رأي ومقالات

عثمان إبراهيم: دارفور بلدنا

إنطلقت ثورة ديسمبر المجيدة بشعارات حرية من حكم الفرد والحزب الواحد والعصابة ، وسلام يشمل كل ربوع الوطن وعدالة بمحاكمة كل من ارتكب جرما في حق الوطن والمواطن وكل من سرق وظلم.
وقد نالت دارفور حظها الأوفر من جرائم النظام البائد فقد قتل مئات الآلاف وشرد الملايين في معسكرات النزوح وملاجئ دول الجوار وهجر الآلاف في أصقاع الدنيا بعد أن زرع الفتنة والجهوية والقبلية بين أبناء الإقليم الواحد . فصار الجار يقتل جاره لمجرد انتمائه لإثنية أخري وصارت تحرق القري لمجرد خلاف علي أبل أو ماعز أو قطعة أرض وصارت دارفور مرتعا لعصابات النهب والقتل.

فجائت ثورة ديسمبر المجيدة إنتصارا لإنسان دارفور.
فكان الثوار والكنداكات أكثر نضجا من السياسيين حينما هتفوا في وجه العصابة الحاكمة وجهاز أمنها العنصري الباطش( يالعسكري المغرور … كل البلد دارفور ) تحديا لعنصرية النظام البائد حينما أراد أن يضحي ببعض أبناء دارفور بأنهم مخربين وأنهم هم وراء التخريب والقتل والسحل الذي كانت تقوم به كتائب ظله ورجال أمنه.

عادت دارفور تنفض الغبار بعد سنين عجاف قضت على اخضرها ويابسها وإنسانها ووحدتها واستقرارها.
ستعيد دارفور سيرتها الأولى ، ستعود كما كانت أمنا وسلاما واستقرارا ، سيعود المهجرون والنازحون واللاجئون والمشردون.
سيعود الطلاب إلي مدارسهم وجامعاتهم ، ويعود حفظة القرآن إلي خلاويهم، ويعود المزارعون إلي حقولهم ومزارعهم ويرعي الرعاة بمواشيهم في آمن وسلام وتعود للارض خضرتها وترتفع السبابل شامخات وتمتلي الضروع وتدور عجلة الإنتاج ويعود الخير الوفير للجار قبل الدار.
وترقص الأطفال وتغني النساء ويزغردن ويبشر الرجال ويعود الشبال بين الشباب والشابات.
وستعود دارفور لتكسو الكعبة كما كانت تفعل في سابق العهود.
ستعود دارفور ترفد السودان بالعلماء والأدباء والمفكرين والفنانين والرياضيين والمبدعين في شتى المجالات.

فهنيئا لأهل دارفور هذه الروح الطيبة التي نشاهدها ونسمعها تخرج من أفواه فرقاء الأمس أعداء الماضي أصدقاء اليوم وحلفاء المستقبل وهم يجمعون الصفوف ويشحذون الهمم ويوحدون الرؤا ويتقاسمون المسؤلية ويبشرون بالسلام ويعملوا على رتق النسيج الإجتماعي ونبذ الجهوية والقبلية والعنف وتناسي مرارات الماضي المرير والعمل سويا لمستقبل زاهر وواعد بإذن الله.
ونقول لهؤلاء الذين تقدموا وتحملوا المسؤلية أنها أمانة فخذوها بحقها أو أتركوها لمن هو اقدر على حملها ، فلا عذر لكم بعد الآن. كما عليكم العمل على إكمال عملية السلام مع الأستاذ عبدالواحد ليسكت صوت البندقية للأبد.

ونقول للأصوات النشاذ التي تخرج من هنا و هناك والتي لا يروق لها أن تري دارفور موحده وتعيش في أمن وسلام وهم ينشرون سمومهم واحقادهم وعنصريتهم في وسائط الإعلام المختلفة ويشككون في سلام دارفور وقد سائهم أن يروا أبناء دارفور ينالون نصيبهم في الإستزوار وتحمل مسؤلية الحكم والمشاركة في صنع القرار رغم أن هذا حقهم بعد أن نازلوا النظام السابق في الاحراش والصحاري وكان لهم نصيبهم في زوال النظام البائد نقول لهؤلاء أن دارفور جزء أصيل من السودان وأهل دارفور هم أهل السودان بكل أعراقهم وقبائلهم وسحناتهم ولغاتهم ولهجاتهم ومن يري غير ذلك فاليبحث له هو عن وطن آخر يشبهه أو أن يكف عنها أذاه.

### التحية للدكتور الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية وعضو المجلس الانتقالي وهو يطوف ولايات دارفور ولاية ولاية ، محلية محلية ، معسكر معسكر ، فريق فريق مبشرا بالسلام وداعما للتعايش السلمي مدعوما برجالات الإدارة الأهلية ورجال دارفور ونسائها وشباب الثورة وكنداكاتها وكل محبي السلام.

اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام فأنعم علينا بالأمن والسلام

الجنة والخلود لشهداء الوطن في كل زمان ومكان
وعاش السودان أرضا وشعبا 🇸🇩

عثمان إبراهيم آدم
فرانكفورت/ ألمانيا