إذبح وخلِّصنا ..!
هل الشارع السوداني المكلوم والمحبط في حكومة ثورته السابقة والآتية وقياداتها وحاضنتها السياسية هو بالفعل ينتظر بكل حماس وأمل وثقة تشكيل الحكومة الجديدة بشكلها وملامحها البائنة تلك ..
إذا كانت الإجابة بلا .. وهي الإجابة الأقرب في ظني الى الصحة فإن السؤال التالي مباشرة هو
ماذا ينتظر الشارع إذن وماذا يتوقعون ؟!
هل ينتظر أو يتوقع بالفعل حدوث ( الأمر الواقع ) باعتبار ما سيكون .. والسيناريو المتوقع مستسلماً بحسب النهايات المنطقية لهذا المشهد السياسي بتعقيداته المستحيلة .. ؟!
الشارع السوداني ينتظر تشكيل الحكومة الجديدة بمنطق انتظار آخر طواقم الحكومة ربما في المرحلة الانتقالية الرابعة في السودان ، والتي ( لا يراد لها ) أن تنتهي بنفس سيناريوهات الانتقال التقليدية المعروفة في المراحل الديموقراطية السابقة في السودان ..
لأنه وببساطة لم تعد الانقلابات العسكرية التقليدية على الأنظمة الديموقراطية المنتخبة أمراً مستساغاً وبالتالي ومن باب المواكبة والتنويع واستنساخ نماذج حاضرة في المحيط الإقليمي سيكون ( الذبح ) السياسي هذه المرة بطريقة مختلفة تماماً .
وستكون مأدبته عامرة بكل أنواع الأطباق .. ( خلطة الديموقراطية العربية العسكرية الثورية ) مع المقبلات والتوابل الإقليمية والدولية المطلوبة .. في قالب انقلابي فاخر وجديد .
لا أحد من مكونات التركيبة النافذة في السلطة الحالية والقادمة بعد التشكيل الجديد وأعني التركيبة صاحبة ( الصفقة ) ، لديه مصلحة في تحقيق أهداف الثورة السودانية وإحداث الانتقال الديموقراطي بشكله الطبيعي المعروف .
فالجميع لايعرفون بالضبط كيف يفصحون عن حقيقة ما ينتظرونه ، أو يتوقعونه .. الجميع يعلمون أن هذه الظروف التي تعيشها البلاد لن يخلصهم منها التشكيل القادم ..
ويعرفون أنه وبجانب الضعف الموجود في كفاءة حكومة حمدوك والظروف الداخلية الأخرى من تفتت اللحمة السياسية في البلد وغير ذلك فإنه لا أحد يكاد يلمح أي أثر ملموس للفرص التي توفرت لهذه الحكومة ولم تتوفر للبشير من انفتاح خارجي وعودة للمجتمع الدولي بعد انصياع لكافة الشروط الضرورية وغير الضرورية بما فيها التطبيع المعلن مع اسرائيل .
ومع كل ذلك يزداد الطين بلة ، ويسوء الوضع الاقتصادي والمعيشي بصورة تفوق ألف مرة ما كان عليه حال السودان في ظل الحصار الدولي والحروب الداخلية ..!
الكلام السهل الكذوب والحديث السطحي الذي لا قيمة له هو محاولة إقناع أنفسنا بأن بلادنا تنتظر التشكيل الوزاري الجديد ليخلصها من أزماتها ، فالحقيقة أن الجميع بما فيهم قوى واحزاب مشاركة في الحكومة الجديدة يدركون تماماً أنهم ليسوا على موعد للخلاص ونهاية المحن مع حكومتهم الجديدة ..!!
بل الكثير من الذين ينتظرون ( اللامنتظر ) الذي هو آتٍ يفعلون ذلك بنفس وضعية من سأله السياف عن آخر أمنياته قبل الذبح فاختار الصمت .. ولسان حاله ( إذبح وخلصنا ) ..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
وعبارة (لا تنازل عن حلايب وشلاتين) دي للتمويه يعني !؟
كلامك الكتبته دا ما فيهو اي كرامة.
مجرد ردحي ومحاولة تثبيط وتخذيل .