قوقل يفجرها داوية: السودانيون يسألونني كثيرًا عن جديد “طاسو” ورجالهم يطلبون صور ياسمين صبري
أصدر محرّك البحث الأشهر “قوقل” إحصائية اهتمامات المستخدمين عن العام 2020م المنقضي. وهي إحصائية ترصد كلمات البحث المدخلة إلى قوقل وما يرتبط به من منصات تشمل موقع “يوتيوب”، وبناء على تكرار البحث تصنّف الإحصائية اهتمامات مستخدمي قوقل في كل بلد ومن ثم تصدر قائمة بالشخصيات والموضوعات الرائجة.
في السودان، تصدّر فايروس كورونا قائمة البحث في سنة 2020م، وتنوّعت اهتمامات الباحثين عن الفايروس بين التعرّف على هويته والإحاطة بأعراضه وطرق توقّيه ومعالجته، فيما ذهب آخرون إلى المستقبل وطرحوا على قوقل سؤال لا يستطيع إجابة عنه: “متى ينتهي فايروس كورونا؟” وبدا أهل الجزيرة والبحر الأحمر والخرطوم والشمالية أكثر الباحثين عن كورونا على مستوى المدن، وعلى مستوى الأحياء تصدّر أهل “أمبدة” القائمة. تهانينا لهم!.
ومن بين تسعة مواضيع هي الأكثر بحثًا من قِبل السودانيين مستخدمي محرّك بحث قوقل وموقع يوتيوب، كانت المواضيع الرياضية الأكثر تكرارًا. تصدّرها موضوع مباراة “ألافيس ضد برشلونة” التي حلّت في المرتبة الثانية بعد كورونا، ثم الدوري الإنجليزي في المرتبة السابعة ومباراة “برشلونة ضد الريال” في المرتبة الثامنة. وعلى غير المتوقع فإن جمهور أقاليم كردفان والجزيرة والبحر الأحمر والشمالية كان في طليعة الباحثين الرياضيين؛ ربما لأن جمهور الخرطوم يشاهد المباريات مباشرة وليس في حاجة إلى تحرّي أخبارها عبر قوقل ويوتيوب. كما يلاحظ في هذا الصدد علوّ كعب الاهتمام في شمال وجنوب كردفان.
وقد فرض مستخدمو الإنترنت من صغار السودانيين وجودهم وقالوا كلمتهم رغم أنف “طاسو” و “منال البدري” كما سيأتي، وذلك أن هؤلاء الصغار أجرو بحثًا مكثفًا على مدار العام عن مسلسل “دراغون بول سوبر” واحتلوا بذلك المرتبة الثالثة في ترتيب الموضوعات الأكثر بحثًا، بعد كورونا وبرشلونة. وأرجو ألّا تستغرب أن فارق الاهتمام بهذا المسلسل بين “شفّع” الجزيرة وشفّع الخرطوم هو 2% فقط.
وبما أنك -عزيزي القارئ- تنتظر ظهور مفردات الثورة وشخوصها ضمن هذه القائمة، أقول لك إن الثورة على ما يبدو أصبحت مصطلحًا مرتبطًا بالرهق الذي يدفع الناس إلى استغلال ساعات الوجود على الإنترنت في الترويح. وإن كان ذلك كذلك وصحّ تفسيري؛ فذلك هو سبب وجود السيّد “طاسو” والسيدة الفضلى “منال البدري” في المرتبة الرابعة والخامسة على التوالي من اهتمامات الباحثين على قوقل ويوتيوب. ولكن أين يتمركز الجمهور الباحث عن جديد طاسو وبت البدري؟ قوقل يخبرك أنهم في الخرطوم وفي “أمبدة” تحديدًا.
وغير بعيد عن الفن؛ دخل “محمد رمضان” إلى القائمة عبر مسلسل “البرنس”، بفضل شهر رمضان طبعًا، لكنه جاء في المرتبة السادسة. أما “ياسمين صبري” التي تستحق أن تأتي في المرتبة الأولى، فقد تذيّلت القائمة! لكني من باب فعل الخير أوصي النساء بتصفّح أجهزة أزواجهن؛ لأن الذين دخلوا إلى قوقل من السودانيين وبحثوا عن ياسمين صبري ما كانوا يبحثون عن مسلسلاتها وغنما صورها! وهؤلاء قطعًا رجال زائغي العيون يسهل استدراجهم أو “شلبهم” كما يقولن.
الخلاصة: أن أغلب “ميقابايتات” مستخدمي الإنترنت السودانيين صُرفت في العام 2020 على الترفيه متمثلًا في الرياضية والفن والمسلسلات، ومنحصرًا في برشلونة وريال مدريد والدوري الإنجليزي والبرنس ودراغون بول وما يسمى الفن الهابط أو قل الفن الشعبي. وعلى المشتغلين بالثورة وتداعياتها بحث هذه النتائج، وعليك عزيزي القارئ مساعدتهم برأيك في التعليقات.
بقلم
Ziryab Elsiddig