العبوا غيرها
(1 )
يحيرني وما يتحير الا مغير موقف السودان الاخير من مفاوضات سد النهضة المتعثرة اذ انه وقف عند الابقاء على الاتحاد الافريقي كوسيط وحيد بينما ترى مصر تدويل القضية اما اثيوبيا فهي ترفض مبدأ الوساطة من اصله وترى أن تظل القضية متداولة بين الاطراف الثلاثة فقط رغم التعثر البائن. قبل أن نرى كيف ولماذا وصلت المفاوضات بين البلدان الثلاثة هذة المرحلة من الجمود دعونا نسأل السادة في وزارة الري والذين فشلوا في أن يحولوا هذه القضية الحساسة الى قضية قومية ما الذي يعجبهم في الاتحاد الافريقي ؟ ومن هم الخبراء الافارقة (الفاتوا) الخبراء المحليين والدوليين ؟ وايهما اسمى مكانة داخل الاتحاد الافريقي اثيوبيا بلد المقر ام السودان المطرف ؟ عزيزي القارئ قرب اضانك جاى النسألك (انت ناس وزارة الرى ديل ما قاعدين يشاهدوا الحكام الافارقة في مباريات كرة القدم في المنافسات الافريقية ؟)
(2 )
لقد دلقنا مدادا كثيرا وبلغة اليوم لقد نقرنا على الكيبورد كثيرا قائلين بأن موضوع سد النهضة اصبح موضوع (مستحمي) بالنسبة لمصر والسودان فالبلدين قد (اكلاها ) وبموجب اتفاق المبادئ الذي وقعت عليه البلدان الثلاثة في الخرطوم في 2015. نعم لقد استقيظت مصر قبل السودان مشككة في النوايا الاثيوبية قائلة إن الموضوع ليس موضوع كهرباء فقط انما هو تحكم في هذا النهر العظيم فان كان على الكهرباء فقد كان يكفي تخزين 14 مليار متر مكعب كما كانت تطالب اثيوبيا ذات نفسيها فلماذا 74 مليارمتر مكعب ؟ وان جينا للحق فان اساطين هندسة الري في السودان من امثال يحيى عبد المجيد رحمة الله تتنزل على قبره وكمال علي ومحمد الرشيد قريش وعبد الله عبد السلام وغيرهم نبهوا الي خطورة هذا السد لا بل وصفه بعضهم بانه سد للسيطرة السياسية وتركيع البلدين ولكن حكومة السودان السابقة والحالية كان لهما رأي آخر لا بل أن بعضهم وصل مرحلة القول إن فوائد السد بالنسبة للسودان اكثر من اثيوبيا وإن موقف مصر نابع من الوقوف ضد مصلحة السودان.
(3 )
لقد ادارت اثيوبيا معركة السد باقتدار تحسد عليه اذ انها شرعت في بنائه في وقت كان فيه البلدان يعانيان من هشاشة سياسية فمصر كانت مشغولة بثورة 25 يناير 2011 وحكم الاخوان ومجازر رابعة اما الحكومة السودانية ولما تعانيه من عزلة كانت في الجيب الخلفي لاثيوبيا ولكن نجاح اثيوبيا الاجرائي الاكبر كان في حصرها للمفاوضات المزمنة حول السد في مدة مليانه وفي طريقة تشغيله وابعدتها عن اصل السد وامانه ومستقبل المصادر المائية فيه. فما أن اكملت بناء السد حتى قلبت ظهر المجن للبلدين خاصة لوديدها السودان واظهرت تنمرها اذ قررت الشروع في الملء دون التفات لرفض البلدين فما إن فرغت منها الا وصعرت خدها قائلة (الآن اصبح النهرُ نهري وسأتحكم فيه وحدي والماعجو البحر قريب (أبيضا كان
أم أحمرا) وهاهي تقرر الشروع في المرحلة الثانية من الملء دون أن تأبه لتوسلات البلدين وكل الدلائل تشير الى أن معركة السد قد انتهت لصالح اثيوبيا 6|صفر. ولم يتبقَّ الا أن نرى كيفية ممارستها لهذه السيطرة على النيل الازرق أو (الاباي) بلغة الامهرا. اها في الحتة دي على البلدين اظهار شطارتهما وقدرتهما على ارجاع اللبن المسكوب.
عبد اللطيف البوني – صحيفة السوداني