مقالات متنوعة

التغيير جاء وما وصل!!

(1)
الأحلام، يمكنها الانتظار أو يمكن تأجيلها ، أو عليها الانصراف، غير مأسوف عليها، فهذا وقت الحقيقة، زمن الشفافية، زمن لا يمكن للحقيقة الانتظار الممل والرتيب، زمن مملوك للمواطن، يقوده الأمل ويسوقه الرجاء، الى تحقيق واقع معيش أفضل، ولن يتحقق ذلك إلا بجرد الحساب، لعام أدبر، وعام أقبل.
(2)
ومعلوم بالضرورة أن البلد مستفة بالوجع وبالمشاكل والأزمات والمصائب، ومعلوم أنه لدينا الكثير من المسؤولين، يمارسون حلحلة تلك المشاكل والأزمات، على طريقة الخالة البصيرة أم حمد، وكان المطلوب من أحفاد البصيرة، نزع فتيل المشاكل والأزمات، التي يتعرض لها الوطن، لكنهم قاموا بوضع الوطن في فتيل، !!وان لم يفعلوا ذلك كنا نظن أن البصيرة(أم حمد) كانت(عزبة),وان الناس اشانوا سمعتها، بنسب حمد اليها.
(3)
وبنظرة عابرة، لكثير من من يتولون دفة قيادة البلاد، يمكنك أن تقول وبضمير وردي وخال من الحسد والحقد، ان هؤلاء القيادات (إلا من رحم ربي)، هم أصغر من الثورة، والمنصب أكبر منهم!!ونقول للمستني السمنة من بطن النملة، انتظر حتى تقوم النجيلة!!
(4)
وكم تمنيت وكم من أمل مر الخداع؟ أن يقوم مجلس السيادة ، ومجلس الوزراء، وان يضع كل مجلس، على بابه لافتة كتب عليها، بخط عربي مبين(المجلس مغلق للجرد السنوي)فيغلقوا الأبواب، ويجلسوا ويأتوا بالدفاتر، ويسجلوا ما نجحوا في تحقيقه في العام الماضي(2020)ومافشلوا في تحقيقه، وماهي أسباب الفشل وماهي الموانع، طبيعية أو بشرية التي حالت دون النجاح؟ولكني أخشى وبعد الجرد الدقيق، انهم سيقومون بترحيل تلك المشاكل والأزمات الى العام الجديد2021، والأمر الذي كالحنظل، انهم سيظلون يرحلون تلك المشاكل والأزمات الى العام الذي يليه، مع إضافة المزيد من المشاكل والأزمات والمصائب.
(5)
ومن حق المواطن الشريك الأساسي في ثورة التغيير، أن يقوم بجرد حساب لما أحدثته الثورة من تغيير، فالبعض قد يرى أن هناك تغيير مقبول قد حدث، وآخر يرى أن التغيير الذي حدث دون الطموح، ولكني أرى أن غالبية المواطنين، سيرفعون شعار، في الإمكان أفضل مما كان، فهؤلاء يرون، ان(التغيير جاء وماوصل) وهم يسألون ماهو التغيير الذي جاء من قبل المجلسين، السيادي والوزراء؟وماهي الآثار الملموسة والمحسوبية، التي أحدثت تغييراً كبيراً في حياتهم؟الاجابة أنهم قدموا التضحيات العظام، بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل تطور ونمو وطنهم، لكنهم حصدوا الوعود السراب والأماني العذبة، اذاً لا بد من جرد الحساب، وفوراً، ولا لتأجيل جرد حساب اليوم إلى الغد.

***********

طه مدثر – صحيفة الجريدة