رأي ومقالاتضياء الدين بلال

مع حمدوك وليمياء..!

-١-
في كلِّ مَرّة أُتابع الحوارات التي تتم مع رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك بكثيرٍ من الاهتمام.
مصدر الاهتمام، رغبتي في إيجاد إجابات صريحة ومباشرة على كثير من الأسئلة المُعَلّقة في الفضاء العام.
دكتور عبد الله حمدوك، هو المسؤول الأول في الجهاز التنفيذي المعني بإدارة شؤون (البلاد والعباد).

-٢-
للأسف في كُلِّ مرة أُصاب بالخيبة والإحباط مثل كثيرين غيري.
حتى ولو كانت الأسئلة ساخنة ومُباشرة – لا أسئلة مُجاملة و(تمليس) – عادةً ما تأتي إجابات حمدوك باردة ومجنحة ومُحلقة فوق الواقع.
إجابات مُثلّجة ومحفوظة، تبدو أقرب للأماني والتطلُّعات.
خالية من المعلومات والأرقام، تفتح الباب للسخرية والاستهزاء وشماتة الأعداء.

-٣-
ظَنِّي الراجح أنّ ذلك لا يعود لتواضُع قُدراته التعبيرية ولا لضعف إدراكه لما ينتظره المُواطن السوداني.
دكتور حمدوك، جاء لرئاسة الوزراء بعد فترة اغترابٍ تجاوزت رُّبع القرن من الزمان، كان بعيداً عن تفاصيل الأزمات وحساسية أرضية الملعب السِّياسي.
حمدوك جاء لرئاسة الوزراء في ظرفٍ سِيَاسي انتقالي بالغ التّعقيد، مُحاط بظروفٍ اقتصاديّةٍ شديدة السُّوء.

-٤-
حمدوك جاء لرئاسة الوزراء مدفوعاً بحاضنة سياسية مُتشاكسة مُتنافرة، تغلب عليها الانتهازية السياسية.
انتهازية متمثلة في سعيها المفضوح للجمع بين امتيازات المناصب السُّلطوية، وثورية المُعارضة والاحتجاج.
حاضنة سياسية تُريد حظوة السُّلطة وبريق المُعارضة، فهي مع حمدوك، وعليه في ذات الوقت!

حاضنة سياسية معه إذا أعطى ومَنَحَ، وعليه إذا مَنَعَ وحَجَبَ!
أو اتّخذ قرارات تخشى الحاضنة أن تخصم من رصيدها السِّياسي، مثل رفع الدعم والتطبيع مع إسرائيل.

-٥-
لذا حينما يجلس دكتور عبد الله حمدوك للحوارات وهو مُثقلٌ بتلك الهُمُوم، ومُدركٌ لتلك التّعقيدات، ومَأزومٌ بضعف الأداء، ومُحبطٌ من تخاذُل الحلفاء، لا يجد أمامه من خيارٍ سِوى الاستجارة من رمضاء الواقع بظلال الأماني والأحلام !

وتخبئة مشاعره الحَقيقيّة في تلافيف التفاؤل والعشم العريض، وخلف الابتسامة الدافئة والهُدوء القلق!!
ربما، لو جاء حمدوك لموقعه هذا في ظروف أفضل ومع حاضنة سياسية مُتماسكة وأخلاقية، لَتَمَكّن من توفير إجابات منطقية ومُقنعة!

-٦-
ولو أنّ الإعلامية المُتميِّزة، الصديقة العزيزة ليمياء متوكل كانت في مُقابلة الأمس أكثر صَرَامَةً ومُثابَرَةً في الضغط على حمدوك، لحرّرته من قُيُود التحفُّظ والدبلوماسية.
ولو أنّ ليمياء سمحت له – دُون مُقاطعة – بإكمال تعليقه على جُملة الفريق شمس الدين كباشي (عطاء من لا يملك لمن لا يستحق)، ربّما لأخرج حمدوك بعض ما ظلّ يخفيه.
كُنت انتظر من ليمياء طرح أسئلة مُتناسلة عن ملف التطبيع مع إسرائيل، أين يقف؟ وإلى أين يمضي؟!
وهل هو ملفٌ تنفيذيٌّ أم سياديٌّ أم عسكريٌّ، وما سِر زيارات (الغَتغتة والدّسديس)؟!

-أخيرا-
بحُكم معرفتي بكفاءة ومقدرات ليمياء، لا أظن أنّ حجب التّساؤل عن هذا الملف المُهم تمّ عن غفلةٍ وتناسٍ!

ربما هي رغبة فخامة الضيف، أو من كان وراء ترتيب تلك المُقابَلَة المَسائيّة التي لم تضف جديداً ولم تُوفِّر ما يُفيد!

ضياءالدين بلال – صحيفة السوداني

تعليق واحد

  1. انت صادق فالرجل وع روفر إجابة لأي سؤال للفقر في قدراته في كل شي.
    حمدوك ليس أهلا للمنصب ولا يملك ادني مقوماته الحقيقة المرة أنه اتي
    به الشيوعيون لتتريس مواقعهم وتنفيذ برامجهم التي استعانوا بها بالغربيين فليس
    لديه ما يضيفه فهو اتي في غفلة من الناس وأدرك الجميع ضرورة إقالته لأنه لن يستقيل فهو الآن العقبة الأولى في طريق التقدم والمصالحة.