زاهر بخيت الفكي

في شنو يا هبة..؟

حالة من الاضطرابِ الغريب المُريب أصابت أطراف حكومة ما بعد الثورة، جعلتهم يسبحون في تياراتٍ معاكسة لتيار الثورة ، ودخلوا بسببها في صراعٍ مُستمر تباعدت به الخطوات وتناثرت به مُكونات ثورة كان العشم فيها كبيراً لتجاوز الصعاب والوصول الآمن إلى مُطلوباتها وتحقيق أهدافها، كان الأمل في شُركاء الحكومة أن يعملوا بتناغمٍ يصلوا به إلى أهدافها لا سيّما وجميعهم قد خرجوا من رحمِ ثورةِ دحرت بسلميتها وعزيمة أهلها نظام قوي مُتمكِن ما كان له أن يتزحّزح من مكانه لولا وقوف كُل هذه المُكونات في صفٍ واحد وانصهارها في جسمٍ واحد أدخل الرُعب في القلوب وجعل أفراد النظام يؤثرون الهروب.
فلمَ الاختلاف والثورة ما زالت في بداياتها. .؟
استبشرنا خيراً بلجنة تفكيك تمكين النظام السابق والذي فاقت مُشاهدة المؤتمر الإسبوعي الذي ظلّت تعقده مُشاهدات مُسلسلات زمان والتفاف الناس حول التلفزيون لحضورها ، ظلّلنا ننتظر بفارغِ الصبر انعقادها للفرح بما يحملونه لنا في أحشاء مؤتمرهم من أخبارٍ سارة مُفرحة تُخفف عنّا الغُبن وترفع الظلم وتُعيد إلينا أموالاً طائلة ضلّت طريقها إلى خزينتنا العامة بعد أن مهّد وعبّد لها (المُمَكَّنين) من الفسدة في النظام السابق الطريق إلى جيوبهم ، ويُعيدوا إلينا مُمتلكاتٍ عامة خصّصوها لأنفسهم ما كان لهم أن يحصلوا عليها لولا التمكين البئيس.
مليارات الجُنيهات ذكروها لنا ومعها آلاف الأفدنة الزراعية المُنتجة ومئات الألوف من الأمتار في المناطق السكنية المميزة بباهظِ أسعارها وبمواقعها الجغرافية ، فضلاً عن بناياتٍ وشركات ومنظمات وأليات ظننا في بادئ الأمر بأنّ الميزانية التي فشل البدوي في تمويلها من أصدقاء السودان سينجح وجدي ورفاقه في دعمها بأموالٍ تكفي كُل المشاريع وتفِ بكُل المطلوبات ، وأسررنا لبعضنا البعض في ملماتنا في بيوت (البكاء والعُرس) بأنّ دكتورة هبة أوفّر حظاً من غيرها من وزراء المالية الذين سبقوها على المقعد بفضل الإيرادات الضخمة التي هبطت على خزينتها من اللجنة ، وتلك التي سوف تدُرها الشركات والمؤسسات المُصادرة والتي قال عنها وجدي عن أنّ عائداتها الشهرية تقترب من (المليون دولار).
سيصرخ القوم ويولّولون لفقدانهم لأموالهم التي اكتنزوها ولضياع ممتلكاتهم التي تحصّلوا عليها من غير وجه حق وقد صرخوا حقاً وولّولوا ، والمُدهِش أنّا بدأنا نسمع صراخاً من داخل اللجنة والتي بدأ أفرادها يتملّملون من اهمال المالية لحقوقهم وتقاعسها عن دفع مُستحقاتهم ومصروفات لجنتهم التي ظلّوا كما جاء في تصريحاتهم ينفقون عليها من مواردهم الخاصة ومن جيوب أعضاءها الأثرياء ، ماذا بين اللجنة ووزارة المالية التي أغرقوا خزينتها (بالأموال) وسلّموها مفاتح (المؤسسات والشركات) المُثمرة التي تدُر الكثير حسبما أشار وجدي صالح.
فلماذا تضُن عليهم بمستحقاتِهم وتحرمهم من مصروفاتهم..؟
أم أنّ في الأمرِ (إنّ) يا هبة..؟
***********

زاهر بخيت الفكي – صحيفة الجريدة