وزير الأوقاف والأدب مع الذات الإلهية !!
*مهما يكن من أمر فإن أدب الدين وأخلاقه وقيمه تستدعي بشكل قاطع أن يرتفع الخطاب إلي مستويات عليا من الأدب الرفيع وهذا ما يجعلنا ننظر لثمرة الدين في السلوك البشري من حيث الأخلاق وعفة اللسان وسمو الكلمة وهذه أبسط القواعد الذهبية لأدب الدين وأدب القرآن , والمؤتمر الصحفي الذي عقده الأستاذ نصر الدين مفرح يوم الثلاثاء الماضي وأوضح فيه أن قضية التكفير تهدد النسيج الإجتماعي, وبيَّن أن الوطن للجميع وأن التديُّن لكل فرد (وأضاف) (ربنا ذاتو ماعايز الناس على دين واحد) وهنا نلفت نظر السيد الوزير بأن العبارة المؤدبة بأدب القرآن لا تقول (ربنا ذاتو وإنما تقول ربنا سبحانه وتعالى ) فكيف بوزير الدين أن يستخف بأعلى قيم الدين بعبارة ربنا ذاتو وعلى منطق الأستاذ مفرح هل يمكن له أن يؤكد لنا الوزير أن البوذية والهندوسية وغيرها من كريم المعتقدات تعتبر من الأديان التي يريدها الآن ؟! أما الآية التي إستشهد بها (( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ )) صدق الله العظيم فهل الوزير الفاضل لايدرك الفرق بين المؤمنين والمسلمين وهل هذه الآية تدعم ماذهب إليه بأن (ربنا ذاتو ما عايز الناس على دين واحد) ؟!
*والوزير الغريب لايميز بين مايريده الله ومايرضاه الله وهو في متاهته بين الرضا والإرادة دخل في مجالاتٍ تجعله في موضع رثاء حقيقي ولو أنه تواضع قليلاً لوجد من يعلمه ما لايعلم , ونسأل السيد الوزير لماذا لم يصدق للإخوة المسيحيين الكنائس التي طلبوها لأداء شعائرهم؟ وماذا فعل للكنيسة الانجيلية التي تآمر اركان النظام البائد مع بعض اللصوص وأحالوا دور عبادتهم الى أسواق ؟ والوزير يعلم كما يزعم ( ان ربنا ذاتو ما عايز الناس على دين واحد ) ونسأله أو ليس من حق السادة المسيحيين بمختلف طوائفهم أن يكون لهم كنائس وبيع وصلوات يذكر فيها اسم الله كثيراً , فلماذا حرمهم من هذا الحق الذي يراه أصيلاً , ولن نتوقف كثيراً أمام مزاعمه بأنه لم يكن هناك إدارة للتنوع الديني في السودان بينما الحقيقة أن السودان كان زاخراً بالتنوع الديني وكان من ثمرة هذا التنوع أن تجد تادرس سمعان وزيراً وهنري رياض سكلا , ووديع حبشي وجانيت أبيب سمعان ونصري مرقص وعمانويل روفائيل وهاني فائز بطرس وبونا ملوال وجوزيف قرنق وجون قرنق والعديد من الأسماء المسيحية التي وضعت بصمتها في تاريخنا المعاصر , ووقتها لم نكن محتاجين لا لإدارة للتنوع ولا لنصرالدين مفرح ,فقد كان هذا السودان هو القبلة التي تضم كل أهل القبلة وغيرهم , فلماذا هذه المزايدة يا سيد مفرح ؟!
*وتحدث السيد الوزير عن أن هناك فساداً كبيراً في وزارة الأوقاف كان موجوداً في العهد السابق والحقيقة أن هذا الفساد ظل ملازماً حتى في الوقت الحالي وقد تحدثنا عن تعيينات النيل الأبيض والتعاقدات التي عينت مدراء للمحليات في النيل الأبيض بينما ظل المدراء السابقين باقون في محلياتهم بلا مهام , ولقد تحدثنا عن ملاحقة الأستاذ مفرح للدكتور كمال أحمد عبدالله المدير السابق للأوقاف والذي كتب إسمه كأكبر مظلوم لاحقه وزير الأوقاف وكان الإسم الوحيد في كل أوقاف السودان الذي تمت إزالته وفق قانون لجنة إزالة التمكين فأرسل إسمه من الخرطوم إلى النيل الأبيض ليخلفه خلفٌ أضاعوا الأوقاف وقوانين الخدمة المدنية وحقوق الموتى والأحياء !! فإن لم يكن كل هذا ضرب من الفساد فماهو الفساد إذن يا سيادة الوزير ؟! وللحديث بقية .. سلام ياااااا وطن
سلام يا
نظر إليها تبسمت وإتسعت الإبتسامة وضعت يدها على خدها ورحلت بخيالها إلى البعيد .. كانت نظراتها تعبر عن مكنوناتها الممزوجة بالفرح وبالحيرة وبحزن دفين .. وضعت يدها على خدها ثانية وقالت ياوطني ياعشقي الأبدي قاتلهم الله الذين يفترسونك ويعملون على قتلك بدم بارد , عندما عادت من رحلة الخيال تذكرت ليلة فض الإعتصام وصرخت ماذا فعلت يا نبيل وياأديب .. ويا ويا .. سلام يا.
حيدر احمد خير الله – صحيفة الجريدة