ابن الوز عوام ..إلا في بحر الغناء يغرق. الفن لا يورث .. رمزي حسن: لا بد من وضع منهج يقف على شكل العلاقة ويضبط تقديم أعمال الغير
هنالك سؤال يدور في أذهان الكثيرين، هل النجومية في الفن قابلة للتوريث؟.، فالمتابع لما يدور في الساحة الفنية يجد ظهور عدد من الأسماء الغنائية تريد السير على خطى والديها، وعلى سبيل المثال:عبدالوهاب وردي _عزالدين أحمد المصطفى _منتصر سيد خليفة)، كان من المقبول أن تورث بعض الأسر أبناءها مهن التجارة _الزراعة لتعليمهم لها منذ الصغر، لكن من غير المقبول أن تلجأ الأسر لتوريث أبنائها موهبة الغناء فابن الوز ليس دائماً عواما في بحر الغناء….
نماذج التوريث
هنالك نماذج عدة لمحاولات توريث الفن، نجح بعض منها وفشل بعضها الآخر، فقد ظهر في الساحة الفنية قبل سنوات اسم عبدالوهاب وردي ابن الفنان الكبير الراحل محمد وردي ، لكن تجربته لم يكتب لها النجاح، وكان رأي والده آنذاك واضحاً بقوله”صوت عبدالوهاب لا يصلح للغناء يمكنه أن ينجح كموزع موسيقي وملحن و ليس كفنان”.
وبرز أيضاً اسم عزالدين أحمد المصطفى ابن عميد الفن المقيم أحمد المصطفى، وكما هو معلوم فقد احتكر عزالدين أغنيات والده و منع الفنانين من ترديدها، ويرى النقاد أن عزالدين حرم الشعب من ثروة غنائية عظيمة، وأن عزالدين لم يفلح في توصيل روائع والده للناس لضعف قدراته الغنائية، وقد أحدث تشويها كبيرا في اغاني العميد ..
و قدمت عزة عبدالعزيز محمد داؤود نفسها كفنانة خلفاً لوالدها الراحل، لكنها لم تحظ بالشهرة والصيت الذي حققه والدها، ولم تبلغ مصاف نجوميته لافتقارها للموهبة الغنائية..
الفن لا يورث
يقول الباحث في الاغاني السودانية أمجد علي إن توريث الفن خلال السنوات الماضية لم ينجح وفشلت غالبية تجارب أبناء الفنانين، مشيراً إلى أن الموهبة لا تورث لذلك فشل معظم أبناء الفنانين في أن يصبحوا نجوماً مثل آبائهم، وهنالك (.. محمد خضر بشير _منتصر سيد خليفة).. إلخ
وأشار أمجد إلى أن الغناء موهبة وان البعض لما سألوا حفيد بيكاسو عن لماذا لم يكن مثل والده أجاب: “ورثت من أبي أنفه ولم أرث موهبته”
خصم على تجارب الآباء
من وجهة نظر الصحفي والمحلل والناقد الفني طارق شريف أن الفنون لاتخضع للتوريث وان ظهور بعض أبناء الفنانين في المسارح كان خصماً على تجارب آبائهم، وعلى النقيض من ذلك يرى طارق أن أعداد الفنانين الذين استطاعوا الوصول إلى قمة النجاح والشهرة بكفاءتهم من دون الحاجة إلى الاعتماد على ذويهم أكبر بكثير من الذين خاضوا غمار الفن بالوراثة، لأن النجاح في مجال الفنون بشكل عام مرهون بالموهبة.
وتابع طاق هنالك بعض النماذج التي شقت طريقها وحققت النجاح دون أن تعتمد على والديها مثل نانسي عجاج في السودن وابن أحمد زكي في مصر ، مشيراً إلى أن الموهبة وحدها لاتكفي؛ فلا بد من وجود معطيات أخرى.
وضع قوانين
وقال الصحفي والناقد الفني رمزي حسن إن أبناء الفنانين ثلاثه أصناف، منهم من حافظ علي تراث والده الفني وقدم أغنياته وحافظ عليها وقدم تجربته الخاصة به كالفنان عماد أحمد الطيب.
وذكر رمزي أن هناك مبدعين شاركوا في صناعة أبنائهم بصوروطرق وتقديم مختلف
كالموسيقار بدر الدين عجاج فقد استطاع أن يقدم للساحة تجارب فنية محترمة وكل منها تميزت بطريقة فنية مختلفة، ونانسي عجاج الآن لها (استايلها) الذي عرفت به وكذا نهى.
ويمضي رمزي في إفاداته موضحاً أن ابناء الفنانين لم يستطيعوا نسخ تجارب آبائهم بالطريقة المثلى التي ظهر بها أبناؤهم مثل الفنان عز الدين احمد المصطفي ومنتصر سيد خليفة
وطالب رمزي بوضع دستور ومنهج يقف علي شكل العلاقة ويضبط تقديم أعمال الغير وتقليدهم بقوانين تحافظ علي حقوق الفنانين ويسمح للغير تقديم أعمال فنية أصبحت جزءاً أصيلاً من تاريخنا الفني.
وفي ختام حديثه أكد رمزي أن استنساخ أبناء الفنانين لتجارب من نجح ومنهم من سيكون سبباً في اندثار تجارب كانت ومايزال رونقها حاضرا
الخرطوم :رحمة عبدالمنعم
صحيفة السوداني