بين (الفحم والحطب) أزمة الغاز.. الأسر ترسب في البدائل
تسببت أزمة الغاز في لجوء الغالبية العظمى من الأسر للبحث عن بدائل أخرى تعينهم على إعداد وجباتهم اليومية وذلك بعد فشلهم في العثور علي الغاز في كل مراكز البيع الرئيسية والمحلات المعروفة والسوق الأسود الذي لجأ له الكثيرون إلا أنه أصبح هو الأخير غير متاح إلا أن الأغلبية منهم فشلوا في التعامل مع البدائل لأسباب مختلفة -حسب إفادة الكثيرين. (١) حيث استعانت كثير من ربات البيوت ب(الهيتر) الكهربائي للطهو إلا انهن اكدن ان صرفه للكهرباء عالياً لأنهن يقمن باستخدامه على مدار اليوم،فيما شكت بعضهن من عدم استقرار التيار الكهربائي الذي يمتد انقطاعه لساعات طويلة مايجعلهن في حيرة من أمرهن ويفاقم معانتهن وهو ما أكدته عدد من السيدات بان معاناتهن تتضاعف يوميا في ظل عدم اهتمام المسؤولين والتقاعس والتماطل عن ايجاد حلول عاجلة للمشكلة. (٢) في الوقت الذي لجأت فيه كثير من ربات البيوت خاصة في الأقاليم لاستخدام (الحطب) جذوع الاشجار الجافة في إعداد الطعام منذ بداية اندلاع الأزمة وصعوبة الحصول علي الغاز في القرى بجانب سعره المرتفع كثيرا لبعض من وصفوهم بالاستغلالين. (٣) من جانبهن اكد عدد من النساء اللائي يقطن بمنطقة الكلاكلة شرق بأنهن ظللن لشهور طويلة بدون غاز لطهو الطعام فلجأن الى شراء الفحم للطهو ،مشيرات الى أن الأخير ارتفع سعره حيث بلغ سعر الجوال الواحد سبعة آلاف جنيه وهو أمر فوق طاقتهن المادية -حسب قولهن. (٤) فيما اكدت بعض النساء استخدامهن لـ(وابور الجاز) الذي كان يستخدم في الماضي في عملية طهو الطعام وعمل الشاي والقهوة، مؤكدات بأنه مريح في طهو الطعام ولا يستهلك جازا كثيرا إذا تم توظيفه صحيحا إلا أن العمل فيه محدود حيث لايستطعن عمل الكسرة والعصيدة فيه لانه صغير الحجم ولا يحتمل حركة شديدة أو وزن ثقيل . (ه) مع تفاقم المعاناة وعدم القدرة علي الحصول علي الغاز اضطر عدد من ربات البيوت لقضاء ساعات طويلة بالوقوف في بعض المحلات التي يمكن أن يعثرن فيها علي ضالتهم المنشودة الغاز إلا انهن يعودن بخفي حنين مع كسر الخاطر ،وهو ما أكدته بعض النسوة بأنهن يتركن أطفالهن الصغار في المنزل ويتركن اشغالهن منذ الصباح الباكر للوقوف ساعات طويلة أمام محلات الغاز وفي نهاية الأمر يتم أخبارهن بعدم وصول الغاز أو انقطاعه بعد إعطاء كمية محدودة لعدد من الاشخاص. (٦) بعثت تلك الأسر التي تعاني من عدم الحصول على غاز الطهي برسالة مهمة في بريد الجهات الحكومية المسؤولة بأنهم لايحسون بمعاناتهم كمواطنين لم يجدوا الغاز الذي يعدون به الطعام لهم ولاطفالهم فترة طويلة بجانب وجوده النادر جدا في السوق الأسود الذي يجعلهم يتلظون بنيران اسعاره العالية التي تصل اضعاف سعر اسطوانة غاز وهو مبلغ لا تستطيع أغلب الأسر توفيره. (٧) مطالبين الجهات المسؤولة بالنظر في أمرهم وحسم الفوضى بمحاربة ما اسموهم بمافيا الغاز ممن يقومون باحتكاره وبيعه في السوق الأسود باسعار خرافية وانهم كمواطنين نفذ صبرهم من شدة المعاناة التي جعلت امنيتهم في الحياة الحصول على غاز.
تقرير – محاسن أحمد عبدالله
الخرطوم: (صحيفة السوداني)