زاهر بخيت الفكي

الفشقة حقتنا..!!

بعيداً عن الحالة الاقتصادية المُزرية التي أورثنا لها النظام البائد والتي وصلنا بسببها إلى ما نعيشه الأن من تدهورٍ مُريع عجزنا للأسف من التعافي ، ومن العصي علينا أن نتعافى هكذا ، ومن أهمّ الأعمدة التي يتكئ عليها الاقتصاد هو الاستقرار الأمني ، ولن ينجح الاستثمار في بيئة مُضطربة يحكمها قانون الغاب القوي فيها ياكُل الضعيف ، وهذا بالضبط ما ورثناه من الإنقاذ الثورة التي جاء بها أهلها كما زعموا لإنقاذنا وحثنا على أن نأكُل مما نزرع ونلبس مما نصنع بل ونفوق العالم أجمع ، وللأسف لم يزرعوا شيئاً غير الفتن والصراعات ولم يصنعوا سوى أدوات الحرب ولم يتفوقوا على الغير إلّا بالفساد.
خرجوا بعد زراعتهم لصراعاتٍ تجذّرت في أعماق أرضنا لم تسلم منها جهات السودان الأربع بدأت بالجنوب الحبيب الذي لم يجدوا من حلٍ لمُشكلته بالرغم من انفاقهم للكثير من أموال الخزينة العامة فيه وبالرغم من فُقداننا لخيرة شباب السودان وقد صيّروهم وقوداً لتلك الحرب اللعينة ، والتي كانت نتيجتها الكارثية أن فقدنا الجنوب بما فيه باتفاقية عبثية لم يغمض جفن من أوكلناه أمرنا في التوقيع عليها على أمل أن تُثمر الوعود الكاذبة التي وعدوهم بها في مُساعدتهم في الخُروج من دهاليز حماقاتهم المُظلمة التي أدخلونا فيها واستعصى عليهم الخُروج منها.
ثُم اتجهوا غرباً واشعلوا شرارة أخرى في دارفور ما زالت مُتقدة إلى يومنا هذا لم تترُك أخضر ولا يابس في تلك الأرض الطيبة إلّا وقضت عليه ، وتركوها مُثقلة بالجراحات وشجرة الفتنة التي غرسوها فيها ورعوها حق رعايتها غاصت جُذورها فيها وتضخُم جذعها وأثمرت وستظل تُثمِر من ثمارها المُرّة إن لم تُقتلع من جذورها ، واليوم تدور رحى الحرب في شرقنا العزيز مع من أغرتهم اللا مُبالاة في اغتصاب الفشقة والاستفادة من أراضيها الخصبة لسنوات طويلة ، ولم يهتم من كانوا يُهاجرون إلى أرض المُغتصِب للراحة والاستجمام ولم يُفكروا يوماً في اعادتها إلى أرض الوطن واستغلالها في ما يُفيد البلاد وأهلها.
توغّل الأحباش في تلك المنطقة عندما لم يجدوا من يصدهم عنها ومن يدري رُبما قادتهم الأطماع (يوماً) إلى الوصول للقضارف المدينة وما من سبب يمنعهم في ظل انشغال الساسة بالمُحاصصات والصراعات الجانبية فيما بينهم ، لقد أيقظت الحرب الأثيوبية الدائرة بين الحكومة الأثيوبية والتقراي قواتنا المُسلحة من ثباتها ونفضت الغُبار الذي توارت به الفشقة عن ذاكرتنا ، والمُنى أن تعود مُنتصرة بعد أن تُرسِل رسالة للغير بأنّ الأرض السودانية غالية جداً بالرغم من استرخاص القوم المُتعمّد لها ، وأخرى مفادها أنّ روح الجندي السوداني رخيصة جداً في سبيل أرضه وعرضه ، وثالثة مُهمة جداً أنّ الفشقة حقتنا وستظل كذلك.
والله وحده المُستعان.

***********

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة