منصور الصويم

6 مليارات لاستيراد “حرائق متحركة” لنقل المواطنين

[JUSTIFY]
6 مليارات لاستيراد “حرائق متحركة” لنقل المواطنين

يحكى أن خبر صفقة البصات المالطية المستوردة سيتسبب تأكيدا في نقل الحمى المالطية لكل من سيقرأه ويتأمل في درجات الفساد التي تحرك بعض المتنفذين ورجال الأعمال في هذه البلاد المنكوبة بقلة متحكمة.

فالخبر “الفجيعة” يشير إلى أن إحدى الشركات السودانية عقدت صفقة مليارية لاستيراد بصات مستعملة “على مراحل” لإعادة تشغيلها في خطوط المواصلات الداخلية في العاصمة الخرطوم وربما المدن الولائية الأخرى..

وإلى هنا فالأمر عادي؛ فكل شيء يتم استيراده ويتعلق بخدمة عامة بالمواطن إما أنه من النوعية “مستعملة” أو هو بضاعة صينية من الدرجة الخمسمائة.. بيد أن الأمر المدهش في هذه الصفقة معلومة سربتها صحيفة مالطية تتعلق بخطورة استخدام هذه البصات لاسيما في طقس مثل طقس وأجواء السودان، كما تشير إلى وطنية المالطيين و”سبهللية” السودانيين أصحاب الصفقة.

قال الراوي: ونقلا عن موقع النيلين تقول صحيفة “التايمز المالطية” إن شركة سودانية خاضت مزادا لشراء ثمانين بص مرسيدس، كانت مستخدمة قبل مالطا في بريطانيا، وإن الحكومة المالطية سحبتها من الطرق ومنعت استخدامها “بعد سلسلة من الحرائق”، وبالطبع المقصود بالحرائق البصات واشتعال النيران في “مكناتها”، وأشارت إلى أن السبب الرئيس لحرائق هذه البصات ضعف الصيانة وأنها كانت تعمل في “ذروة درجة حرارة الصيف في مالطا”!

قال الراوي: المدهش في خبر الصحيفة المالطية إيرادها أن أموال الصفقة المتحصلة من الشركة السودانية سيستفاد منها في تحسين خدمات النقل العام في مالطا، بمعنى أنهم تخلصوا من البصات الخردة بأعطابها وحرائقها وضمنوا في نفس الوقت (أموالا) توفر لهم بديلا آمنا لنقل مواطنيهم؛ الذين يهمونهم ولهم الأولوية بالطبع! في حين تستورد شركاتنا (الموت احتراقا) عديل، لاسيما أن السودان كله “ذروة في درجة الحرارة”.. سبحان الله.

ختم الراوي؛ قال: كيف يمكننا أن نُعرف الفساد؟ كيف يمكن لنا أن نتفهم مثل هذه العقليات و(النفسيات) التي تدير مثل هذه الأشياء وتهدر مليارات الجنيهات في صفقات مضروبة؟، وكيف لنا أن نتوقع حدوث نهضة بهذه البلاد إذا كانت مثل هذه (الشركة) وقادتها هم من يديرون أمور العباد؟

استدرك الراوي؛ قال: بالمناسبة خبر بصات الولاية (المكيفة) شنو؟

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي