لا بديل الا بحكومة اكفاء وطنيين مصلحين يقتدى بهم
—————————
لو ان د.حمدوك كان قد اوفى بوعوده التى قطعها على نفسه امام الشعب ولو انه استفاد مما تركه البشير من انجازات وبني عليها وزاد بدلا من البكاء علي الماضي وادعاء انه استلم خزينة خاوية وخدمه مدنية منهارة وغير ذلك من الادعاءات واعرض هو ومناصروه من الذين يبررون له الفشل عن الكذب والمكابرة لكانت الفترة الانتقالية قد انقضت على خير وتمت اجراء انتخابات فى بلادنا واستقر حالنا وبدأنا خطوات التطور والازدهار . لكن نفس الشخصيات المخربة التى كانت تعارض البشير معارضة هدامة من الداخل والخارج ما زالت تتسيد الموقف وتظن انها قادرة على خداع الشعب بترديد نفس الاسطوانات القديمة من امثال ( ان حمدوك لا يملك عصا موسي) وانه ورث خزينة خاوية..الخ ، والشعب كله يعلم ان لا حمدوك ولا غيره سيملك عصا موسي ،لكن الشعب يعلم ان لو الت الامور الي اى كفؤ بعد البشير لانجز الكثير او علي الاقل ثبت الامور علي ما كانت عليه اواخر ايام البشير.
لو ان حمدوك اجتهد فى البدء فى حل اى مشكلة ولنقل مثلا مشكلة المواصلات في الخرطوم لكان فى امكاننا اليوم ان نذهب الي مقار عملنا بالمترو ؟
من الذي منع حمدوك ان يشتغل بعد ان امسك بالحكومة؟ ومن منعه ان يتفق هو او واليه مع شركة عالمية لعمل شبكة مترو انفاق تقوم بانشاء نفق تحت الخرطوم بنظام البوت ؟ هل منعه من انجاز الكيزان ام الدولة العميقة ؟ عندما تقول لمن يدافع بالباطل عن فشل حمدوك : لماذا لم يبدأ حمدوك حتي الان -مجرد بداية- في اي مشروع خدمي او انتاجي ،يقول لك لقد ورثنا تركة مثقلة وخراب فى الخدمة المدنية.
للمقارنه عندما استلم البشير الحكم كان يوجد شارع واحد مسفلت يربط الخرطوم بباقي الولايات و بعد مرور سنتين فقط من حكمه اصبح هناك خمسة شوارع ولائية وشارع قاري وبعد مرور خمس سنوات من حكمة اصبح هناك عشرة شوارع ولائية وثلاثة شوارع قارية ، و نذكر ان حكومة البشير وجدت كل الهواتف الارضية لا تعمل فاحدثت ثورة اتصالات فى سنة واحدة تفوقت فيها علي معظم دول العالم فى مجال الاتصالات وظل التطوير متواصلا فى مجالات الاتصالات الي ان سقطت حكومه البشير فبدا التدهور فى شبكات الهاتف والنت مصحوبا بالغلاء في الاسعار وهكذا فى انتاج النفط و التعليم والتعليم العالي والصحة .
وهكذا كان هناك تطورا يوميا للافضل فى عهد البشير والان يحدث تدهور يومي في كل شي منذ ان استلم حمدوك الحكم مع تردي فى الخدمات وغلاء اسعار وزيادة العطالة .
وبعض قصار النظر يقول لك : نصبر لاننا نحن الان احرار فى اثارة الفوضى والتظاهر كما نشاء ونقول ما نشاء ونتهم من نشاء بحريه وهو ما كان مقيدا فى اثناء حكم البشير، وهو لايدرك الفرق بين الحرية والفوضى و لا يدرك ان الحرية اكبر حافز علي الانتاج واتقان العمل وينسي انه كانسان يجب عليه ان لا يتهم احدا بغير بينه وانه كمسلم اذا ذكر احدا غيره بما لا يحب فى غيبته فيكون قد اغتابه ،اما اذا اتهمه بما ليس فيه فيكون قد بهته، وهاتان جريمتان يعاقب عليهما القانون فى الدنيا ويعاقب عليهما الله فى الاخرة ومن يفعل ذاك بفمه او بقلمه هو اما جاهل باحكام الدين او كسلان او جبان لايريد ان يذهب ليقدم مستنداته الى النائب العام، ويفرح بانه قد اشتهر بين الناس بانه كاشف للفساد علي وسائل الاعلام وبعد هذا لا يهمه ما يحدث من فتن من جراء ما قال او قد كتب و يقول وهو متحمس اننا تخلصنا من الفساد المتوهم ( لانك لو قلت له انه كان هناك تطورا وزيادة فى توفير الخدمات والصرف علي الدفاع والامن ملموسا بالحواس وكان هناك فسادا متوهما يذاع عن افراد نافذين فى الحكومة السابقة فلماذا لم تتقدم ببيناتك الي النائب العام وقت حدوث الفساد لانه الان من الصعب اثبات تهم حدثت قبل سنين ؟ يرد عليك : انني لم اجد قاض عادل وقتها يدين لي ذلك الوزير كما كنت اتمني ؟ فتقول له لكن انت لم تكن لديك بينة وقتها وكنت تنشر مجرد كلام فى الصحف؟ يرد عليك : لقد كان الفساد ظاهرا ،تقول له : ان القضاء لا ياخذ بالادلة الظنية والتهم المنشورة على الصحف وانت لم تكن خصما معتبرا امام القضاء ليحاكم لك بعدالة هذا واذاك ممن ادعيت عليهم ، وانت اتحت بذلك الفرصة للمتهم ان يرد عليك بفتح بلاغ ضدك ؟ رد عليك بسذاجه : المفروض النائب العام وقتها هو الذي يتهمهم ويحاكمهم بناءا علي ما كانت تردده العامة فى بيوت الافراح والاتراح و بناءا علي التحقيقات الصحفية و البرامج التلفزيونية ، وهذه سذاجة وقله عقل ومنطق وجهل بالقوانين وعمل النيابة والقضاء.ادت الى اتهام النمنظومة كلها بالفساد .
الان مثلا نحن نسمع من يقول بان فلانا من مجلس الوزرا او السيادة امتلك منزلا بعشرات ملايين الدولارات ,فهل نلوم النائب العام الحالى على انه لم يتحرك ويحاسب من فعل ذلك قبل شهور فقط من الان ناهيك عما يقال انه حدث من حكامنا قبل سنوات؟ ان تنفيذ المشاريع الحكومية يتم وفق اسعار سارية في السوق وقت التنفيذ وقوانين ولوائح قد تتغيير لظروف تطرأ على السو ق المحلى او العالمى تستدعي التغيير ومن حق المسئول الحكومى ان يجتهد فيها يليه ويحدث اى تغييرا يراه هو بحسن نيه وامانه بانه الافضل ولا يجوز لاحد الكتاب او المسئولين الان ان يجهل ذلك المسئول او يتهمه بفساد بناءا على رايه الشخصي او رأى يسمعه من احد الذين يريدون ان يدعوا انهم اعلم واكثر وطنية من الكل او من يريد ان ينتقم لاسباب شخصية فينشغل القضاء والشعب بقضايا كيدية فاشلة.
ان الفتوى فى مسائل الدين التى تحتمل الاجتهاد تتغير بتغير الزمان والمكان وذلك هو المتفق عليه عند اكابر علماء الفقه وكذلك فى المسائل العلمية التجريبية .
انا شخصيا لم ار فى بلد غير السودان كتاب رأى فى الصحف يقومون بنقد غيرهم سواء كانوا مسئولين او كتاب نقدا غير موضوعي، يتحول غالبا الي تنابذ وتحدى والغريب ان هناك من الجمهور من يشترى الصحف فى الصباح الباكر بعد ان بات يفكر طول الليل فى كيفية الرد الذى سيرد به الكاتب الذى يناصره على الكاتب الاخر وذلك باتباع اسلوب تشجيع فرق كرة القدم وينسي الجميع ان هذه صحافة وليست استاد كرة ، وعجبت عندما قيل لاحد الكتاب انك اصلا كاتب صحف رياضية ،فرد مفاخرا نعم وبتاع سياسة كمان ويمكن ان افتي فى الاستراتيجيات الدولية واحكم من هنا في قضايا حدية بدلا عن رئيس المحكمة الدسنورية ورئيس القضاء ايضا، بل ومجلس الامن ان شئت فانا حر .
لقد سبق لى ان تحدثت عن القواعد المهنية فى كتابة الرأى فى الصحف وطلبت من كتاب الاعمدة ورؤساء التحرير ان يطبقوا اللوائح والقوانين المرعية فى ذلك الشأن في الصحف التى تصدر فى الدول المتطورة ولكننى كل مرة اجد صحفي رياضي يهاجم اخر حزبي علي نفس الصفحة وكاتبة قصص وروايات تهاجم دولة من منطلقات عاطفية وبعبارات سوقية لا يصح استعمالها في رسم سياسات دولتنا الخارجية ،فلكل مقام مقال .
اخيرا فاننى اري انه لابد لنا ان نطور من طريقة تناولنا للمواضيع السياسية حتي لا تتحول الي جدل يؤدى بنا الي شقاق مجتمعي يفسد علينا حياتنا بل لقد ادى احيانا الي ان عق احد الشباب والده وجعله يهجره لانه كان ( يشجع على طريقة الكرة ) هذا الحاكم بينما والده يأمره من منطلق خبرته وتدينه ان يكف عن اغتياب حكام سابقين وبهتانهم بناء على ما سمع من قيل وقال ومعلوم ان عالم اليوم اصبحت فيه الغيبة والنميمة وتزييف الاقوال والافعال هى الوسائل الي تستخدمها كل مخابرات العالم لتصل الى اهداف تحقق مصالح بعض الحكام الذين يحكمون الدول وبالذات الدول الكبري لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح رجال المال والاعمال الذين يدعموهم بالمال والاعلام ليصلوا لكراسي الحكم وبعد وصولهم للحكم يخدعوا شعوبهم المغلوب على امرها ويدفعوهم احيانا للموت تعصبا لهم بعد ان ينسوهم بالاعلام والمال اباحة الشهوات مبادئ مجتمعهم واحكام اديانهم .
يحتاج منا العمل على تطوير صحافتنا جهد اكبر ساخصص له مقال قادم لان الصحافة والكتابة فى وسائل التواصل اصبحت اليوم من اهم منابر توعية الشعوب مثل التلفاز والمدراس والجامعات وغيرها من وسائل التعليم والاعلام فطالما كنا نبحث عن توحيد امتنا الاسلامية كلها والامة السودانية خاصة فلابد لنا من اصلاح منظومتنا الصحفية وهكذا باقي المنظومات ونثق فى ان بلدنا به كفاءات من الجنسين مؤهلين للسير فى ذلك الطريق.
نصر رضوان – صحيفة الانتباهة