يوسف السندي يكتب من يخلف الامام؟
ضرب حزب الأمة مثلا مؤسسيا رائدا حين تمت تسمية النائب الأول لرئيس الحزب اللواء معاش فضل الله برمة ناصر رئيسا مكلفا للحزب لحين قيام المؤتمر العام، كما كلف السيد عبدالمحمود ابو إماما الأنصار لحين انعقاد المؤتمر العام لهيئة شئون الأنصار. التكاليف أعلاه اقتضتها التراتيبية والمؤسسية، وهي تكاليف اسكتت الكثيرين ممن ظنوا أن الأمر سيؤل بالوراثة في الحزب والأمامة حتى قبل المؤتمر العام.
الراحل المقيم الإمام الصادق المهدي هو رئيس منتخب لحزب الأمة انتخبه المؤتمر العام للحزب، كما أنه إمام منتخب، وهذا التقليد راسخ في حزب الأمة إذ لا يصعد أي مسؤل إلى موقع الا بالانتخاب، الا في حالات محدودة حين يتيح الدستور للرئيس تعيين البعض في مواقع بعينها، وحزب الأمة هو الحزب الوحيد في السودان الذي لديه أحزاب مؤسسية مكتملة البنيان بكل ولايات السودان، وهو الأمر الذي ينطبق ايضا على هيئة شئون الانصار، كما أن للحزب أحزاب مؤسسية مكتملة البنيان بعدد ضخم من دول المهجر.هذا البنيان المؤسسي لحزب الأمة هو من صنع الإمام الراحل الصادق المهدي، وكانه قد اراد ان يترك مؤسسات راشدة ناضجة قادرة على القيام بدورها بعد رحيله.
لن يصعب على حزب الأمة إنجاز قيام مؤتمر عام في الوقت القريب القادم، فالحزب اصلا مكتمل البنيان بكل أنحاء السودان وبالتالي سيكون سهلا ويسيرا تصعيد المنتخبين من القواعد عبر المؤسسية وصولا للمؤتمر العام، وهو الأمر عينه الذي ينطبق على هيئة شئون الانصار، وحين يصل المنتخبون المفوضون من جماهير الحزب والانصار من كل أنحاء السودان لقاعة المؤتمر العام للحزب وقاعة مؤتمر الهيئة سيكون عليهم وقتها انتخاب رئيس جديد لحزب الأمة وانتخاب إمام جديد.
المهم في هذه العملية أن تجري بطرق ديمقراطية وانتخابية شفافة ونزيهة، بعد ذلك من تختاره الجماهير لرئاسة الحزب سواء كان من داخل أسرة المهدي او من خارجها سيكون محل احترام الجميع وسيدعمه الكافة، فليس مهما من هو الرئيس الذي يخلف الامام الراحل الصادق المهدي بقدر ما يهم كيف جاء للرئاسة.
يوسف السندي – صحيفة السوداني