مقالات متنوعة

العيكورة يكتب: قارئ مُعلقاً على الميناء: قد يفقدوا فنجال القهوة قريباً

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)
لم أعتاد أن أتوقف كثيراً عند المداخلات التي تردني من القراء الأعزاء سواء كانت مؤيدة أو مختلفة مع ما نكتب، ليس ترفعاً بل لقناعتي أنه على حق في رؤيته للموضوع وفقط قد يكون إختلافنا في الزاوية التي نظر بها كل منا للموضوع. وهنا قد يحصل التباين الذي أعتز به جداً من قرائي الكرام لذا تجدني ميّالاً للثناء والشكر على إستقطاع جزء من وقتهم الثمين ليشرفوني بقراءة السطور وتحملها بغثها وسمينها، خطأها وصوابها وأقدر من وافقني الرأي فيما ذهبت إليه ولكني أسعد جداً بمن أضاف رؤية غابت عنى أو جهلتها.
بالأمس وصلتني بعضاً من الرسائل المتوافقة مع مقال الأمس بعنوان: (ما يحدث بمطار الخرطوم وميناء بورتسودان هل هو عمل مُدبر؟) فبعضها جاء مُغايراً وبعضها وافقني في بعض وخالفني في البعض وحقيقة ما إستوقفتني هي مداخلة (صوتية) من رجل قانون عمل بالتجارة وذاق الاغتراب لبلاد الفرنجة ردحاً من الزمن وحقيقة شهادتي في رؤيته الثاقبة لتناول المواضيع وأقول (أي مواضيع) تظل مجروحة منذ أن تزاملنا بالجامعة في ثمانينيات القرن الماضي بمدينة الاسكندرية بمصر. الأستاذ عاطف أبوعوف بدأ رسالته بالتحايا خلف صوته الواثق وتحدث عن مطار الخرطوم وإن خالفني الرأي وهو من المقتنعين بأن خدمات المطار دون المستوى المطلوب وينتظره الكثير حتى يخرج من دائرة الإتهام والإتهام المُتبادل وأشار إلى المهنية المفقودة التي يتعامل بها عمال المطار كالرمي المُتعمد للعفش حتى تتمزق الحقائب (برأيه) وقال إن ما يحدث يلزمه وضع قوانين صارمة مع الشركات المُشغلة للخدمات الأرضية حتى تنتهي هذه الظاهرة. وكلامه هنا يحتمل الصواب والخطأ بعد الإجراء الأخير الذى قامت به الجهات المختصة مع الطائرة الإثيوبية وإعتراف مندوبها بأن فقدان العفش قد تم في محطة ما قبل الخرطوم وهي (أديس أبابا).
ولكن حديثه عن الميناء جاء أكثر موضوعية وملامساً للحقيقة التي قد يجهلها كثير من الناس وبما فيهم كاتب هذه السطور. الأستاذ قال بالحرف الواحد معلقاً على عنوان المقال: (لا لا يوجد عمل مدبر ولا يحزنون) فكل ما في الأمر أن هُناك جهل يدار به الميناء وعقلية يجب أن ينعتق منها الناس وهي عقلية البيع. وأشار تحديداً إلى تجربة (الإنقاذ) عندما حاولت التعاقد مع هيئة موانئ دبي فأقام بعض الجهلاء الدنيا ولم يقعدوها وتساءل مُستنكراً ما المانع أن تأتي هيئة موانئ (دبي) وتتولى تشغيل ميناء بورتسودان، مؤكداً أن هذا متعارف عليه دولياً، فموانئ دبي تدير موانئ بأمريكا وسنغافورة ولم يتحدث الناس عن الإستحواذ إلا أنه قال يجب أن تخضع تلك لعقودات مقيدة المدة الزمنية ومُحكمة بحيث لا تتغول على حق الأجيال القادمة في التطوير والتحديث بل ونقض التعاقد إن أرادت ذلك.
قال فى مداخلته: (هل تصدق يا صديقي أن ميناء بوتسودان به ستّة مرابط لا يعمل منها سوى مربط واحد وأن الوضع الطبيعي أن يكون بالمربط الواحد من خمسة إلى ستة كرينات وللاسف ليس لدينا ما يعمل سوى كرين واحد). ثم أضاف قائلاً: (ولك أن تتصور أن الحاوية (40) قدم كانت تُشحن من الصين وحتى بورتسودان بمبلغ (2500) دولار فأصبحت الآن تكلّف (10000) دولار لماذا)؟. ثم أجاب قائلاً: (لأن الباخرة يلزمها أن تظل مُرابطة بالميناء قرابة الشهرين حتى يتم إفراغ حمولتها)! يقول: (فلجأ الناس لشحن بضائعهم عبر الموانئ المصرية وأسمر وبتكلفة تقل 70% عن الشحن لبورتسودان فهل يُعقل هذا؟). ثم إسترسل بقوله: (إن ميناء بورتسودان يجب أن لا يُنظر إليه كخادم للسودان وحده بل لو تم تأهيله وتطويره كما ينبغي لرفد الخزينة العامة بمردود عالٍ من العملات الصعبة نظير خدمته لدولة جنوب السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى وغيرها من الدول المغلقة بحرياً). وعاب الأستاذ عاطف على إقحام البعد القبلي من عرقية معينة (سمّاها لي) وإدعائهم ملكيتهم الحصرية للميناء. وقال بالحرف الواحد: (إن لم تتدارك الحكومة هذا الوضع فسيأتي يوم وقريب جداً لن يجد هؤلاء فنجال القهوة التي كانوا يرتشفونها). (إنتهى كلامه).
قبل ما أنسى: ــ
أشكر الأستاذ عاطف أبوعوف على مداخلته القيمة وأترك لك عزيزي القاري مُطلق حُرية التعليق والتعقيب وأسعد بآرائكم ومداخلاتكم في كل ما يضغط على موضع جرح نازف من جسم هذا الوطن ومن أي مرفقٍ كان. فمرحباً بكم وشكراً لصديقي عاطف أبوعوف.

صبري محمد علي – صحيفة الانتباهة