مظلة الكذب هذه الخطيئة الوحيدة التى لم يسمح بها الرسول صلى الله عليه و سلم للمسلمين و لو هزلا ..