عبد اللطيف البوني

ياهذا الأسبوع (1 )

هذا الأسبوع الذي سيبدأ اليوم الأحد، اسبوع (أم هلا هلا) أسبوع الأعصاب المنتهية، فنحن على موعد فيه بخروج بلادنا من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، هذه القائمة اللعينة واللئيمة التي أذاقت السودان الويل وسهر الليل، فقد كانت أداة ألهبت بها أمريكا ظهرنا وليت أمرها توقف عند امريكا، فكثيرون غير امريكا أوروبيون وعرب وأفارقة (أكلوا حقوقنا وزردوا حلقونا) بتلك القائمة وللاسف الشديد فيهم أناس من بني جلدتنا .
ان العاهة التي سببتها لنا العقوبات الأمريكية التي امتدت لثلاثة عقود من الزمان ستظل ملازمة لأجيالنا القادمة ولزمن سيطول . .
الخروج من اللائحة الذي قد يتم في الأيام القادمة او ربما الساعات القادمة كلفنا الشيء الفلاني، فقد ابتزنا المقامر ترامب –الله لا كسبه ولاغزا فيه بركة- بمبلغ 335 مليون دولار بنات حفرة لكن (بيني وبينكم أكان ختينا الزول دا ما كنا مرقنا) فلو لا سمح الله نطت أمريكا عن وعدها بالخروج من القائمة فان المبلغ سوف يعود بعد خراج روح من الحساب الحلزوني (الاسكروا أكاونت) (2 ) سوء ادارة أزمة الخروج جعل الخروج من القائمة مكونا من شقين لاننا نحن ما شاء الله علينا عندنا حكومتين في حكومة فالحكومة المدنية أكملت مشوار التعويضات لناس المدمرة والسفارتين بواقع عشرة ملايين دولار للامريكي المتوفى وستة للمجروح ومبلغ أقل لغير الأمريكان، أما حكومتنا العسكرية فقد ادخلت التطبيع مع إسرائيل كاجتهاد منها لإكمال الشغلة، وهنا يعجبك المفاوض الآخر اذ قام بقسم الخروج الى قسمين , الجزء الأول الخروج من اللائحة وهذا أمره غير معقد قرار من الرئيس وإيداع في الكونجرس، والجزء الثاني الحصانة السيادية لتحمي السودان من تعويضات قادمة خاصة جماعة الثاني من سبتمبر 2011 الذين يحسبون بالآلاف، فتعويض هؤلاء سوف يرهن خزينة البلاد المنهكة لعقود من التفريغ في خزانة أمريكا المتخمة وبعدهم سوف تظهر والدة قرانفيل ثم كل حبوبات الذين قتلتهم القاعدة في الدنيا .المتوقع صدور قرار الخروج من القائمة ويبقى موضوع الحصانة السيادية معلقا فماذا ستفعل حكومتنا ؟ لقد قالت انها سوف توقف عمليات التطبيع مع إسرائيل .
ولكن هل ستوقف دفع مبلغ 335 مليون دولار الموجود في الحساب الحلزوني علما أن دفع المبلغ هو الآخر يشترط الحصانة السيادية ؟ (3 ) طبعا من غير المعقول ان تقول حكومتنا نحن ما عاوزين رفع من القائمة اذا لم يكن مردوفا بالحصانة السيادية .
في تقديري انه ليس أمام الحكومة إلا ان تقبل الرفع لا بل تعمل ليه كرامة بشوية حملة إعلامية تحت شعار يلا افرحوا كلكم فالخروج من القائمة مكسب كبير ينبغي عدم التفريط فيه لأن الإرجاع للقائمة ليس سهلا، وبالمناسبة عندما أرادت امريكا إدخال السودان في القائمة في 1993حذرته مرارا وتكرارا وأوضحت له العواقب الوخيمة ولكن السودان يومها كان في سنة أولى سياسة و(فاكر الحكاية هزار) فحدث (ما حدس) فعلينا ان نرحب بالخروج المتوقع في هذا الأسبوع فلو جاء مصحوبا بحصانة سيادية نقول حمدلله ألف على السلامة ونغني ونرقص و(نقول كلام ما سمعوا بيه الناس ) وان جاء بدون حصانة سيادية نعمل بالقاعدة الأصولية ( ما لا يدرك كله لا يترك جله) ونقعد نعافر في حكاية الحصانة حتى ولو دعا الأمر للمثول أمام المحاكم الأمريكية ونقوم بأكبر قدر من الجرجرة وبمساعدة (الزولة ديك).
(تحلل :- الكاتب غير مسؤول إذا ما أصبحت مادة العمود غير مواكبة نتيجة لتطور الأحداث المتلاحقة ).

عبد اللطيف البوني – صحيفة الانتباهة