مواجهة غربية روسية
موجة العنف الحالية في العاصمة الأوكرانية كييف التي استحالت شوراعها وميداينها إلى ساحات مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، سارعت هذه الموجة من وتائر التدخل الدولي في مسعى لإنهاء الأزمة الأكورانية، ولكن التدخل الدولي في أوكرانيا يأتي على وقع حرب باردة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية تجلت تلك الحرب الباردة الخفية في ملفات عدة تتعلق بسوريا وإيران، ولكنها في أوكرانيا تبدو أوضح رغم نفي الرئيس الأميركي باراك أوباما لذلك خلال تصريحاته أمس الأول من المكسيك في ختام قمة قادة أميركا الشمالية ومع اعتراف أوباما بوجود خلافات عميقة بين الدولتين وأنه لم يتردد في البوح بتلك الخلافات إلى الرئيس الروسي بوتن، فقد صرح أوباما نافيا وجود حرب باردة عندما قال إنه لا يرى الاشتباكات العنيفة في أوكرانيا وسوريا بين حكومتي البلدين وشعبيهما جزءا من (رقعة شطرنج الحرب الباردة)، حيث تتنافس الولايات المتحدة مع روسيا.
نفى أوباما إثبات ذلك على أرض الواقع، حيث أسهمت هوة الخلافات العميقة بين البلدين في افشال مؤتمر جنيف 2 لإنهاء الصراع في سوريا، وعلى الساحة الأوكرانية تقف روسيا الحليف الرئيس للحكومة الأوكرانية في مواجهة الدول الغربية التى يتوقع أن تفرض المزيد من العقوبات على أوكرانيا، حيث قرر الاتحاد الأوروبي إيفاد وزراء خارجية كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا إلى كييف أمس الخميس، بهدف الاطلاع على طبيعة الأوضاع في العاصمة الأوكرانية، قبل الاجتماع المقرر في وقت لاحق، لوزراء خارجية دول الاتحاد بالعاصمة البلجيكية بروكسل، والذي سيبحث بفرض عقوبات محتملة على أوكرانيا.
وقبيل زيارة وزراء الخارجية الأوروبيين إلى كييف وصف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، في مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أحداث العنف الدامية التي تشهدها أوكرانيا، بأنها (غير مقبولة)، وقال: “ندين جميع هذه الأفعال، والقمع الذي مارسته الحكومة.. أولئك الذين ارتكبوا أعمالاً، والذين يستعدون لارتكاب أخرى، ينبغي أن يعلموا أنهم سوف يعاقبون.”أما ميركل فذكرت، في تصريحات لها من باريس الأربعاء، أن “العقوبات وحدها لا تكفي.. علينا أن نعيد الدفع بالعملية السياسية مرة أخرى.. سنفعل كل ما بوسعنا للدفع بالحوار السياسي من جديد.. من الضروري تشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات حرة، من أجل حل الأزمة في أوكرانيا.
فى مواجهة التكتل الغربي خلف المعارضة الأوكرانية جددت روسيا طلبها لزعماء المعارضة الأوكرانية «بوقف إراقة الدماء» في كييف، وتعهدت باستخدام كل نفوذها لإعادة الهدوء والسلام «لصديقتها وشقيقتها» أوكرانيا. ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي إلى اقناع المعارضة الأوكرانية بالتعاون مع السلطات والنأي عن القوى التي وصفها بـ”المتطرفة، التي تريد القيام بانقلاب”.
إذن المواجهة الغربية الروسية بدأت في أوكرانيا، فهل يكن المنتصر في الأخير هو استقرار أوكرانيا؟
العالم الآن – صحيفة اليوم التالي