مقالات متنوعة

بعيداً عن السياسة

(1)
أكثر الأشياء في بلادنا، الصحف الرياضية، واقل شيء في بلادنا، تحقيق البطولات، واحراز الكؤوس، والى ناديي الهلال والمريخ، نقول اذا فاتكما إحراز كأس البطولة الأفريقية، وهو الشئ المتوقع، والذي لا يتناطح عليه عنزان، فلا تتكاسلان في إحراز كأس اللعب النظيف، !!فهذا اسهل كأس يمكن لكما المنافسة عليه!! غضب من غضب وفرح من فرح.
(2)
لا تحسبوا كل مصيبة هي شر، ففي طيات المحن تكمن المنح ، فانعدام وانقطاع المياه، لايام أو أسابيع، منحة من رب العباد وانقطاع المياه ، يؤدي الى تدني نسبة توالد البعوض، وتدني نسبة توالد البعوض يؤدي إلى إنخفاض نسبة المصابين بالملاريا والأمراض التي ينقلها البعوض، وبلا فخر نحن من بلد يموت بعوضها من العطش!!يحيا العطش!!
(3)
قرأت لك، ان الخليفة هارون الرشيد، كان من ذواقة الغنا (أي صاحب اذن موسيقية بلغة اليوم) وكان يشجع المغنين ويكرم وفادتهم ويحسن إليهم، ويكفيهم شر الفقر والفاقة والعوز(أي كان يخصص لهم رواتب شهرية وأيضاً لهم معاشات بلغة اليوم،) واليوم اين خليفة المسلمين من المغنين الكبار، الذين أفنوا شبابهم في الغناء، وارتفعوا باذاوق الناس، فلم نر أن الخليفة، أكرم وفادتهم، وجعل لهم رواتب شهرية أو معاش، يواجهون به غول وتوحش الحياة؟كثير من كبار الفنانين، يشكون رقة الحال، وكثرة الاحتياجات الضرورية لحياتهم، لا يشكونها الى الخليفة، انهم يشكونها الى رب العالمين.
(4)
ما أكثر اختراعات البشرية، البين ضررها، والشديد اذاها، والقليلة منفعتها، ومن هذه الاختراعات، مايسمونه الرقشة، التي لا هي موتر ولا عربة، هي في منطقة وسطى بين الاثنين، فهذا الكائن الصناعي، صار وسيلة سريعة توصل الراكب أو الراجل، اما المستشفى أو إلى المقابر، وسائقو الرقشات فيهم الشافع الذي لم يبلغ الحلم، وفيهم الطفل الذي لم يبلغ العشرين، وفيهم الكهل الذي بلغ الستين، وفيهم الامي والجاهل، وفيهم المتعلم والجامعي العاقل، وفيهم من يحترمك ويحدثك بأدب، وفيهم قليل الادب، وفيهم اذا ركبت معه، هدأ من انفعالك وشغل لك الهادي الجبل، وفيهم من يرفع ضغطك والسكري، ويحاول استفزازك، فيشغل لك عشة الجبل!!فالرقشة هي مصدر ثراء للسائق، (الجوكر) بينما(الجلابي) يأخذ الفتات!! فصار السودان (قراش) كبير للرقشات، والسؤال الذي، يقف في الحلقوم، هل نحن في حاجة لاستيراد مواعين كبيرة للنقل ، ام اننا في حاجة إلى استيراد المزيد من الرقشات؟ فمالكم كيف تستوردون! ولماذا لا تغلقون باب استيراد الرقشات نهائياً؟ام انه وراءها نافذون ومتنفذون كبار؟

***********

طه مدثر – صحيفة الجريدة