هل أصبح السودان بلا كبير؟!!
هل أصبح السودان بلا كبير؟، سؤال يستحق الآن أن نطرحه بشجاعة في ظل السيولة البائنة في أوضاع بلادنا السياسية والأمنية والخدمية -أي والله _ فالأزمات تتناسل في كل مجال دون أن تجد من يحرك ساكنا.
يموت المواطنون في صفوف الخبز والوقود والغاز دون أن تجد من يشعرك من المسؤولين بأن هذا الوضع يؤلم الحكومة ويقلق القائمين على الأمر، تغلق المستشفيات أبوابها ويعز الحصول على سرير لاستقبال مريض، تحصد الكورونا أرواح الناس بالجملة ويخرج عليك المسؤولين مشغولين بالأمور الصغيرة وكأنما ما يقع من فواجع من بلادنا يحدث في بلد آخر.
يستحكم الغلاء ولايجد الناس ما يسدون به رمق وجبة واحدة في اليوم ، ترتفع الأسعار ويدور السوق على حل شعره والسلطة غائبة والحكومة مستسلمة للأمر الواقع وعاجزة عن فعل ما يطمئننا على ان هنالك حكومة ومسؤولين ودولة وسلطة قائمة بإمكانها التدخل لحسم الفوضى وإنقاذ حياة الناس.
حالة سيولة أمنية لم تعد خافية على أحد ، اغتصاب لحرائر في قارعة الطريق (حادثة بري)، و(قلع نص النهار) وتحت تهديد السلاح، ترويع للمواطنين داخل دورهم، عصابات تسرق الأموال وتخطف المقتنيات بالمواتر وغيرها، بلاد مفتوحة ( للكلب وغاشي الدرب) دون أية احترازات تحافظ على هيبتها وأمنها القومي.
فشل في ملف التعليم أبقى على أبنائنا للعام الثاني على التوالي دون دراسة، كل جهة تحمل الأخرى مسؤولية ما حدث، والحقيقة ضائعة ما بين وزارة التربية والتعليم وإدارة المناهج ووزارة المالية والنتيجة مدارس مغلقة وبلد بدون تعليم، على أيام الإنقاذ رفع الناشطون شعار (لا تعليم في وضع أليم) فما عساهم يقولون اليوم.
تدهور مريع في خدمات الكهرباء وقطوعات لم يوقفها حتى فصل الشتاء في سابقة نادرة تحدث لأول مرة في السودان، غياب للمياه عن الأحياء السكنية وتراجع مزري في الإمداد، أزمة مستفحلة في المواصلات قفزت بتسعيرتها للحد الذي جعل المواطنين والطلاب يختارون البقاء في البيوت لا هربا من الكورونا وإنما فاقة وفقر يجعلهم عاجزين عن الخروج للالتحاق بعمل لا يوفر لشاغله (حق الفطور والمواصلات).
البلد تنهار وأزماتها تتوجه في كل الاتجاهات ولاتجد من يردع أو يحسم أو ينفذ القانون، مصائر غامضة وسيناريوهات مجهولة وكبار البلد لا يلقون بالا لما يحيق بالبلد من مخاطر.
يحدث كل هذا للأسف الشديد وكبار البلد مشغولون بالغنائم ومخصصات وكراسي السلطة في ما يعرف بمجلس شركاء الفترة الانتقالية..
لاتجد ثمة من يستشعر أولويات المواطن الذي لا ناقة له ولاجمل في ما حدث وما سيحدث، لا أدري إلى أين يقودون الوطن ولكن وبعد كل التدهور الذي حاق بالبلد يصر القحاتة الذين كتبوا بأيديهم صلاحيات ومهام مجلس الشركاء أن يدخلوا السودان في نفق جديد بعد أن رقصوا على أنغام السلام في جوبا والخرطوم.
أظنهم يعلمون أن السلام يعني أن تتنازل عن مكاسب حتى تسع كيكة السلطة الجميع فلماذا يستشعرون الآن أن دخول الحركات المسلحة لم يكن إلا (انقلاب أبيض) على شرعية المؤسسات القائمة والتي هي في الأساس ذات طبيعة انتقالية..
وفي ظل كل ما يحدث يجدر بنا أن نتساءل.. (الناس في شنو وشركاء الفترة الانتقالية في شنو ؟!!) .. ونردفه بسؤال آخر..( البلد دي مافيها كبير؟!!)
مجرد سؤال..
محمد عبد القادر – صحيفة اليوم التالي
الكبار ماتوا او سجنوا منتظرينهم يموتوا عشان البلد يحرسوها بتاعين البناطلين الناصلة الشايلين الشنط غي ضهرهم ديل.