رأي ومقالات

عامان من الفترة الانتقالية حصد الشعب فيهما الهزيمة والإحباط والخسران المبين

نهاية العام الثاني للفشل …*
انصرم عامان من الفترة الانتقالية حصد الشعب فيهما الهزيمة والإحباط والخسران المبين؛ فلأول مرة يشهد التعليم فيهما مأساة حقيقية بعد أن أغلقت الجامعات والمدارس لأسباب سياسية؛ لأن حكومة اليساريين خافت على نفسها من التظاهرات الطلابية وتفلتات الكيانات السياسية داخل حرم الجامعات والمدارس الثانوية فآثرت السلامة والعافية و لو كان ذلك على حساب مستقبل أولادنا وتحصيلهم الأكاديمي.. انقضى عامان والحقل الصحي يشهد ترديًا مريعًا فانعدم الدواء حتى المنقذ للحياة وشهدت أقسام طواريء المستشفيات الكبيرة إغلاقًا تامًّا فمات من تحتاج حالته إلى تدخل عاجل عند بواباتها دعك من آلاف الحالات التي فاضت أرواحها في سيارات الأجرة أو الإسعاف في رحلة البحث عن مستشفى يستقبلهم.. عامان شهد ملف العدالة فيهما أبشع ممارسة عرفها تاريخ الإنسانية بعد أن تم تسييس مؤسساتها وتم فصل القضاة والمستشارين بوساطة لجنة سياسية تبجح أحد أعضائها في غباء يحسد عليه يوم أن سجل اعترافًا يفيض سذاجة و بلاهة بأن هذه اللجنة فعلًا لجنة سياسية دون أن يدري أن اعترافه هذا وحده كافٍ لإدانتها وتسفيه قراراتها في ذات الوقت اكتظت السجون والمعتقلات بالمئات من المعتقلين من الإسلاميين وسجناء الرأي بعد أن تم القبض عليهم و إيداعهم غياهب السجن، ومن ثم بدأوا يبحثون لهم عن تهمة تبرر حبسهم واعتقالهم ،و أبشع و أوجع و أنكى ما في الأمر أن حقدهم وبغضهم وكيدهم للمعتقلين أعماهم حتى عن أن يوفروا لهم حقهم في العناية والرعاية الصحية المطلوبة ليستشهد في تلك السجون رجال في قامة الشهيد الشريف أحمد عمر بدر والشهيد اللواء الدكتور عبدالله حسن أحمد البشير ..عامان بلغ الانفلات الأمني خلالهما حدًّا جعل المواطنين يسهرون حتى مطلع الفجر خوفًا من زوار الليل الذين يسلبون النفس و النفيس و يطال عدوانهم الأرواح المعصومة و ما خف وزنه و غلا ثمنه من مال و متاع بينما أضحت جريمة خطف الحقائب والهواتف المحمولة ظاهرة يعاني منها كل مواطن في الطرقات العامة بعد أن كانت وقفًا على مناطق الزحام.
عامان كل ساعة تمر تشهد عملتنا انخفاضًا في مقابل الدولار لينعكس ذلك بالطبع على الحالة المعيشية غلاء طاحنًا وارتفاعًا في الأسعار وظروفًا وأحوالًا في غاية الصعوبة والضنك عامان كفر فيهما اليساريون كفرًا بواحًا بشعاراتهم ومبادئهم التي ظلوا يتشدقون بها مثل العدالة والحرية والسلام ؛فقد مثلت الفترة الانتقالية أسوأ فترة أهدرت فيها تلك القيم حيث تفشى فيها الظلم وعم الحيف والجور وفقد الوطن صوت الحكمة والعقل والضمير مما أدى إلى اختفاء قيمة الأمن والسلام وحل محلها العنف والصدام وخطاب الكراهية والحقد والتصريحات الخاوية.. فقدت البلاد الزعيم الكبير والقائد الملهم الذي يجمع ويوحد كلمة الأمة ويعبر بهم مربع الخذلان وتصفية الحسابات ويحول التفكير عند الجميع إلى نفير بناء وتقويم وحشد للبناء والتعمير والنهضة، عدمت البلاد رجلًا مثل حكمة الزعيم نيلسون مانديلا الذي لاقى من الظلم والعنت ما لاقى ولكنه تجاوز ذلك وعبر بوطنه إلى مربع الصفح والتسامح والتسوية والمصالحة الوطنية الشاملة فخلد نفسه زعيمًا أوحد لأمته ولوطنه الكبير إفريقيا افتقدت ذلك لأن حكومة اليساريين خلت من العقل الاستراتيجي الذي يتميز بالنظرة العميقة والرؤية الموضوعية والأناة والحلم لتسيطر عقلية التهريج والشيطنة والبلاهة والتجني على الآخرين بعد أن غلبت على عقلية قيادات اليساريين روح الانتقام والتشفي والنيل من مكانة الإسلاميين نكتب ذلك والعام الثاني قد انصرم من عمر الفترة الانتقالية والشعب يستشرف عامًا جديدًا وتحولات جديدة ورغم ذلك فإنه لا يظهر تفاؤلًا كبيرا ولا يستشعر تغييرًا جديدًا بعد أن بات أكثر قناعة أن حكومة رئيسها حمدوك لن يأتي من ورائها خير أبدًا و(الله يكضب الشينة)..

عمر كابو