سكرتير مركب مكنة رئيس
مكبراً وملوحاً بعصاه على طريقة متنفذي النظام المخلوع، استقبل سكرتير مجلس السيادة اللواء أمير يوسف حاكم، مجموعة أشخاص تدعي مناصرة رجل الاعمال فضل محمد خير الذي صدرت بحقه قرارات من لجنة إزالة التمكين بمصادرة أمواله وممتلكاته لصالح الخزينة العامة، وتطالب هذه المجموعة عبر مذكرة معنونة لمجلس السيادة بالغاء هذه القرارات، ولكن بدلاً من أن ينهي هذا السكرتير مهمته التي أنتدب لها باستلام المذكرة فقط، ويطمئن تلك المجموعة بأنه سيسلمها لجهة الاختصاص ويطلب منهم أن يتقرقوا بسلام، الا أنه للمفاجأة والمفارقة وفي تجاوز كبير وخطير لحدود مهمته المكلف بها ومهام وظيفته، انخرط في القاء خطبة (عصماء) كال فيها المدح لرجل الأعمال فضل محمد خير مشيراً لما أسماه المؤسسات الكثيرة التي أنشأها، وأن وقفتهم هذه ما هي الا دليل على أفضاله، مؤكداً لهم أن النصر سيكون حليفهم باذن الله، وغيره من كلام مؤازر ومناصر لهم، وكان (سعادته) كلما استحسنت المجموعة حديثه المساند لهم وهللوا وكبروا، كان يرفع عصاه العسكرية ويكبر معهم (الله أكبر..الله أكبر)..
إن ما أقدم عليه هذا السكرتير لا تفسير له الا بواحد من أمرين، اما أنه غير مؤهل لشغل وظيفة السكرتير وأنه جاهل بمهام واختصاصات هذه الوظيفة التي لا تخول له اطلاقاً مخاطبة جموع المحتجين أيا كانوا والتناغم معهم في مطالبهم المرفوعة وابداء التأييد لهم، أو أنه من النوع (الشليق) المتشوبر متضخم الذات الذي يأتي بأفعال أو أقوال أكبر من حجمه الوظيفي، وعن مثل حالة صاحبنا السكرتير هذا يقول الساخرون (سكرتير مركب مكنة رئيس)، واما أنه وبحكم وظيفته التي تتيح له العلم ببواطن ما يدور بين عضوية مجلس السيادة من المكون العسكري حول مختلف القضايا التي لم يصرحوا بها علناً، ومن علمه هذا تجرأ على اعلان وقوفه مع مناصري فضل محمد خير بل وأكد لهم أن النصر سيكون حليفهم، على حد تعبيره، والخطورة هنا ليست في جهل هذا السكرتير بالوصف الوظيفي لمهامه، فهذه مقدور عليها، اما باستبداله بآخر يتقن هذه المهمة أو اخضاعه لكورسات تدريبية مكثفة تؤهله لشغل الوظيفة.. فالخطورة تكمن لو صح افتراضنا بأنه كان على علم مسبق برأي المكون العسكري الرافض لقرارات لجنة ازالة التمكين التي صدرت بحق رجل الأعمال فضل محمد خير، وهنا يكون الرجل لا يعبر عن رأي شخصي عندما قال ما قال، وانما كان يعبر بلسان المقال الجهير ما كان يتداوله رفقاء السلاح بمجلس السيادة سراً في جلساتهم الخاصة عن قضية فضل محمد خير، وفي هذه الحالة ولازالة التشويش الذي صاحب حديث هذا السكرتير، لا يكفي تبرؤ مجلس السيادة عن حديثه بحجة عدم تكليفه بأي شئ غير استلام المذكرة، وانما يلزم المجلس لازالة اللبس والتشويش، اصدار بيان صريح وواضح حول هذه القضية بل وكل قرارات لجنة ازالة التمكين، حتى يكون الناس على بينة من موقفهم منها.
***********
حيدر المكاشفي – صحيفة الجريدة