م.نصر رضوان يكتب: لسنا عباد للساسة ولابد ان نبنى دولة المؤسسات
المختصر المفيد.
م.نصر رضوان .
——————————–
فى كل الدول المدنية المتحضرة لا ينشعل الشعب كثيرا بمن هو الشخص الذى يحكم البلاد لان تلك الدول ذات مؤسسات مستقرة يتم فيها تداول الحكم بعد كل فترة زمنية محددة بانتخابات معلنة يتم التنافس فيها على المناصب بنزاهة .
فى الدول المتخلفة يتم عن طريق جهات منتفعة داخلية وخارجية الترويج لشخص معين اعلاميا وتحشد لهبسطاء الشعب خلفه فيصدق هذا الشخص انه قائد فرد متميز ويجد حوله البطانة من الساسة والاعلاميين التى تطبل له فتتفشي الدكتاتوريات تحت مسمى الديمقراطية.
الواقع ان الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها اليوم امريكا التى من اجل مصالحها تقوم بايهام شعوب الدول التى تسميها نامية بخلق تلك الشخصية الفذة وتسلمها الحكم بطرق ديمقراطية شكلية ولكنها دكتاتورية ميكافيلية الجوهر.
نحن الان فى السودان نحتاج ان نغير من دولة الشخص المدعوم من دول ذات مصالح اقتصادية تريد ان تسرق ثروات بلادنا الى دولة المؤسسات الشورية التى يختار حكامها الشعب، الشعب الذى هو نفسه من ينتخب برلمان حازم ونزيه وقادر على مراقبة اداء الحكومة .
عندما اقول دولة شورية فانا اقصد دولة ديمقراطية حديثة لكنها تتميز عن دول الغرب الديمقراطية العالمانية بانها تتخذ من الشورى التى فرضها الله علينا طريقة لاختيار الحكام والبرلمانيين وتلك ميزة يتمني الغرب ان يهتدى اليها وهى الطرق التى قامت على اساسها الحضارات الاسلامية الراقية التى نقلت العالم من عهد الظلام والاقطاع الذى عم اوربا الى عصر الدولة الصناعية الحديثة .
قد تكون هناك فترات من الضعف مرت على الحضارات الاسلامية وتم ذلك الضعف لخلل احدثه بعض حكامها والمترفين من بطانة حكامها ، لكن هذا لا يعنى ان الدولة الاسلامية الشورية التي تواكب عصرها لايمكن اعادتها ، بل يجب القول بان المسلمين السودانيين اليوم لا يمكن ان يعيشوا فى دولة مستقرة ما لم يبنوا الدولة الشورية الحديثة التى تواكب هذا العصر بتحدياته المتمثلة فى محاولات الدول العالمانية اللبرالية الصهيونية التى تريد ان تحكمنا عن طريق القوة الناعمة بحكام مزدوجى الجنسية يخدعون البسطاء من بنى شعبنا ويحاولون اقناعهم بانه لا حل للعيش فى رفاهية فى هذا العصر الا باتباع طرق الحكم العالمانى اللبرالى الالحادى الذى يعبد الدولار ويؤمن بتفوق الجنس الابيض وسيادة لغاته وقوانينه الوضعية وتقاليدة وعاداتة الاباحية على عاداتنا وتقاليدنا ، فذلك الذى تسبب فى استدامة الصراع وعدم الاستقرار فى بلادنا منذ الاستقلال وسيظل يهدد استقرارنا اذا لم نحسم امرنا ونحكم بلادنا بطرق ديمقراطية ( شورية ) حديثة مرنة تناسب عصرنا وتتطور بتطور الزمان مع الثبات على الثابت من نصوص ديننا المحكمة التوقيفيةمع المرونة فى الاخذ مما عند الغير من محاسن وطرق حكمية لا تتعارض مع ما اجمع عليه اهل الحل والعقد من رجالنا ونساءنا الذين تفقهوا فى علوم السياسة الشرعية الاسلامية مع اتقانهم لطرق الحكم المستحدثة فى العالم .
بناءا على ما سبق فانى ارى ان شعبنا الان لابد ان يختار من ابناءه وبناته اكفاء من اولى العزم يقومون بقيادة الحكم فى فترة انتقالية قصيرة بقدر الامكان تعقبها انتخابات نزيهة يختار فيها الشعب افضل العناصر لارساء دعائم دولة مستقرة محصنة ضد الاختراقات الخارجية التى ينتج عنها انقلابات عسكرية لتساق بلدنا مرة تلو اخرى الى فترات عدم استقرار ثم ثورات تضيع فيها اعمارنا وارواح بعضنا وتنهب فيها ثرواتتا .
اخيرا اختم بمعلومة متفق عليها بين اهل الخبرة السياسية في العالم والمعلومة هى : ان المخابرت الامريكية كانت وراء كل انقلاب عسكرى حدث فى العالم العربي منذ نهاية الاستعمار الاوربى لبلادنا قبل حوالى ستة عقود من الزمان، والناظر لما يحدث الان فى بلادنا من تدخل امريكى فى كل شؤننا وكل ذلك الوقت والجهد الذى تبذله المؤسسات الامريكية من البيت الابيض للكونجرس للبنتاجون للمحاكم الامريكية لاصدار قرارات تتدخل فى شؤوننا يفهم ما تريده امربكا منا بان نتبعها لننال رضاها ، ولكننا لابد ان نجعل امريكا تفهم اننا لن نتبعها ولكننا يمكن ان نتعامل معها كدولة كبرى ولكن بحيث لا تهدر كرامتنا ولا سيادة دولتنا ولا تنحرف عقيدتتا واخلاقنا وتنحل مجتمعاتنا فنحن نريد ان ندخل الي (المجتمع الدولى ) العادل الطاهر الذى يتساوى فيه الابيض بالاسود ويعيش فيه الناس احرارا يختارون دينهم ونظم حياتهم فلا تفرض عليهم قوانين سيداو ولا غيرها ولا تفرض علينا صفقة القرن ولا التطبيع مع الدول الظالمة المستبدة الصهيونية المفسدة .
صحيفة الانتباهة
Sudan is dying between theocracy tribal state protected by military assistance and democracy state